
المرتزقة الكولومبيون في حرب السودان ..!! تفاصيل وجود المرتزقة الكولومبيون داخل الاراضي السودانية
خبير استراتيجي: القانون الإنساني لا يقدم الحماية للمرتزقة
الحكومةالكولومبية:نسعى لإعادة مواطنين كولومبين تعرضوا للخداع في السودان
صحيفة كولومبية:(300) مرتزق كولومبي يقاتلون داخل الاراضي السودانية
تقرير :أحمدقاسم البدوي
في 20 نوفمبر الماضي استعرضت عناصر تابعة للقوات المشتركة التي تقاتل بجانب الجيش السودانية مقطع فيديو كشفوا من خلاله عن وثائق وأوراق ثبوتية قالوا إنها تخص مرتزقة كولومبيين قادمين من ليبيا للقتال في صفوف قوات الدعم السريع. مقطع الفديو أعاد للاذهان سجال قتال المرتزقة من خارج الحدود في حرب السودان فاتحا مزيدا من علامات الاستفهام .
وكالة الخدمات الدولية:
وكانت القوات المشتركة قد نجحت في نصب كمين لقافلة لوجستية قادمة من ليبيا وتم القبض على عدد من الجنود الكولومبيين وقتل بعضهم. وكشفت صحيفة “لاسيلا فاسيا” الكولمبية في مقال استقصائي بتاريخ 26 نوفمبر 2024 عن وجود أكثر من 300 عسكري كولمبي، أي ما يعادل سريتين، يقاتلون في الأراضي السودانية. وكشف تقرير الصحيفة الكولومبية عن أن 40 من الجنود الكولومبيين ارسلوا إلى السودان من دون أن يكونوا راغبين في الأمر، وذلك عبر عملية عابرة للحدود شاركت فيها أربع دول. وأكد أحد هؤلاء الجنود في تسجيل صوتي، وفقا لصحيفة أن التعاقد معهم كان لغرض آخر غير الذي اكتشفوه عند وصولهم إلى الجهة التي يقصدونها. ووفقا للتقرير، فقد أعرب عدد من هؤلاء الجنود الكولومبيين عن مخاوفهم من أن يُقتلوا في حال رفضوا المشاركة في الحرب بجانب قوات الدعم السريع. وحسب التقرير فإن الجنود الكولومبيون يشاركون في المعارك التي تهدف للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، لكن قوات الجيش السودان والحركات المسلحة المتحالفة معه أصبحت تشن هجمات منتظمة على مناطقهم، الأمر الذي أدى لمقتل ثلاثة منهم في أكتوبر الماضي. ويشير التقرير إلى أن الأفراد العسكريين المتقاعدين الموجودين في السودان وليبيا قد عُينوا من قبل الشركة الكولومبية المسماة وكالة الخدمات الدولية A4SI. وكان عرض العمل الذي قُدم لهم هو توفير الخدمات الأمنية للبنى التحتية النفطية في الإمارات العربية المتحدة، كما يقول التقرير. ويشير التقرير إلى أنه وفقا لأوراق تسجيل شركة A4SI في غرفة التجارة في بوغوتا، فقد اُسست عام 2017 من قبل عمر أنطونيو رودريغيز بيدويا، الذي يقدم نفسه على حسابه على منصة “اكس” كضابط سابق في الجيش ولديه رابط مشترك مع A4SI. وتتابع الصحيفة قائلة إن عمر انطونيو يظهر أيضا في ملفه الشخصي على منصة LinkedIn أنه يتولى منصب المدير العام لهذه الشركة. ويشر التقرير إلى أنه على الرغم مع ذلك، ووفقا لشهادات جنديين مشاركين في هذه العملية، فإن الشخص الذي يدير كل شيء هو العقيد المتقاعد في الجيش ألفارو كيجانو، الذي يقيم في دبي. وتضيف الصحيفة أن اسم “ألفارو” لم يظهر في المحضر الذي رُوجع في غرفة التجارة في بوغوتا. ويمضي التقرير إلى القول بأن هناك دور غير مرئي لدولة الإمارات في هذه التعاقدات، نظرا إلى أن الإمارات سبق وتعاقدت مع جنود من كولمبيا للقتال بجانب قواتها في حرب اليمن، كما أن لدولة الإمارات عسكريين على الأرض يقدمون الاسناد لقوات الدعم السريع.
البداية:
الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عبدالله كرامة يقول في حديثه لموقع (تسامح نيوز) إن بداية تزامن تأسيس فرق المرتزقة في منطقة الشرق الاوسط كان مع انطلاق ثورات الربيع العربي عام 2011، وتعددت الأهداف التي وقفت خلف تأسيس الفرقة الأولى من المرتزقة والتي تشكلت من قوات كولومبية بوجه خاص، وتشكيل فرق المرتزقة بوجه عام. ويرى عبدالله كرامة في حديثه إن الهدف العام من تشكيل فرق المرتزقة هو القيام بعمليات خاصة داخل وخارج البلاد تحت مسمى “عمليات مكافحة الإرهاب”، بما في ذلك الدفاع عن خطوط أنابيب النفط، وناطحات السحاب من الهجمات “الإرهابية”، وإخماد الثورات الداخلية إذا ما انتقلت عدوى ثورات الربيعانصر من بلاك ووتر
العربي إلى بقية المنطقة العربية. مشيرا إلى أنّ القانون الإنساني الدولي لا يقدم حماية للمرتزقة، كونهم لا يعتبرون مقاتلين ولا مدنيين، وإنما مجرد قتلة مأجورين كما أنهم لا يحظون إن قُتلوا بأية مراسم، ولن يعاملهم أحد كأبطال. أما في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، يرى كرامة إن المرتزقة يعتبرون مسؤولين بشكل فردي.
الحكومة الكولومبية:
أعلنت وزارة الخارجية الكولومبية يوم الجمعة الماضي عن بدء إجراءات ملموسة لإعادة المواطنين الكولومبيين الذين تعرضوا للخداع في السودان، حيث تم تفعيل فريقًا خاصًا بهدف إيجاد حل سريع لهذه القضية التي تعد من أولويات الحكومة. وقالت الخارجية في بيان، لها، أنها تتابع عن كثب وضع الكولومبيين الذين يشاركون في هذه النزاعات، ومنها حرب روسيا مع أوكرانيا، والنزاع في ليبيا، إضافة إلى تورط البعض في عمليات مرتبطة بالجريمة المنظمة. كما أُثيرت المخاوف بشأن مواطنين كولومبيين يعملون كمرتزقة في السودان، حيث تُجري الوزارة تحقيقات بشأن ذلك، طبقًا لما ورد. وأكد وزير الخارجية الكولومبي لويس جلبيرتو، أن القضية تعود جزئيًا إلى غياب الفرص وبرامج الانتقال من الحرب إلى السلام في كولومبيا، مشيرًا إلى ضرورة عمل إصلاحات هيكلية لتوفير فرص للذين كانوا في السابق جزءًا من الصراع. وأكد أن الموافقة على هذه الإصلاحات تمثل خطوة أساسية لضمان عدم انخراط الكولومبيين في الحروب مستقبلاً. فيما أفاد البيان أن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أكد على أن الممارسات المرتبطة بالمرتزقة ستُحظر بشكل كامل، وتستمر وزارة الخارجية في تكثيف جهودها لإيجاد حلول سريعة وفعالة لهذه القضية الهامة. *تاريخ الارتزاق:* يعود ظهور المرتزقة في كولومبيا إلى ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب على التنظيمات اليسارية وتاجر المخدرات بابلو إسكوبار. وقد صقل هؤلاء المقاتلون، وعلى مدار سنوات عديدة، تجاربهم داخل دائرة عنف دموية من خلال العمل في صفوف أكثر الجيوش قمعًا في العالم. وهكذا أصبحت كولومبيا مستودعًا عالميًا للمرتزقة والقتلة. ومنذ ما يقرب من
عشرين عامًا، كانت الصحافة الكولومبية تشير بين الحين والآخر، ضمن نشرات الأخبار، إلى فرق من الجنود الكولومبيين السابقين الذين يعملون في الشرق الأوسط، بعضهم يقاتل والبعض الآخر يحمي آبار النفط. وفي بدايات عام 2006، ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية الكولومبية أنه تم توظيف 35 من الجنود القدامى في القواعد العسكرية الأميركية في العراق. وفي عام 2010، شارك مئات الكولومبيين أيضًا في القتال في أفغانستان. ويقول الباحث في الظواهر الإجرامية في جامعة إلينوي بولاية شيكاغو، خورخي مانيا، في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه يوجد في كولومبيا: “خبرة كبيرة في مجال الحروب غير التقليدية”. وأضاف: “الجندي الكولومبي مدرب، لديه خبرة قتالية، كما أنه يد عاملة قليلة الكلفة”. وكانت العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، في أعقاب أحداث الـ11 من أيلول/سبتمبر 2001، قد أدت إلى تسارع نمو شركات الأمن الخاصة المرتبطة بوزارة الدفاع الأميركية التي كانت هي الجهة المسؤولة عن تجنيد المرتزقة، الذين كان يتم استخدامهم فيما بعد في الأعمال القذرة ضد السكان المحليين. وقد شكّل هؤلاء حلًا مثاليًا للولايات المتحدة الأميركية في حروبها، ذلك أن موتهم لم يكن له أية كلف سياسية، كما أنه لا يؤثر على الرأي العام الأميركي، عدا عن أنّ المسؤولية القانونية في حال حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان تقع على عاتق مرتكبيها، وليس على عاتق الدولة أو الشركات المتعاقدة معهم، وذلك نتيجة غياب قانون دولي واضح في هذا المجال. ولذلك، اتسم نشاط المرتزقة، لفترة طويلة، بتعدد مسارح عملياتهم. كما أنّ عملهم كان، في الغالب، مع جهة معروفة، وهي الولايات المتحدة الأميركية. وتُعتبر كولومبيا، التي تحتل المرتبة الثالثة من ناحية الكثافة السكانية في أميركا اللاتينية، من الدول التي شهدت عقودًا من الصراع المسلح، إذ دامت حربها ضد القوات المسلحة الثورية “فارك” حوالي 60 عامًا، وهي لا تزال متواصلة ضد مقاتلي “جيش التحرير الوطني”، آخر المجموعات المسلحة التي لا تزال ناشطة في البلاد، بالإضافة إلى حربها الشرسة ضد “كارتيلات” تجارة المخدرات. وقد حتّم عدم الاستقرار في هذا البلد على السلطات العمل على رفد جيشها بأعداد ضخمة من الجنود الذين اكتسبوا بفعل تلك الحروب قسوة وشراسة منقطعتي النظير. ويُقدر عدد القوات المسلحة الكولومبية بنحو 450 ألف جندي، ويعد جيشها الأكبر عددًا في أميركا اللاتينية. ولكن بعد توقيع اتفاق السلام مع “فارك” في عام 2016، بدأ الجيش الكولومبي عملية تسريح واسعة، وذلك في الوقت الذي كان يغادر فيه الآلاف من الجنود صفوف الجيش كل عام لعدة أسباب تتراوح بين انخفاض الرواتب، وتعذر الحصول على ترقية، أو سوء السلوك. يحصل متقاعدو الجيش على معاش شهري مدى الحياة يقدّر بنحو 650 دولار، ولا يكفي لتغطية نفقات حتى العزّاب منهم.