الممثل الخاص لأوكرانيا بالشرق الأوسط في أخطر حوار عن دور المرتزقة الأوكرانيين في صفوف الدعم السريع
متابعات -تسامح نيوز

الممثل الخاص لأوكرانيا بالشرق الأوسط في أخطر حوار عن دور المرتزقة الأوكرانيين في صفوف الدعم السريع
الأفارقة ليسو الوحيدين الذين يواجهون تحديات صعبة
للاسف المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد، إلى جانب قوات الدعم السريع
لا نود ألا يرتبط اسم بلادنا بقوات الدعم السريع، فموقف السلطات الأوكرانية ثابت – أوكرانيا لا تدعم المتمردين في السودان.
في 18 فبراير/شباط، نشرت صحيفة ”العربي الجديد“ الصادرة باللغة العربية ومقرها لندن مقابلة موسعة مع الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، مكسيم صبح وقد أثار في مقابلته قضايا الساعة فيما يتعلق بالمنطقة الأفريقية بشكل عام والسودان بشكل خاص مثل الأمن الغذائي، ومكافحة التضليل الإعلامي، والتغيرات السياسية الجذرية في عدد من الدول الأفريقية، بالإضافة إلى تورط أوكرانيا في الأزمة السودانية فإلى مضابط الحوار:
*س: السيد صبح، لقد واجهت أوكرانيا في الآونة الأخيرة تضليلاً متزايداً في سياق أنشطتها في القارة الأفريقية، وعلى وجه الخصوص، كانت إحدى أبرز القضايا التي تم تسليط الضوء عليها هي القصة المتعلقة بدعم أوكرانيا المزعوم لقوات الدعم السريع السودانية في النزاع السوداني، وكذلك الاتهامات في ارتكاب جرائم ضد المدنيين. ما هو سبب هذه المسالة في برأيك؟؟!
ج: صحيح أن آلة البروباغندا الروسية تحاول أن تنسب إلى أوكرانيا ارتكاب جرائم معينة في إطار الحرب الأهلية في السودان. ومع ذلك، فإننا نحارب هذا التضليل في الوقت الراهان ونمنع انتشاره. إن موقفنا من السودان لم يتغير، ونحن متضامنون مع الولايات المتحدة بشأن نظام العقوبات ضد كلا المعسكرين المتحاربين. وأوكرانيا لا تتدخل في النزاعات الداخلية، ولكنها تتصرف في إطار الاتفاقيات الدولية. وبصفتي مسؤولاً، لا بد لي أن أشير بأسف إلى أن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع السودانية.
ومعظم هؤلاء هم من المتخصصين التقنيين، والكثير منهم منقطعون عن أوكرانيا منذ فترة طويلة، ولم يعيشوا في أوكرانيا منذ سنوات عديدة، على الرغم من أنهم لا يزالون مواطنين أوكرانيين. لذلك، نود ألا يرتبط اسم بلادنا بقوات الدعم السريع، فموقف السلطات الأوكرانية ثابت – أوكرانيا لا تدعم المتمردين في السودان.
من هو الطرف الذي تعتبره أوكرانيا طرفًا شرعيًا في النزاع في السودان؟ مع من تخطط أوكرانيا تطوير تواصلها في السودان؟
ج: للأسف، لا تعتبر أوكرانيا في الوقت الحالي أي طرف من الأطراف المتحاربة في السودان كياناً شرعياً. وترتبط آمالنا في هذا الصدد في المقام الأول بإمكانية تشكيل حكومة مدنية مستقلة غير مرتبطة بأي جماعات شبه عسكرية. وأنا متأكد من أن غالبية الشعب السوداني يشاطرنا هذا الرأي.
لاس: هل تعتقد أنه من الممكن عكس وتيرة انتشار النفوذ الروسي في أفريقيا، والذي يبدو أنه تطور بسرعة في السنوات الأخيرة؟ هل يمكن لتجربة أوكرانيا في التصدي الفعال لروسيا أن تساعد أفريقيا؟
ج: بالطبع، سيكون من دواعي سرور أوكرانيا أن تشارك تجربتها في مواجهة البروباغندا الروسية مع أفريقيا. علاوة على ذلك، نحن مستعدون لتقديم أدوات بديلة أخرى للتعاون. أما بالنسبة للنمو المتسارع للنفوذ الروسي في أفريقيا: المشكلة كبيرة فعلا. وقد لاحظنا هذا التوجه في عدد كبير من البلدان. ومما يثير القلق بشكل خاص، بالطبع، بلدان غرب أفريقيا وشمال أفريقيا، وبالطبع منطقة الساحل. هناك العديد من الأمثلة المحزنة.
ومن أحدثها وأكثرها إزعاجًا هو الانقلاب الحاد في سياسة تشاد والتوجه الى روسيا. إن الدافع وراء رفض الشركاء التقليديين، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، هو رغبة الرئيس ديبي الواضحة في التودد إلى فلاديمير بوتين، ولكن مثل هذا السلوك لن يؤدي إلى نتائج مثمرة. فالرئيس ديبي يخاطر بتكرار نهج العديد من الحكام المستبدين الأفارقة، بمن فيهم والده، لأنه يسير ضد إرادة شعب بلاده.
*س: كيف تطور أوكرانيا قوتها الناعمة في أفريقيا؟ وما هي العقبات التي تواجهها أوكرانيا في هذا المسار؟*
ج: برامجنا التعليمية والتبادلات الثقافية تؤتي ثمارها، لكنها ليست كافية. فنحن كوافدين جدد في أفريقيا، نواجه منافسة من الدول التي استثمرت في صورتها لعقود. وهذا لا ينطبق فقط على روسيا، التي تبذل قصارى جهدها لتشويه سمعة أوكرانيا وإبطاء اعتراف الأفارقة ببلدنا في صورة إيجابية، بل ينطبق أيضًا على فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي العقد الأخير أيضًا على تركيا والصين وعدد من الدول الأخرى. أضف إلى ذلك عدم الاهتمام من جانب الأفارقة باللغة الأوكرانية وهذه عقبة نحاول جاهدين تحطيمها.
كما ترى، هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، وما زلنا بعيدين كل البعد عن التقدم. في الوقت نفسه، نحن نعمل جاهدين لجعل أوكرانيا معروفة في أفريقيا: يمكن لأي شخص أن يأتي إلى السفارات الأوكرانية وبيوت الصداقة الأوكرانية في مختلف البلدان، حيث يمكنه التسجيل في دورات اللغة الأوكرانية والتعرف على ثقافتنا من خلال تجربة الأزياء التقليدية والاستماع إلى الأغاني الأوكرانية الرائعة وتذوق المأكولات الوطنية.
*س: حققت تركيا نجاحًا كبيرًا في أفريقيا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك من خلال تعزيز قوتها الناعمة. هل أوكرانيا مستعدة لتبني التجربة التركية؟ ربما هناك بعض ما يمكن عمله في هذا الاتجاه؟*
ج: في الواقع، نحن نرى مثالاً ممتازاً لتركيا التي عززت عملها في أفريقيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، كما أشرتم. ونرى كيف أنها بدأت تكتسب نفوذاً نشطاً في تلك البلدان التي كان فيها نفوذ غربي قوي راسخ في السابق. وفي الوقت نفسه، لا يسعنا إلا أن نلاحظ أن الجانب التركي يعيق أيضًا تعزيز علاقات أوكرانيا مع أفريقيا. بالطبع، تركيا شريك لنا، لكن طموحاتها في أفريقيا تتداخل في كثير من الأحيان مع مصالحنا: وجود تركيا، لا يدع مجالا لأوكرانيا.
تروج أنقرة بنشاط لتقنياتها العسكرية ومشاريع البنية التحتية الخاصة بها، مما يعيق مشاركة الشركات الأوكرانية التي لا تزال تجد صعوبة في منافسة الشركات التركية، خاصة بالنظر إلى نفوذ تركيا السياسي. نحن نحترم حقهم في التعاون مع الدول الأفريقية، ولكننا نود أن نشير إلى أن أوكرانيا، خاصة في وضعها الحالي، تحتاج إلى ظروف خاصة ومعاملة خاصة.
*س: هل يمكن لأوكرانيا أن تصل إلى آفاق جديدة في أفريقيا من خلال المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في القارة؟* *هل يمكن أن يكون ذلك أساسًا لتعزيز التعاون؟*
ج: نحن نؤمن أن أوكرانيا أنقذت أفريقيا من المجاعة. والحقائق تتحدث عن نفسها. فبفضل الحبوب الأوكرانية، تجنب ملايين الأفارقة الجوع بعد أزمة عام 2022، عندما كان الكثير منهم على حافة المجاعة. نحن مستعدون لمواصلة دعم الشعوب الأفريقية، وليس فقط بالغذاء. نحن مستعدون لأن نصبح مورداً بديلاً للأسلحة للبلدان الراغبة في الدفاع عن سيادتها، خاصة ضد روسيا التي امتدت حربها إلى القارة الأفريقية.
وفي الوقت نفسه، لدينا بعض النجاحات الأمنية فيما يتعلق بأفريقيا، ونحن فخورون بها. فلولا أوكرانيا، لكانت روسيا قد حولت القارة الأفريقية بأكملها منذ فترة طويلة إلى منطقة تحت هيمنتها الكاملة، تاركةً الأفارقة بلا أمل في السلام اوذالوفرة الغذائية. لدى الأفارقة الكثير مما يستوجب شكرهم لنا، ولكن، للأسف، لا يظهر الامتنان على المستوى السياسي، فالعديد من القادة ببساطة لا يسمعوننا. لذلك سنكون سعداء أن نرى في المستقبل القريب دعم الشعوب الأفريقية الحكيمة التي ستلاحظ مساعينا لوضع حد للأزمات في أفريقيا وإرساء الأمن في كل من المجالات الغذائية والعسكرية والانسانية.
*س: هل تعتقد أن أوكرانيا تحظى بتغطية إعلامية كافية في أفريقيا؟ هل تعتقد أن أفريقيا لم تتمكن من إظهار التعاطف الكافي مع الأوكرانيين؟*
ج: الأفارقة ليسوا الوحيدين الذين يواجهون تحديات صعبة. ومن هذا المنطلق، فإن الأفارقة، وخاصة وسائل الإعلام الأفريقية، منحازة تماماً وفي معظم الاحيان أنانية للغاية. ونجد أن القضية الأوكرانية، التي هي في الواقع أكثر المشاكل العالمية حدة، لا تحظى بالتغطية المناسبة في أفريقيا، مما يؤدي إلى فراغ إعلامي. على سبيل المثال، انجازات المتطوعين الأوكرانيين أو منحنا التعليمية وخطابات سياسيينا ونجاحات أوكرانيا العسكرية لا تظهر أبدًا في الأخبار الأفريقية. وعلاوة على ذلك، غالبًا ما تتم تغطية الأزمة الأوكرانية في أفريقيا من مواقف أحادية الجانب مؤيدة لروسيا.
ولا نرى أي مؤشرات تدل على تغيير هذا الاتجاه. نحن تواصل خلق قنوات التواصل مع وسائل الإعلام الأفريقية، لكنها لا تزال خاملة إلى حد ما. ومن ناحية أخرى، نحن نقوم بعملنا، وأعتقد أن الأفارقة سيسعون في المستقبل إلى دخول جامعاتنا وتعلم لغتنا والانغماس في ثقافتنا.