النازحون السودانيون :رحلة الفرار من الموت إلى الموت

7.1مليون نازح سوداني خارج السودان

تكدس مستشفيات اسوان بجثث السودانيين

24حالة وفاة خلال اسبوع في طريق اسوان

بعد مرور أكثر من عام على حرب السودان تزداد معاناة ملايين السودانيين الفاريين من جحيم الأوضاع الكارثية التي يرى مراقبون ومنظمات حقوقية أنها الأسوأ على مدار تاريخ كل الحروب التي شهدتها القارة السمراء.

تقرير :أحمدقاسم البدوي

وفي الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة النزاع المسلح بين قوات الجيش السوداني وقوات مليشيا الدعم السريع تتحول المدن المأهولة بالسكان إلى مدن اشباح تفوح منها رائحة الموت والدمار ويلوذ منها الناجيين بأرواحهم فرارا من مصير مجهول إلى مصير آخر لا يقل سوءا.

الملايين من السودانيين الفاريين من جحيم الحرب الى دول الجوار في رحلة أقل ما توصف أنها رحلة الموت أو رحلة الفرار من الموت إلى الموت .

احصاءات مخيفة:

تقارير وإحصاءات مخيفة عن أعداد الفاريين من الحرب دونتها منظمات حقوقية آخرها تقرير المنظمة الدولية للهجرة والذي أشار إلى ان عدد 9.9 مليون نازح في ولايات السودان هذا الأسبوع؛ بينهم 2.8 مليون قبل الحرب و7.1 مليون بعدها. وطبقا للآي أو إم فإن أكثر من نصف هؤلاء النازحين من النساء، فيما يربو عدد الأطفال دون الخامسة عن ربعهم.

رحلة الموت:

وفي الوقت الذي يعيش فيه آلاف النازحين السودانيين أوضاعا مأساوية على تخوم غابات أقليم الأمهرة الاثيوبي بعد أن احتجزتهم السلطات الإثيوبية هناك يفضل غالبية السودانيين من ضحايا الحرب رحلة الفرار شمالا إلى دولة مصر ولكن مع ذلك فإن تلك الرحلة لا تخلو من المخاطر بأي شكل كان .

وهذا ما أظهرته ارقام الموت المختلفة خلال اسبوع واحد فقط ولعل آخرها وفاة اسرة سودانية كاملة في حادث سير في الطريق الى اسوان وغيرها من حوادث الموت عطشا تحت ضربات الشمس الحارقة في قلب الصحراء .

 حوادث متفرقة :

ويتعرض العديد من المهاجرين بطرق غير شرعية إلى حوادث مختلفة، وشهدت مستشفيات مدينة أسوان استقبال العديد من حالات الحوادث، إلى جانب امتلاء مشرحة مستشفيات أسوان بالموتى السودانيين. وكشفت تقارير صحفية أن جملة الوفيات الأسبوع الماضي بلغت ٢٤ حالة، هذا فضلا عن حالات أخرى في الطريق إلى مستشفيات أسوان.

*تحذير رسمي:*

القنصلية العامة لجمهورية السودان بمدينة أسوان المصرية اطلقت تحذيرا لمواطنيها ورعاياها من خطورة الدخول إلى مصر بطرق غير شرعية لما يعرضهم للخطورة والمسألة القانونية.

وحذر القنصل العام السفير عبدالقادر عبدالله لجمهورية السودان في أسوان – في بيان صادر عن القنصلية السودانية بأسوان يوم الاثنين الماضي ، من خطورة التسلل الي مصر ومدي المخاطر المترتبة على ذلك سواء على المواطنين أو الأفراد أو الأسر والتي يأتي في مقدمتها الحوادث المرورية للمركبات المستعملة في التهريب والتعرض للنهب والابتزاز من قبل عصابات تهريب البشر، وهو ما يعرض حياتهم للخطر ومخالفة القانون المصري.

وأضاف قنصل السودان العام بأسوان أنه خلال الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر الحالي وقعت نحو 5 حوادث مرورية تسببت في وفاة العديد من الأشخاص بخلاف العشرات من المصابين والجرحى، نتيجة لعمليات العبور غير القانونية أو بطرق غير شرعية.

وفي ظل ذلك الخطر والأوضاع اللا إنسانية التي يحياها ملايين السودانيين جراء الحرب اللعينة يتساءل الكثيرين عن نهايات تلك الحرب اللعينة التي ألقت بظلالها على كل شئ ونهاية ذلك المصير المجهول الذي يواجهونه مع ازدياد معاناتهم يوم بعد يوم.

ترى هل ستنجح تلك الوساطات التي تقدمت بها العديد من دول الجوار من أجل إنهاء أزمة ملايين السودانيين ؟! أم ستستمر معاناتهم ورحلة هروبهم من أتون تلك الحرب إلى جحيم الموت والضياع في فيافي الصحاري؟!