الكاتب النقابي السابق حسن محمد علي بعشوم يكتب : حول قانون النقابات – (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق)
مراجعة قانون النقابات لعام 2020م بعد إجازته من مجلس وزراء الفترة الانتقالية تدخل حكومي وحزبي غير مسبوق في تاريخ الحركة النقابية السودانية :
ما استفزني لكتابة هذا الموضوع هو اجتماع رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك بقيادات الحزب الشيوعي السوداني ومناقشة قانون النقابات المقدم من وزارة العمل حيث وافق سيادته على تكوين لجنة لمراجعة القانون بعد اجازته من مجلس الوزراء وهذا هو عطاء من لايملك لمن لا يستحق .
– اجتمعت لجنة رئيس مجلس الوزراء التي لا تضم اصحاب المصلحة (منظمات العمال ومنظمات اصحاب العمل المنتخبة ) مع لجنة مركز الايام التي اعدت قانون نقابات العاملين الموحد لعام 2020م وجاء في الوسائط الاعلامية ان الاجتماع خرج بعدم اجازة قانون النقابات المقدم من وزارة العمل وتم الاتفاق على اجازة قانون نقابات العاملين الموحد .
– هنا سوف نطرح سؤال ونقدم حيثيات ونترك الاجابة للقراء ,
السؤال : هل يحق للجنة مركز الايام تمثيل العمال ؟
حيثيات :
لجنة مركز الايام مكونة من اجسام سياسية ومكاتب نقابات حزبية ومنظمات مجتمع مدني وبعثة منظمة العمل الدولية التي زارت السودان في يناير 2020م استبعدت تجمع المهنيين والاجسام السياسية والحزبية ولجان التسيير من تمثيل العمال وحددت تمثيل العمال في الفترة الانتقالية بأن يكون من :
1- اتحاد نقابات عمال السودان (المحلول) .
2- الاجسام النقابية الجديدة والناشئة والمعني هنا هو اللجان التمهيدية التي قامت وفق جمعيات عمومية .
اجابة :
متروكة للقراء ..
سؤال ثاني : ما هي مفارقات ومقاربات قانون نقابات العمال 2010 وقانون نقابات العاملين الموحد 2020 لمعايير العمل الدولية ؟
هنا نقدم جدول نركز فيه على القضايا الجوهرية لنرى مقاربتها او مفارقتها لمعايير العمل الدولية ,
(علما بأن قانون النقابات 2010م تمت اجازته في المجلس الوطني الانتقالي بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل واشترك في اجازته كل الوان الطيف السياسي من الاحزاب السياسية السودانية ومن ضمنها الاحزاب المكونة لحكومة الفترة الانتقالية الحاكمة الان وتمثل اغلب مكونات لجنه مركز الايام واستطاعوا ان يعدلوا في تعريف نقابة المنشأة لتتكون من الكليات المهنية داخل موقع العمل بمعنى اي فئة تنتخب ممثليها داخل نقابة المنشأة )
ما بين القوسين موضوع اخر سوف نعود له اذا دعت الضرورة .
المنظمة الدولية لا تعترف بأي صلاحيات للمسجل
من خلال الجدول يتضح ان القانونين (2010 و2020 الموحد ) يسلبان العمال حقهم في تكوين المنظمات التي يختارونها بأنفسهم .
المادة الثانية في اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 87 لسنة 1948 تقول بوضوح :
( للعمال بدون تمييز الحق في تكوين المنظمات التي يختارونها بـأنفسهم … )
اذن اختيار نقابة المنشأة او نقابه الفئة هو حق العمال عبر جمعياتهم العمومية ولا يفرض بالقانون .
وفي البند الثاني من المادة الثامنة في ذات الاتفاقية 87 تقول :
( يجب ان لا يمس قانون البلاد او يطبق بحيث يمس الضمانات المنصوص عليها في هذه الاتفاقية ) .
• سلام يا سادة :
جاء في تقرير لجنه مركز الايام المنشور في الوسائط الاعلامية بعنوان سلام يا ساده ان هنالك خمسة قضايا مفاهيمية تناولت لجنه مركز الايام هذه القضايا بالتطفيف ونقدم مثالين :
1- المفهوم الاول تعريف العامل لم تشير اللجنه لمرجعية المعايير الدولية وإنما تحدثت عن تعريف العامل في اللغة – مشـــرعو الانقاذ – إرثنا النقابي – حاجات العاملين والوطن – استقرار الفترة الانتقالية – انتشال جهاز الدولة من الوهدة التي سقط فيها , هذه ليست مرجعيات (اذا كالوهم او وزنوهم يخسرون ) انما كلام انشائي عاطفي .
فريق العمال في منظمة العمل الدولية يضم العمال – الموظفين – المهنيين – الفنيين – التقنيين , وكذلك الحال في منظمة العمل العربية .
2- المفهوم الثالث استقلالية الحركة النقابية استندت اللجنة في دفاعاتها عن هذا المفهوم بمرجعيات اتفاقيات العمل الدولية والعربية , اذا اكتالو على الناس يستوفون بالمعايير الدولية .
– ايها الساده النقابيون انتبهوا إن الخمر القديم التي تعبأ في زجاجات جديدة لن تؤدي الى حركة نقابية ديمقراطية تدعم الانتقال الديمقراطي .
– نفس المعتقدات والافكار القديمة ما زالت مسيطرة ونفس الدائرة الخبيثة تدور .
– يقول اينيشتاين :
(ليس هنالك بلادة ولكن البلادة ان تدخل نفس المعطيات السابقه وتتوقع مخرجات جديدة )
ياعمال السودان انتبهوا
(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم )
تجرد من الحزبية واعطي العمل النقابي افضل ما عندك يعطيك افضل ما في العالم
مرفق أعلاه جدول المقاربة والمفارقة حول قانون النقابات :
الجمعه 3سبتمبر 2021م
