المقالات

المريخ.. غياب في وقت الحضور!

متابعات | تسامح نيوز

المريخ.. غياب في وقت الحضور!

يحسن بشي

ختمنا المقال السابق وقلنا إن التغيير في الكرة السودانية يبقى أمرًا صعبًا، بل ومستحيلًا في ظل الواقع المزري الذي تعيشه الرياضة الآن، وهو يعود بالدرجة الأولى إلى الوضع الإداري البائس الذي يقود المنظومة عمومًا، ابتداءً من اتحاد كرة القدم مرورًا بالأندية.

 

المريخ.. غياب في وقت الحضور!

وللتأكيد على ذلك، لم تمضِ سوى ساعات قلائل حتى أعلنت مجموعة “التطوير” التي يقودها الدكتور معتصم جعفر قائمتها الكاملة بشأن المرشحين للانتخابات المرتقبة في الأول من يوليو القادم.

وبالفعل، خرجت القائمة تقليدية تمامًا، تخلو من أي دهشة أو اجتهاد، وجوه مكررة أدمنت الفشل رغم تكرار التجارب والاختبارات والتحديات. وكعادته، كان أسامة عطا المنان في الموعد، ناطقًا باسم المجموعة ومؤكدًا على جاهزيتها وأهليتها لقيادة المنظومة الرياضية في البلاد.

وظهور أسامة المتكرر نفسه يؤكد تمامًا أن الكرة في البلاد ستظل “محلك سر”، لأن الرجل، رغم اجتهاده، يقع في أخطاء قاتلة. صحيح أنه، بحسابات الخبرة والتجربة والمال، يبقى الأفضل مقارنة بالخيارات الأخرى الموجودة في قائمة “التطوير”،

لكن أسامة نفسه من المفترض أن يسأل نفسه سؤالًا واضحًا وصريحًا: ألم يشبع أو يمل من تكرار التجارب وتعاقب السنوات في المناصب؟ وبالرغم من ذلك، ظل الفشل يتكرر، والسلبيات مستمرة، وظلت الكرة في بلادنا تعيش واقعًا مشوَّهًا.. اتحاد بلا إرادة، وأندية بلا طموح، وإدارات “محلك سر”، ولا رغبة لها في أي ابتكار أو جديد!!

الدكتور معتصم جعفر، وأسامة عطا المنان، مسؤولان بشكل مباشر عن التدهور الكبير للكرة السودانية وتراجعها وفقدان الجماهير للشغف بمتابعتها. مسؤولان بشكل مباشر عن تدهور المنافسات والمشاكل التنظيمية التي تحيط بها. صحيح أن الرجلين لا يعملان لوحدهما داخل الاتحاد، لكنهما الأكثر تأثيرًا ونفوذًا وسيطرة، وإن كانت سيطرة عطا المنان هي الأوسع على كل اللجان والقرارات، وهو المحرك الفعلي للاتحاد، وهذا الأمر ظل يتكرر لسنوات طويلة بوقائع غريبة!!

ملخص المشهد الحالي في انتخابات اتحاد الكرة أن مجموعة “التطوير” هي مجموعة الأمر الواقع، وحتى إن فازت، فإن ذلك ليس لأنها الأجدر، ولكن لأن الواقع المأزوم الذي تعيشه الكرة السودانية الآن يشبه تمامًا هذه المجموعة، التي لا تستفيد من أخطائها، وظلت دائمًا تكرر ذات السلبيات وذات الوجوه، لنعود مرة أخرى إلى مربع المشاكل والأزمات دون أي اجتهاد أو ضخ دماء جديدة تنعش كرة القدم وتبشرنا بمستقبل أفضل.

المريخ.. غياب في وقت الحضور!

جاءت انتخابات اتحاد الكرة لتؤكد ما كتبناه هنا: إن المريخ نادٍ بلا تأثير. للأسف، في عهد مجلس الإدارة الحالي، استمر مسلسل عدم تأثير المريخ على انتخابات اتحاد الكرة واهتمامه بها، وأن يكون النادي جزءًا من الفعل، لا مجرد مشاهد ومتفرج عليه.

الأندية الكبيرة تكون لها قراراتها وتأثيرها على انتخابات أكبر منظومة رياضية في البلاد، لكن المريخ، للأسف، غائب تمامًا عن المشهد، رغم أن النادي نفسه هو أحد أكبر المتضررين من الاتحاد الحالي ومن قراراته وتصرفات بعض القيادات المحسوبة عليه.

المريخ دفع ثمن تأخير الاتحاد وموقفه المضطرب في مستحقات النادي بالاتحاد الإفريقي، ودفع الثمن في عدة قرارات سبق أن أصدرها هذا الاتحاد بشأن عدد من البطولات والمباريات سابقًا، وبالرغم من ذلك، نتفرج على العبث دون تدخل أو قرار حاسم.

كنت أتمنى أن يدفع النادي بأحد من عضويته في انتخابات اتحاد الكرة، لتأكيد مكانة النادي وتأثيره، لأن المرحلة بالفعل تتطلب ذلك. ولكن مجلس المريخ يفكر دائمًا بعيدًا عن المشهد والواقع.. نُضيع الفرص، ومن ثم نأتي للتباكي ولطم الخدود!!

غياب المريخ عن المشهد في انتخابات الاتحاد يؤكد تمامًا أن مجلس الإدارة الحالي غير مسؤول، وفاقد للتعاطي مع القضايا الكبيرة.. مجلس للثرثرة والأزمات، دون أي تعاطٍ إيجابي مع ما يُثار في الساحة الرياضية من قضايا وكواليس وملفات، كان من المفترض أن تكون للنادي فيها كلمة وتأثير. لكنه عهد الضعف والهوان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى