
المهندس مجذوب هاشم يكتب: كيف ومتي ستنتهي الحرب
م. مجذوب هاشم.
في البدء نبارك للقوات المسلحة تحريرها للقصر الجمهوري الذي يمثل رمزا للسيادة و كبرياء الامة و نسأل الله ان يتقبل شهداءها و شهداء الواجب من القوات الاخري المساندة التي سطرت البطولات و جادت بأرواحها في مقابل ان تعيش هذه الامة مرفوعة الرأس بعد ان تداعت عليها الامم و لكن حكمة الله عز و جل سخر لنا كل الظروف التي قادت لهذه المرحلة من الانتصارات بعد ان ذاق الشعب السوداني كل صنوف العذاب و الذل و المهانة علي ايادي مليشيا آل دقلو و كان كل العالم شاهدا و متفرجا علي ما يتعرض له الشعب السوداني الا قلة قد مدت يدها بالعون فيما اختار السواد الاعظم ممن هم حولنا وقوفهم مع الظالم و ضد رغبة الشعب السوداني في تفكيك هذه المليشيا المجرمة.
و كان ارادة الله و دعوات الصالحين من ابناء هذا الشعب درعا حاميا و ملهما لقيادة القوات المسلحة، فما تحقق من تقهقر لهذه المليشبا تحقق بفضل الله سبحانه و تعالى ثم بفضل تضحيات ابناء هذا الشعب الذي رفض الذل و المهانة و الخنوع
بعد الحصار الذي اطبقته القوات المسلحة و التشكيلات المختلفة من القوات علي المليشيا بمنطقة شرق النيل جعل المليشيا تبحث عن ملاذا امنا حيث كانت منطقة شرق النيل تمثل عمقا استرتيجيا لهذه المليشيا من حيث الامداد بالمقاتلين و المواد الغذائية و الوقود و الذخائر و يعيش فيها اعداد من المواطنين يقومون بتسير امورهم مع افراد المليشيا بصعوبه بالغة و يتعرضون لكل صنوف العذاب و الانتهاكات التي ازدادت وتيرتها بعد ان اطبق الجيش حصارا علي محلية شرق النيل بعد نظافه منطقة محلية بحري فلاذ معظم من فيها بالفرار الي مناطق متفرقة من جنوب الخرطوم.
و اصبح شغلهم الشاغل اغلاق الجسور حتي لا تعبر القوات بجسري سوبا و المنشيى الي الخرطوم بعد هذه الحالة من الهياج داخل المليشيا و خسارة كل المناطق التي تتقدم اليها قوات الجيش بقليل من الجهد بعد ذلك ضاقت خيارات المليشيا و تعددت محاور القتال و الجبهات التي يقع علي عاتق المليشيا حمايتها و منع تقدم الجيش و الغرض من ذلك ليس تحقيق انتصارا و انما لاشغال الجيش بمعركة الخرطوم.
لأطول فتره ممكنة حتي تعيد المليشيا ترتيب نفسها و الاستعداد للمعركة الكبري بدارفور فحسم المعركة التي تدور في الخرطوم لصالح الجيش قد اصبح مسأله زمن و ذلك من خلال واقع العمليات و تجهيزات الجيش حيث اصبح الجيش يتبع اسلوب الردع بتجهز قوات كبيرة و مجهزة تجهيزات ممتازة و ما ان ينوي التقدم في منطقة ما الا و تجد ان المليشيا قد اطلقت ساقيها للرياح و يسعي الجيش بهذه الاستراتيجية لخفض الخسائر المادية و البشرية و انجاز المهام باقل الاضرار.و الخسائر .
فما حدث بمعركة الاذاعة قد تكرر بمعركة القصر الجمهوري علما بأن المليشيا بعد خطاب حميدتي الأخير قد جمعت نخبتها من مقاتلين الفرز الاول و الذين كانوا قد انسحبوا من مناطق كافوري و بحري و شرق النيل و تمركزوا بجنوب الخرطوم فقد تم جمعهم و اعادة تسليحهم للدفاع عن منطقتي القصر الجمهوري و المقرن و كانت اعدادهم مقدرة و بتسليح جيد و مركبات قتالية كثيرة و ذلك بغرض تطبيق نفس الاستراتيجيه التي اتبعها الجيش في الحفاظ علي مقراته و حامياته و لكن لم يستطيعوا الصمود لاكثر من بضع ساعات لعدم اجادتهم لهذا النوع من القتال فكانت المليشيا تعتمد في دفاعها علي المناطق علي القناصة في اسطح البنايات العالية و داخلها فخبر الجيش منذ معركة سوق امدرمان طريقه التعامل مع هذه النوعيه من الحروب التي تدور داخل غابات من الاسمنت و قد طورت القوات المسلحة من قدراتها في التعامل مع القناصين و بأساليب حديثة و مبتكرة و متطورة في نفس الوقت فقد امتلك الجيش ما هو اشبه بالصيدلية لتقوم بصرف الدواء بعد تشخيص المرض و ما زالت هذه الصيدلية مليئة بالعقاقير استعداداً لاي خطر او تطور نوعي في اساليب و تسليح هذه المليشيا و سنفصح عنها في و قتها ان كان في العمر بقية.
فقد انتهت بعد ذلك معركة القصر و انكسر كبرياء المليشيا و قائدها بعد معركة ضارية تعد من اكبر المعارك في الفتره الاخيرة و خسرت فيها المليشيا خسائر بشرية و مادية كبيرة ناهيك عن الخسارة المعنوية فما تحقق من نصر كان عقب حديث قائدها الذي كان يخرج علينا كل مرة و يتحدث عن انتصارتهم و عن اعدادهم لمرحلة جديدة في الحرب و يتوعد الشعب السوداني في مناطق النزوح الآمنة و ان رقعة الحرب ستتسع لتشمل كل السودان و يخرح علينا عدد من سياسيين و محللين الغفلة ليزيدوا و يعمقوا من جراحنا و آلامنا و يضخموا لنا الخطاب المهزوم و يصورونه عكس ذلك علي انه خطاب المنتصر و ان الحرب جولات و الجولة القادمة هي جولة الدعم السريع و لكن تمضي الايام و تتكشف الحقائق شيياً فشيئاً و نجد ان كل هذا الحديث قد اطلق علي عواهنه و لا صحة لما كان يرددون
في ظل كل ذلك كانت القوات المسلحة تمضي في مشروعها المفضي لفكفكة هذه المليشيا و توسعها ضربة تلو الاخري بالرغم من الفتن و الاحاديث التي تطلقها ابواقهم لضرب النسيج الاجتماعي و محاوله جر القوات المشاركة في الحرب مع الجيش الي الاقتتال فيما بينها و الحديث عن تشكيل الحكومة و كل الاحداث التي تطفوا علي السطح ورغم ذلك يمضي الجيش في تنفيذ مخططة و يكسب بذلك في كل يوم يمر اراضي جديدة و التفاف شعبي اكبر .

نأتي في هذا الفصل لنحلل من واقع الحال كيف ستكون نهاية معركة الخرطوم و الحرب بشكل عام و اعني هنا الولاية بأكملها و لمعرفة طبيعة المعركة و اسلوب ادارتها لابد لنا ان نوضح مناطق و اتجاه الجيش ففي مدينة بحري قد انتهت المعركة بشكل كامل و لم تعد هنالك معارك البتة اما مدينة الخرطوم و سنبدأ بمحاور جنوب الخرطوم حيث يوجد محور بمنطقة الباقير و محور مجاور بمناطق حبيبة وهو المحور الذي تقدم و حرر مناطق ابوقوتة و كاب الجداد و المناطق المجاورة و اخر محور هو محور مدينه القطينة بالتوازي مع هذه المحاور توجد محاور في كل من القياده العامة و المدرعات و محور المقرن الملتحم حديثا مع محور القيادة العامة المحرر للقصر الجمهوري و محور من سلاح المهندسين بكبري الفتيحاب و ستكون و جهته الالتحام مع قوات المدرعات الموجوده علي بعد 500 متر من كتيبه المرافق الاستراتيجية بعد الانتهاء من نظافة منطقة وسط الخرطوم ستتحول كل الجيوش للتحرك جنوبا للالتحام مع متحرك سنار المتواجد حاليا بمنطقه جياد عن طريق محور القيادة العامة و محور القطينة مع المدرعات و كذلك محور المناقل و الحديث عن ترك جسر خزان جبل اولياء مفتوحا هذه المرة لن يكون كذلك فستنتهي قوات المليشيا في الخرطوم بالخرطوم و لن يخرج منها احدا.
