المعونة الامريكية هل تحل مشكلة الفقر فى السودان ؟

استقبلت ميناء بورتسودان في اليومين الماضيين سفينة امريكية محملة باكثر من (34 ) طن من الذرة ضمن حزمة المعونات الامريكية للسودان ، وقال ممثل برنامج الغذاء العالمي بان هذه الشحنات سوف ترسل الي مناطق النزاعات في السودان وهذه المعونات تفتح السؤال مباشرة الي من افقر السودان ووضعه في مواجهة الفقر والحاجة وتقبل المعونات؟ ظلت العقوبات الامريكية من اكبر اسباب الصراع والفقر والحاجة طيلة ثلاثة عقود ماضية ، فقد السودان موارده والقدرة علي تحديث بنياته التحتية ، واصبح خارج خارطة العالم في التقانة والتنمية والتطوير مكبلا برغبات الاستعلاء الامريكي
فواشنطن التي خبرت صناعة الجوع في الدول الفقيره تأتي اليوم لتجني ثمار عقوباتها وسياساتها الافتقارية بإبتزاز الدول، اكراهاً وتضعهم امام حرج الاختيار الصعب حيث تقدم القمح بيد والتطبيع مع اسرائيل باليد الاخرى وعليها الاختيار، وهذا ما شاهدناه حقيقة وليس بمجاز فى الشرط الذي وضعته امريكا لرفع العقوبات الجائرة والأدهى انها ليست بهدية عن طيبة قلب وانما بمثابة صكوك دين لرفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب
ويقول دكتور العالم حسن بيومي الخبير الاقتصادي ، ان كثير من المساعدات والمعونات التي تأتي من الغرب لمساعدة الشعوب الفقيرة تمثل واحدة من اساليب تجميل المواقف لان معظم كوارث دول العالم الثالث تتم بايدي الدول الغربية وسياسات استغلال الموارد وتركيع الشعوب
في الوقت الذي يؤكد صانعو سياسة الموت في أمريكا أنهم ينفذون برامج اصلاحات لبرامج مساعدات التنمية الأمريكية «هو اشباع الحاجات الأساسية للفقراء في الدول المتدنية» وحيث إن أغلب فقراء العالم الذين يعانون من سوء التغذية، والبالغ عددهم البليونين من البشر يعيشون في مناطق ريفية، لذلك فالمعونة توجه إلى الزراعة والتنمية الريفية لأنهم يزعمون أن المعونة تفيد الفقراء مباشرة وتساهم في الاكتفاء الذاتي من أجل تشجيع ديمقراطية أكثر وقمع أقل..! والحقيقة عكس ذلك تمامًا، فهم بدلا من إنشاء مشاريع تساعد الفقراء من الاكتفاء الذاتي يستطيعون من وراءه رفع مستوى المعيشة وعدم الاعتماد على الغير، فإنهم يمدونهم بالمساعدات الوقتية حتى يظلوا في حاجة دائمة لهم و الاعتماد عليهم .