
اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق.. محاولة لدحض مزاعم واشنطون!
“فرية” السلاح الكيماوي.. “سيناريو” قديم تجري عملية إنتاجه في السودان
تقرير/هاشم عبد الفتاح
تباينت الآراء والاتجاهات حول جدوى تشكيل لجنة وطنية حول تقصي الحقائق حول مزاعم واتهامات الإدارة الأمريكية للجيش السوداني بأنه استخدم السلاح الكيماوي في حربه ضد المليشيا المتمردة ،
البعض قلل من فكرة هذه اللجنة أما البعض الآخر يعتقد أن من حق الحكومة السودانية إستخدام كافة الأدوات والآليات لفضح أساليب الإدارة الأمريكية في تعاطيها مع الشأن السوداني خصوصا ان واشنطون ظلت على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمان تتعامل مع السودان عبر سياسة (العصا والجذرة) .
في هذه المساحة نحاول تسليط المزيد من الأضواء على القرار الذي أصدره السيد رئيس مجلس السيادة في غضون اليومين الماضيين بتكوين اللجنة الوطنية للتحقيق في مزاعم واتهامات الإدارة الأمريكية للجيش السوداني بأنه استخدم السلاح الكيماوي في حربه ضد المليشيا المتمردة ، حيث كان محور القضية يتركز في النقاط التالية:
أولا: كيف تقيم ردة الفعل السودانية من الإتهامات الأمريكية باستخدام الجيش السوداني للسلاح الكيمائي في حربه مع المليشيا ؟
ثانياً: ما الذي تريده الحكومة من تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في مزاعم الإدارة الأمريكية باتهام الجيش باستخدام السلاح الكيماوي ..وما هى المسارات التي يجب أن تسلكها هذه اللجنة ؟
ثالثاً: هناك إتهام للحكومة بأنها تتباطأ في إتخاذ الإجراءات الجنائية ضد السودانيين الذين يمارسون الخيانة الدولية ضد الوطن (ومبارك الفاضل نموذج) ؟
رابعاً: وهل تعتقدون أن تشكيل هذه اللجنة الوطنية هو الطريق الأسلم للتصدي لهذه الإتهامات الأمريكية ؟
فرية الأسلحة الكيميائية!
بداية تحدث (لتسامح نيوز) الأستاذ الهندي الريح المحلل السياسي والوزير السابق بحكومة ولاية الجزيرة
قال إن الإتهامات الأمريكية للسودان بإستخدام أسلحة كيميائية ضد ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية محض إفتراء وكذب وتلبية لطلب الأمارات وتعمية وتشويش علي حقيقة وجود أسلحة أمريكية متطورة في مخازن المليشيا ، وهي كذلك وبحسب وصف الأستاذ الهندي الريح : إمتداد لسياسة الإبتزاز السياسي الرخيص الذي تمارسه أمريكا ضد الدول الحرة لتحقيق أهداف معينة ،
وقد كشف هذا الاتهام الغير مستند الي اي دليل مادي أو مستندي مدى تحامل أمريكا علي السودان ومحاولة تركيعه خصوصا بعد التفاهمات التي تجري بين السودان وروسيا لمنح روسيا قاعدة عسكرية علي البحر الأحمر ، كما أن تاريخ أمريكا في إستخدام الأسلحة المحرمة لا يؤهلها أخلاقيا في الحديث عن ذلك وهي التي ابادت شعوب بأكملها في (هيروشيما وناجزاكي) بالقنابل النووية .
الالتفاف حول الجيش!
وأضاف الهندي أن كل الشعب السودانى يدرك مدى الاستهداف الخارجي للسودان لذلك تزيده مثل هذه الإتهامات قوة وتحدى وإلتفاف وطني وعزيمة علي المقاومة والشعب السوداني يثق تمام الثقة في جيشه ويعلم مدى إلتزامه بقواعد الإشتباك وإحترامه للعهود والمواثيق الدولية كجيش عظيم ومحترف .
ووصف تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في المزاعم الأمريكية رغم علم السودان أن هذه الإتهامات غير صحيحة يعتبر عمل إعترافي وخطوة ذكية إستعدادا لأي مواجهات قانونية في المحافل الدولية وكذلك استعدادا لحراك دبلوماسي وسياسي لدحض هذه الافتراءات كما أن تكوين اللجنة يثبت أن السودان دولة مؤسسات تتوزع فيها السلطات والمسؤوليات بالقدر الذي يحفظ التوازن وحسن إدارة الدولة بكل شفافية ووضوح .
النيابة وعناصر الخيانة!
وأوضح الهندي أن تأخير النيابة العامة من إتخاذ الإجراءات الجنائية اللازمة ضد من يمارسون الخيانة الوطنية العظمي وعدم إصدار أحكام غيابية رادعة ضدهم هو الذي أغراهم للمواصلة في الخيانة وفتح شهيتهم علي التآمر وعزانا أن الشعب السوداني قد أصدر حكمه فيهم وحدد عقوبته عليهم وستظل تلاحقهم جحافل السودانين في اي مكان خارج السودان أما داخل السودان فأرضه محرمة عليهم ولن يسمح لأرجلهم النتنة أن تطأ ثراه الطاهرة .

وقال: ( أما مبارك الغير فاضل فهو رجل لديه إضطراب نفسي سياسي ومواقفه تتبدل وتتغير وفقا لمصالحه الشخصية ووفقا لرغبات من يمسكون بخطاب تصرفاته فيوجهونه حسب ما يشاؤن وهو شخص له تاريخ حافل بالمخازي والخيانة الوطنية منذ نعومة أظافره ومن شب علي شيء شاب عليه ومات عليه) .
تداعيات العقوبات الأمريكية!
أما الدكتور محمود عبد الجبار فقد تحدث (لتسامح نيوز) عن العقوبات الأمريكية وتداعياتها على المستوى الوطني والدولي ، وقال نحن ومنذ فترة طويلة كنا وما زلنا نحذر من الإجراءات الأمريكية وتعاطيها مع هذه الحرب وتعاونها مع المليشيا الإرهابية
واضاف : الآن أمريكا أصدرت قرار لمعاقبة السودان على ضؤ مزاعمها بتورط السودان في إستخدام أسلحة كيميائية في دفاعه ضد المليشيا .
وأشار دكتور محمود: كيف حصل السودان على أسلحة كيميائية ؟ وهو الذي أغلقت أمامه كافة أبواب الأسلحة التقليدية فضلاً عن الكيميائية ويعلم الجميع أن السودان عانى كثيراً للحصول على أسلحة يدافع بها عن نفسه .،وحتى نظام البشير الذي تتهمه امريكا برعاية الإرهاب لم تتهمه أمريكا بأنه كأن يستخدم أسلحة كيميائية مما يؤكد أن هذا الإتهام جزء من مخطط كبير ضد السودان ترعاه إسرائيل عبر الإمارات مع المليشيا المتمردة
أبعاد الدائرة (المتماهية)!
وقال دكتور عبد الجبار لا ينبغي لرئيس مجلس السيادة أن يستجيب للضغوط الأمريكية ولا لقراراتها ويجب على البرهان أبعاد الدائرة (المتماهية) مع الإدارة الأمريكية ويفكفكها حتى لأ تؤثر على قراراته وعلى تعاطيه مع الملف الأمريكي ، خصوصاً أنه ملف شائك يحتاج حنكة ووفاء وإخلاص وطني كامل وبالتالي هذه قضية مهمة جداً لإبعاد هؤلاء
أما بشأن تشكيل لجنة تقصي الحقائق حول الإتهامات الأمريكية هذا ربما يعني الإعتراف بهذه الاتهامات بشكل ما من الإستجابة ، فكان ينبغي للبرهان الا يعير هذه الإتهامات أي إهتمام بأي صورة من الصور ، وأخشى أن تطالب أمريكا بلجنة تفتيش دولية حتى تعيد نفس السيناريو الذي حدث مع العراق .
محاولات إعادة المليشيا!
وحذر الدكتور محمود عبد الجبار من الانزلاق في الهاوية وقال : نحن نعلم أن الرئيس العراقي صدام حسين تعرض إلى تهديدات كبيرة فإذا لم يستجيب سيأخذون منه إقليم كردستان في العراق ، وحرصا منه على وحدة العراق قبل صدام بالتفتيش فكان الثمن (٢)مليون شهيد من الشعب العراقي وتدمير كل البنية التحتية وكل الصناعات انهارت تحت أقدام الإحتلال الأمريكي.
ولهذا أنا أدعو إلى إبعاد المتماهين مع الأمريكان وأن يأتي بالمخلصين المؤمنين بالله والوطن والشعب .ويجب أن يعلم الشعب السوداني أنه عندما تأكد للامريكان أن المليشيا انهارت وتكسرت تحت أقدام القوات المسلحة والحليفة لها جاؤا بهذا الإتهام ضد السودان حتى يسرقوا هذا النصر ويحولونه إلى كابوس ويدخلون السودان في دوامة العقوبات والتدخل الأجنبي ويجب علينا أن نكاشف الشعب السوداني
ويبدو واضحاً أن الأمريكان يبحثون عن آلية أو طريقة أخرى يعيدون بها المليشيا مرة أخرى لحكم السودان . وعموماً أمريكا تعلم تماماً أنه ليست هناك أسلحة كيميائية في السودان وانما هى خدعة يريدون بها اخداع الشعب السوداني فهم يكذبون كما كذبوا من قبل في العراق .