بعد ذلك نأتي لمدينة امدرمان و التي تنشط بها ايضا عددا من المحاور تنطلق عملياتها من قاعده المهندسين العسكرية في ثلاث محاور محور امدرمان الاسلامية و محور المربعات و الاثنين يؤمنان ظهر بعضهم البعض و وجهتهم ستكون الي الصالحة و منها الي مثلث جبل اولياء و الالتحام مع محور اخر قادم من النيل الابيض يؤمن منطقة جبل العرشكول و يتواجد بمناطق العلقة بغربي النيل الابيض اما المحور الثالث يعمل في منطقه امبدة السبيل و ينطلق منها ليلتقي بمحور غرب الحارات و وجهته سوق ليبيا اما اكبر المحاور علي الاطلاق فهو في منطقه غرب امدرمان فهذا المحور و جهته ستكون المويلح حتما بعد نظافا مناطق دار السلام و قندهار و الصفوة.
هذا شرح مبسط لطبيعة العمليات العسكرية التي تدور داخل الخرطوم الولاية .
نأتي بعد ذلك لنتحدث عن اولويات التحرك و تحرير المناطق في الفتره القادمة بعد الانتهاء من معركة وسط الخرطوم ستتحرك جميع المحاور و لكن اكثر المحاور التي ستكون حركتها ملحوظة هي محاور المناقل و القطينة و الباقير اي الثلاث محاور الجنوبية بعدها مباشرة سيتم تحرك محاور امدرمان جميعها لتكون و جهتها الاخيرة ليس الصالحة او جبل اولياء بل ستذهب لأبعد من ذلك بطريق الصادرات الي بارا لتلتحم مع متحرك الشهيد الصياد و ستكون وجهتها بعد ذلك مناطق حمرة الشيخ و مناطق ام بادر و منها الي تخوم دارفور حيث المعركة الكبري التي ربما يسبقها حل تفاوضي يجنب البلاد و يلات استمرار الحرب.
و نعود لنكمل ما انقطع من حديث بعد تامين منطقه الابيض و وبارا و مناطق غرب و جنوب كردفان بأي صورة من الصور سيتم اتخاذ الابيض كمركز عمليات ليتم اداره العمليات الحربية منها و اخراج المتحركات لفك حصار الفاشر عن طريق الطريق القومي مرورا بالنهود و ام كداده و الكومة و منها الي فاشر السلطان اما متحرك الصياد فوجهته الضعين عن طريق ودبنده و اللعيت جار النبي و عديلة ، هذا بخلاف المتحركات المنتشرة في الصحراء و التي تضرب في عمق العدو في كل يوم و تصيبه في مقتل .
كذلك لا ننسي المتحركات التي انجزت مهامها في مدينه بحري وشرق النيل حتماً سيتم اعادة استخدامها في قادم المعارك نعود الي الخرطوم لنلخص الشكل النهائي للمعارك بها سيكون هنالك حصار مطبق علي المليشيا بالمدينة من خلال اغلاق جسرخزان جبل الاولياء و كذلك حصار من الناحية الغربية للنيل الابيض عن طريق متحركات امدرمان في منطقة مثلث جبل اوليا و متحرك غرب امدرمان بمناطق فتاشة و المويلح و مدخل طريق الصادرات امدرمان بارا حيث يملك الجيش عددا من المعسكرات و القواعد العسكرية في تلك المناطق ما يمكنه من تنفيذ الحصار بشكل كامل و اغلاق الواجهة الغربية لمدينة امدرمان المتاخمة للنيل الابيض و شمال كردفان و ينطلق منها بعد ذلك الي مدينه بارا بشمال كردفان و ذلك عقب انجاز مهام نظافة مدينه امدرمان من جيوب المليشيا ليكتمل بذلك حصار المتبقي من قوات المليشيا بمناطق امدرمان فالثابت دائما ان هذه المليشيا تنهار بمجرد سماع كلمه حصار .
و لابد ان نشير الي ان المعركة في دارفور ستكون مختلفة تماما عن معارك الوسط و ستلعب التعقيدات السياسية و الاجتماعيى دورا كبيرا فيها لذلك علي قيادة القوات المسلحة تقديم الحلول السلمية علي الحلول العسكرية ليس للضعف او عدم القدرة علي خوض المعارك او عدم ضمان نتائجها علي الصعيد العسكري و لا احد او كائناً من كان ان يتنبأ بنتائجها او افرازاتها الاجتماعية او تحديد مداها الزمني ذلك بخلاف الحاجه لسرعة الاستقرار و استعادة مسار الحياة العامة لملاييين المواطنين من شعب السودان بشكل عام فلابد للقوات المسلحة من وضع ذلك في الاعتبار فما دمرته الحرب يحتاج لسنين لاعادته ناهيك عن ادخال مناطق جديدة تحت وطأة الحرب مهما كانت الاهداف فالعدو الان يعيش اسوأ حالاته وستصبح اسوأ بعد تحرير الخرطوم و سيتخذ العدو من الاساليب التي تغير مسار و خطاب الحرب و سيستنفر اهالي دارفور تحت زعم محاربة الدولة لهم و ان الدوله تستهدف مكونات بعينها حتي لا تتحول الحرب الي هذا المنحي يجب علي القوات المسلحه المضي في مسارها العسكري و خلق مسار تفاوضي جديد يفضي الي ايقاف هذه الحرب بعد الانتهاء من تحرير مناطق الخرطوم و الجزيرة و النيل الابيض وكردفان و ما سيتم تحقيقه عسكريا يمكن ان يتحقق سلميا عن طريق التفاوض فالمليشيا الان و صاعدا لن تقوى علي مواجهة القوات المسلحة في اي ارض كانت بعد ما توفر للقوات المسلحة من امكانيات مادية و بشرية و خير شاهدا علي ذلك ما ظلت تحققه القوات من انتصارات في كل مواجهة تصبح حتميه مع قوات هذه المليشيا .
سنجد ان عدداً مقدراً ممن يؤمنون بأن لا حل عسكري لهذه الحرب و لكن هذه الحرب مختلفة تماما عن باقي الحروب التي خاضتها القوات المسلحة و الظروف ايضا مختلفة فالحل العسكري ممكن و متاح خاصة بعد توفر الغبينة لدي الشعب السوداني و المقاتلين الذي تتداعوا من كل حدب و صوب للمشاركة في هذه الحرب بجانب القوات المسلحة و ذلك عطفا علي ما ارتكبته هذه المليشيا من انتهاكات بحقهم فخرجوا من مناطق سيطرتها كمدنين و عادوا اليها مقاتلين لا يشق لهم غبار و نجحت قياده القوات المسلحة في استخدامهم خير استخدام و تدريبهم و توجيههم بكل مسؤولية كما حافظت عليهم و وفرت لهم القيادة الرشيدة التي اجادت استخدامهم و حققت بهم الانتصارات دون خسائر تذكر في صفوفهم و ان كانوا مستعدين لذلك بكل فداء و هذا ما يحمد للقوات المسلحة حيث كان يبشر عدد من اعداء الشعب بأن هولاء الشباب المندفعين سيستخدمهم البرهان وقودا لمعاركه الخاسرة لا محاله فما توفر للقوات المسلحه في هذه الحرب من معينات و ظروف لم يتوفر لها في حروبها السابقه فجحافل هذه الجيوش قادره علي دك حصون العدو حتي الطينة و الجنينة و رهيد البردي و ام دافوق فهل من عاقل كما يزعمون يدعوا هذه المليشيا المهزومة لا محاله للاستسلام علي الطريقه اليابانية ام ان هذه الدعوات حكرا علي القوات المسلحة،؟