المقالات

اللواء يونس محمود يكتب عن الشهيد البطل المغوار السنوار

الخرطوم - تسامح نيوز

اللواء يونس محمود يكتب عن الشهيد البطل المغوار السنوار

قال تعالى”ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون”

التحق اللحظة بالرفيق الاعلى شهيدا بإذن ربه
القائد الفذ المجاهد النابه
يحى السنوار امير المجاهدين في قطاع عزة وزعيم وقائد حركة المقاومة الاسلامية حماس
بجناحيها السياسي والعسكري

أما سيرة الشهيد يحى السنوار ، فهي من أعلى رايات من خاضوا غمار الجهاد لانتزاع الحق الفلسطيني من بين براثن العدوان العالمي وسلسلة تأمره منذ وعد بلفور والى يوم الناس هذا

ومقابل خذلان كبير ممن تجب عليهم المناصرة من أهل القبلة والملة والأمة
ولكن اقدار الله ومشيئته اقتضت ذلك أن تمضي الاحداث هكذا الى ان يأتي وعد الآخرة غير المكذوب

ليسوءوا وجوههم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة

إن استشهاد المجاهد يحى السنوار لهو تحقيق لمشتهاه وأمنيته التى بثها يوما ما وقال إن افضل ما يفعله العدو هو أن يغتالني
لأختم حياتي بالشهادة بدلا عن الموت حتف الأنف

المشهد الطولي الذي يليق وكسب القائد الذي نذر كل حياته لله والوطن مجاهدا
لبث في سجون الاحتلال حوالى ربع قرن من الزمان
ما انتقصت من عزمه نقيرا
تحصن بصلابته ضد كل عمليات الاختراق الممنهجة
وعوامل الضغط والتأثير والابتزاز لكسر الشخصية أو اضعافها أو غرس الهزيمة النفسية ونسج خيوط اليأس من تحقيق نصر على هؤلاء المردة

خرج الى نور الشمس عام ٢٠١١ م في صفقة الجندي الصهيوني شاليط

ومباشرة الى ميدان العمل كأنه يسابق الزمن ليعمل في دأب أولا في تنقية صفوف المقاومة من الخونة الذين زرعتهم أيادي الصهيونية ، ومن ثم تحويل ادوات الصراع من قليل من الاسلحة على ندرتها الى تطوير الاساليب والحيل لتوفير العتاد وتجهيز القوة وفق المستطاع . وقد كان له ما أراد إذ فتح الله هلى ايدهم مغاليق أبواب غيرت ما في أيديهم من سلاح متواضع الى أسلحة فاعلة وبكميات أكثر مما قدره العدو
لتتسرب من بين أيديه ومن تجت أرجله لتجاوز حالة الوهم التى روج لها العدو بأنهم يحصون كل شئ عددا
كنوع من الحرب والعمليات النفسية التى أحاطوا بها الأمة كما يحيط العنكبوت فريسته .

الشهيد يحى السنوار يملك فكرا ثاقبا ، وعقلا راجحا ، وعزما صادقا ، وقلبا شجاعا لا يتسرب اليه الخوف ولا تفسده الظنون .
بقدر وضوحه في حديثه لقناة تلفزيونية صهيونية
بأن اليهود لن يهنأوا ولن يجدوا طعم الأمن والإستقرار مادام الحق الفلسطيني مغصوب لكنه لم يفصح عن مكنونه كيف سيكون ذلك .
ثم كان له مع أقدار التاريخ موعدا

لما جاءت الغزوة المباركة طوفان الأقصى الذي أسس لدروس وعبر وروايات
جب ما كان قبلها من دعايات الصهاينة وما أشاعوه من قدراتهم العسكرية غير القابلة للهزيمة
وأجهزة مخابراتهم التى تحصي انفاس خصومهم من دول الجوار العربي والإسلامي

بل يزايدون بمعرفه النوايا ومكنونات الأنفس وهمس الغرف والوثائق الموشاة بدرجات تصنيف عالية ( سري للغاية ) .
فلما لاح صبح السابع من أكتوبر العام ٢٠٢٣م ساء صباح المنذرين
حيث اقتحمت مفارز المجاهدين حصون العدو
جاءوهم من فوقهم بدراجات طائرة

ومن أسفل منهم رجالا وركبانا ، في ثبات وسكينة لا تتوفر ابدا في مثل هكذا مواقف الا من نصر الله بتنزيل السكينة على قلبه
اقتحموا عليهم الحصون
وأرغموهم على الإحتماء في بيوت الخلاء
أوسعوهم قتلا واقتادوهم أسارى مستسلمين في صغار تحت قبضات المجاهدين .
الأمر الذي شهده العالم فأخفي كثير من الناس شماتتهم وراء استغشاء الثياب

