
الأمم المتحدة تشكو عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم
تواجه عمليات نقل المساعدات الإنسانية الى المتأثرين بالحرب ،بعقبات تمويليه ولوجستية عديدة ،وبرغم اطلاق السلطات السودانية حزمة من التسهيلات الا ان ثمة مخاوف من أن يؤدي نقصان التمويل وعدم التزام مليشيا الدعم السريع بعدم التعرض للمساعدات وعرقلة وصولها للمتأثرين بالحرب.

تسهيلات حكومية:
اطلقت الحكومة السودانية حزمة من التسهيلات لادخال المساعدات الانسانية وفيما وافق مجلس السيادة فى اجتماع طارئ برئاسة البرهان ،على فتح معبر أدرى مع الحدود التشادية لمدة ثلاثة أشهر ،قالت وزارة الخارجية إن هذا الاجراء يجيئ فى سياق التزام الحكومة نجاه مواطنيها .
فى السياق قال مفوض العون الإنسانى بالإنابة عثمان خوجلى ،ان الحكومة قد وافقت على فتح خمسة معابر حدودية مع مصر وتشاد وجنوب السودان وحددت مسارين عبر مدينتى بورتسودان العاصمة والدبة بالشمالية ،فضلا عن تخصيص 6 مطارات وذلك لادخال ونقل المساعدات الانسانية للمتأثرين بالحرب .
وقال المفوض فى مؤتمر صحفى عقده بالخصوص انه خلال الفترة من يناير وحتى يوليو أصدرت الحكومة عدد١٤٥٢ تأشيرة دخول للعاملين الأجانب في الحقل الإنساني بنسبة 99.5% .
بجانب إصدار تسهيلات اخرى من بينها عدد ٢٦٧ إعفاء جمركي بنسبة بلغت ١٠٠٪ وسمحت الحكومة بتحرك ١٣٦٩ شاحنة بنسبة ١٠٠٪ من المساعدات الانسانية عبر الطينة ودخول من تشاد لدارفور عدد ٥٤٢ شاحنة بتنفيذ ١٠٠٪ .
معوقات وتحديات:
تواجه العملية الانسانية العديد من المعوقات أبرزها تراجع الدول المانحة عن تقديم التزاماتها ،وفى وقت سابق أعرب مساعد الامين العام للامم المتحدة عن قلقه من ضعف الاستجابة لخطة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للمتأثرين بالحرب .
وحذر مساعد الامين العام للامم المتحدة في يونيو الماضى من ان عدم وفاء الدول بالتزاماتها المالية سيفاقم من معاناة السودانيين فى ظل اتساع رقعة الحرب وقلة الغذاء التى يواجهها السكان.
وتطالب الامم المتحدة بحوالى 4 مليار دولار ، لكن المبعوث الأمريكى الخاص لدى السودان توم برليو كان قد افاد فى تغريدة عن تعهدات فى منبر جنيف بتقديم مبلغ مليار دولار كمساعدات الى الخرطوم وذكر انهم يطمحون فى الحصول على المزيد من التعهدات.
اما التحدى الثانى يتمثل فى استمرار انتهاكات مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين ،فعناصر المليشيا ماتزال تهاجم القرويين الامنين بضراوة وتجبرهم على اخلاء منازلهم والنزوح الى الولايات الأمنة بشكل مستمر وياتى ذلك فى افتقاد قادة المليشيا السيطرة على مقاتليهم -وفقا للمراقبين-.
اما العقبة الاخيرة تتمثل فى ان ملايين من النازحين يتواجون بالولايات الامنة التى يسيطر عليها الجيش ،لكن الوصول إليهم مجابه بصعوبات تتمثل فى تزامن العمليات الانسانية مع فصل الخريف الذى فرض واقع جغرافى معقد.
فضلا عن تعدد حاجة المتأثرين للحرب مالين الغذاء والدواء والرعاية الطبية او الحاجة الكاملة للحماية كما هو الحال بالنسبة للمدنيين الذين تحاصرهم المليشيا مثل توتى وسنار ومناطق بحرى وشرق النيل.
وفى مثال لتفاقم المعاناة وتأثير الخريف على النازحين ،أعلن وظير الصحة الاتحادية عن تفشي وباء الكوليرا فى البلاد ،لكن المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمى قالت ان معبر ادرى سيمكنهم من الوصول الى 14 نقطة فى دارفور وكردفان والجزيرة تواجه المجاعة واخرى يتهددها شبح المجاعة.
مشاركة وطنية :
يقول الخبير المختص فى مجال العون الإنسانى عوض إسماعيل أندلى ل(تسامح نيوز) ، ان أي عمليات متعلقة بتقديم المساعدات الانسانية لايمكن ان يكتب لها النجاح وتحقيق غاياتها من دون مشاركة الجانب الوطنى.
مشيرا الى ان مستوى الشراكات بين الحكومة وابمنظمات الوطنية والاجنبية وتبادل المعلومات والتحقق من الارقام وحاجة كل منطقة لاحتياجاتها تكثل عامل حاسم لتحقيق الاستفادة القصوى من الدعم الانسانى.
ويلفت اندلى لاهمية التركيز على الدول العربية فى تقديم المساعدات مستدلا بحديث عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر من ان 65% مم المساعدات المقدمة للشعب السودانى تاتى من الدول العربية .
مخاوف وتحذيرات:
وتحذر دول مثل روسيا والصين من عدم توظيف الازمة الانسانية كسلاح لفرض اجندات سياسية تدخلية فى الشأن السودانى ،فيما لم يخفى رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية بالحكومة الانتقالية د. جبريل إبراهيم عدم ثقته فى تقديم المساعدات الانسانية.
وقال جبريل ان الدول الغربية فشلت فى تقديم المساعدات الانسانية إلى اللاجئين السودانيين فى تشاد واثيوبيا وهم فى أشد الحاجة الى الطعام.
وكان عدد من اللاجئين فى تشاد واثيوبيا قرروا مغادرة المعسكرات والعودة الى البلاد وذكر لاجئئون من تشاد ان المساعدات توقفت عنهم منذ ثلاثة أشهر .
فيما قال اللاجئون باثيوبيا انه لم تززرهم اى منظمة ولم يتلقوا عونا من اي جهة وانهم قرروا العودة الى بلادهم سيرا على الاقدام بعد مقتل عدد منهم فى هجمات مستمرة بمقر اقاكتهم فى غابات اثيوبيا.