المجتمع الدولي .. (فزاعة) المدنيين لتخويف العسكر

أكد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو أن البلاد تمضي للخلف، وقال دقلو خلال أدائه لواجب العزاء في وفاة إبن القيادي بالبطاحين عبد الله بلال الذي عفا عن قاتل إبنه: (البلد ما ماشة لي قدام .. مافي زول بهددنا بالمجتمع الدولي، والمجتمع الدولي عندنا معاه كلام). وطالب دقلو المجتمع الدولي بتوضيحات في حال كان داعماً لأحزاب معينة أم أنه داعم للشعب السوداني.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في وقت سابق المحاولة الإنقلابية الفاشلة وأكد دعم الأمم المتحدة للحكومة الإنتقالية والتحول الديمقراطي. كما تلقى رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك إتصالاً هاتفياً من مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جاك سوليفان. وأعرب سوليفان عن إلتزام إدارة الرئيس الأمريكي الصارم بدعم الإنتقال الديمقراطي بالبلاد والذي يقوده مدنيون، ووقوف الإدارة الأمريكية بقوة وحسم ضد أي محاولات لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب السوداني في تحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة. وهددت الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة العقوبات على السودان حال تغيير النظام القائم بالقوة العسكرية.
وأكدت قيادات في المكون المدني في الحكومة الإنتقالية أن المجتمع الدولي يراقب التطورات السياسية والأمنية في السودان ولن يسمح بالإنقلاب على الديمقراطية وتغيير المشهد السياسي في السودان. وقال عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان أن أي تغيير بدون الحوار ستكون عواقبه وخيمة.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن حديث النائب الأول لمس الوتر الحساس وأظهر إنحياز المجتمع الدولي لفئة معينة في الحكومة متجاهلاً أزمات ورغبات الشعب السوداني. حيث يدعم المجتمع الدولي الفئة التي تقوم بتنفيذ أجندته وتشبع أطماعه في السودان. وأضاف الخبراء: (سؤال النائب الأول وضع المجتمع الدولي في مواجهة مباشرة مع الشعب السوداني وفضح سر التهافت والإدانات التي إنهالت بكثافة عقب الإعلان عن فشل الإنقلاب).
ويؤكد الخبراء أن المكون المدني يستخدم مصطلح المجتمع الدولي كـ (فزاعة) لتخويف وتهديد العسكر. وهو الأمر الذي فطن له المكون العسكري وتعاملوا معه بتصريحات ساخنة أثبتت أنهم يعون تماماً ما يدور حولهم. وأضاف الخبراء أن المدنيين الذين يعولون على الغرب سيدركون قريباً أنهم لن يفعلون لهم شيئاً وسيتركونهم كما تركوا أصدقائهم في أفغانستان يتساقطون من أجنحة الطائرات بعد أن أغلقت في وجههم منافذ الفرار.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن المجتمع الدولي وقف مكتوف الأيدي طوال السنوات الماضية ولم يقدم شيئاً سوى الوعود والآن يتباكى على الديمقراطية وحماية المدنيين. وأضاف خالد أن هناك تجارب كثيرة فضحت أمريكا والغرب في التخلي بسهولة عن حلفائهم والبحث عن بدائل أخرى لمواصلة المشوار غير آبهين بحجم الدمار الذي يتركونه خلفهم. وأكد خالد أن الأزمة التي يمر بها السودان تقتضي وقف التصعيد والجلوس بين المكونات للتوافق على صيغة تنهي الفترة الإنتقالية بسلام وصولاً لإنتخابات حرة ونزيهة وشفافة يكتمل عبرها التحول الديمقراطي المنشود.