ووضع آخرون أيديهم في افواههم من الدهشة
واستيغظ بعضهم على أن النمر من ورق
وأزيح الستار ورفعت الحجب عن المجتمع الصهيوني المتهتك الخائف
وثارت مخاوف أن الأمر أصبح وجوديا أكثر منه ردات فعل لمظالم على أهل غزة .
غادر أكثر من نصف مليون مستوطن نهائيا أو مؤقتا

توقفت عمليات الإنتاج تماما
خلى شمال الارض المحتلة من السكان وهجرت المساكن
كما خلت كل مستوطنات غلاف غزة

وفي محاولات الإقتحام هلك المئات وجرح وأعيق الآلاف من الجنود الصهاينة
وتراجع الوضع الاقتصادي لأسوأ ما كان عليه في تاريخ الدولة الصهيونية
وبدأت مؤشرات النهاية تدق أجراسها وتتوالى النذر
ولولا خذلان الجوار

وتدخل كل أوربا وأمريكا بكامل عتادها الحربي
وتمويلها الكامل لهذه الحرب لكان الأمر مختلفا تماما .
نعم كل هذا تم بفضل الله ثم اجتهادات السنوار وإخوانه في القيادة ومجاهديه في الميدان
بفكر رائد وعزم وتوكل عجيبين .

من أين يا سنوار هذه الطاقة التى وسعت كل مؤمن وحر في هذا العالم
حيث رفعت القضية من أضابير النسيان الى الأعلى ذكرا على مستوى العالم وأجهزته ومجلس أمنه
وإعلامه واهتمامات الإعلام وصدارة الأخبار
فما خططه من أثر لن تمحوه كل محاولات اليهود ومن والاهم
وما احدثته من شرخ وخلل في بنية الكيان لن يلتام أبدا ولن يرمم

وما قدحته من زندك في تنور الأنفس والأرواح التواقة للجهاد لن ينطفئ أبدا ابدا بحول الله .
أما رحيلك فشأن متوقع حيث لا خلود لأحد بل الخلود للأعمال
ونحسب أنك قد أتيت من ذلك ما لم يسبقك أحد به في هذا الزمان
سيبقى ذكرك أخي الشهيد شاهدا لمجاهدات أهل غزة التى لم تدخر أحدا من القادة والزعماء الا وقدمته قربانا بين يدي الأقصى المبارك وفلسطين السليبة

وسيبقى ذكرك أخي موجعا غاية الإيجاع لليهود الذين هدمت معبدهم ، وكشفت سترهم ، ونشرت ضعفهم ، وفضحت خورهم ، وسفهت أحلامهم ، وأغريت بهم الأجيال القادمة أجيال التحرير إن شاء الله
وكذلك يبقى ذكرك محرجا لجوقة المخذلين والمتخاذلين الذين يلتمسون الأعذار في التأخر عن دعم فلسطين ونصرة الأقصى وإقالة عثرات الفلسطينيين .

نعم قد مضيت أنت الى ربك شهيدا
ونشهد ويشهد العالم كله أنك بذلت وسعك واستفرغت جهدك وما ادخرت شيئا

قبل الختام ذكرت إحدى قنوات الفتنة العربية في معرض خبرها عن شهادة السنوار
(أنه وجدت معهم مبالغ مالية كبيرة )
ولك أن تتملى كيف ملأ عليهم المال جوانحهم حتى أصبح محور تفكيرهم وهم بالأشارة الى ذلك كأنما يغمزون الى أمر
بينما وضع المجاهد الشهيد

وأحوال غزة لا تسمح بمثل هذه الإتهامات المردودة على قائليها .
والرجل الآن يسريح من عناء الدنيا ذهب الى ربه معفرا بتراب غزة مضرجا بدم شهيد
فليت شعري أين المفر للذين تآمروا على أمتهم
وخانوا عهد ربهم

ونكصوا عن نصرة مسرى نبيهم ، واستغرقتهم زينة الحياة ومتع العيش ورغد نعيم لا محالة زائل
فشتان مابين يحى السنوار حيا وميتا
وما بين زعيط ومعيط
حيث حياتهم عبئا
وموتهم أقصى أماني أمتهم

في رحاب الله يا سنوار
واخلف الله حماس خير ا

وبارك في اليافع إبراهيم
وسائر أبناء الشهداء
انا لله وإنا اليه راجعون
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..

يونس محمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى