تحقيقات وتقارير

المتغطي بامريكا عريان.. اوكرانيا نموذجا!

الخرطوم تسامح نيوز

 

اشارت تقارير صحفية امريكية الي نية السودان التوجه الي روسيا بديلا لامريكا! وعزى كثير من الخبراء ذلك فضلا عن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي دقلو الي العلاقات التاريخية الممتدة مابين البلدين خاصة ابان الحصار الامريكي الحاد للسودان ايام الانقاذ الماضية وايضا نتيجة لتصريحات امريكا والهيئات الدولية المؤتَمِرَة بتوجيهاتها بتجميد مساعداتها للسودان بعد قرارات قائد الجيش في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي!

يرى بعض المراقبين ان الحقيقة اكبر من ذلك واعمق من كونه مجرد تحول عابر وانما نتاجا لطبيعة العلاقات التي تنسجها امريكا مع الدول الاخرى وعدم التزامها ودول الغرب بتعهداتها واوكرانيا اكبر دليل مادي علي ذلك! بماجعل الرئيس الاوكراني يصرح انهم تخلوا عنا وتركوا اوكرانيا وحيدة! حسرة تلخص كل قيم الالتزام الغربي وعلي رأسه امريكا وتعهداتهم المبذولة تجاه بقية الدول!

لاتتعامل امريكا بندية في علاقاتها الدولية فهي تفرض رغباتها وحسب وقد رأينا كيف كان بتعامل السفير البريطاني في الخرطوم وكيف هو ايضا تعامل بقية سفراء دول الاتحاد الاوروبي الذين كادوا ان يقودو علنا العمل السياسي في الساحة السياسية بالبلاد! وهناك اضافة لازمة لاي علاقة دولية وهي التدخل في الشؤون الداخلية للدول وزعزعتها من اجل السيطرة عليها بغض النظر عن مآلات ذلك بالنسبة لشعوبها واوكرانيا دليل حي علي ذلك شاخصا امام ابصار العالم!

اتفاقات وتعهدات قوية تم الالتزام بها شفاهة امام اوربغتشوف تتعلق بعدم التاثير علي المصالح الحيوية لروسيا وهي غالب دول الاتحاد السوفيتي سابقا وتعهدات اخرى امام اوكرانيا فيما بعد وهي تعمل علي تفكيك اسلحتها النووية بوعد الدفاع عنها من اي غزو الا انه يتضح الان عدم الالتزام به من قبل الغرب ولم يعدو ان يكون مجرد وعود ذهبت ادراج الرياح!

التدخل في الشؤون الداخلية لاوكرانيا ومحاولة تاليبها ضد روسيا واستخدامها مخلب قط لسرقة الموارد الغاز والمعادن وعبرها الضغط علي روسيا من خلال انتاج الغاز الاوكراني بديلا للتعامل الاقتصادي معها في السلعة الحيوية! ونصب منصات الصواريخ في فنائها الخارجي! كل هذا التدخل من أجل مصالحهم بغض النظر عما يصيب اوكرانيا كما هو حاصل الان!

روسيا لم تتحرك الا مجبرة بعد ان عاث الغرب في عقول وانحاء اوكرانيا والبها علي محيطها القومي والتاريخي كعادته حينما يريد الاستفراد بفريسة ما! ولم تكن اوكرانيا سوى هذه الفريسة!

الرئيس بوتين وجه خطابه للاكرانيين وناشدهم التاريخ المشترك واختلاط الدم والقربى الا ان الجراحات العميقة التي كان يمارسها الغرب في اوكرانيا بلغت مداها كما اشار في خطابه لاوكرانيا والعالم من بين اشياء كثيرة الي قوله 🙁 وفي هذا الإطار لعبت القوى الأجنبية دورها أيضًا، حيث وسعت شبكة عملائها وروجت لممثليها وأوصلتهم إلى السلطة في أوكرانيا بمساعدة شبكة كبيرة من المنظمات غير الحكومية والخدمات الخاصة).

العبرة من كل ذلك لم تجد الوعود المبذولة نفعا وكل تلك الإغراءات الناعمة عن حماية اوكرانيا بعد ما احدثته من قطيعة مع محيطها الاقليمي وتركت وحيدة لتواجه قدرها! كما انها بيان واقعي بنهاية القطب الواحد وبروز موازن جديد في القوة العالمية فيه من تعدد الاقطاب ما يدعونا في السودان الي احسان قراءة المشهد السياسي العالمي وملاعبته بحسب ماتتيحه معطيات الواقع من خيارات!

وفي هذا الاطار تاتي زيارة دقلو وينبغي قراءتها برغم عن كلما قيل حولها؛ الا انها تدشن واقع سياسي جديد بالبلاد كما تدشن الحرب علي اوكرانيا واقعا جديدا في توارنات القوى العالمية المسيطرة!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى