أخبار

الهدنة (الأممية).. بين مبررات الرفض.. ومنطق (القبول)! 

متابعات | تسامح نيوز

الهدنة (الأممية).. بين مبررات الرفض.. ومنطق (القبول)!

حددها (قوتيرش) بأسبوع

الهدنة(الاممية) بين مبررات الرفض.. ومنطق (القبول) ..!

خبير عسكري : عملاء المليشيا يتخذون (الإغاثة) زريعة لاستهداف السودان..!

تقرير /هاشم عبد الفتاح

اثار قرار موافقة الفريق عبد الفتاح البرهان على (هدنة) بين القوات المسلحة السودانية والمليشيا المتمردة والتى طرحتها الأمم المتحدة عبر امينها العام السيد (قوتيرش) أثارت هذه الهدنة ردود فعل واسعة ومتبائنة على المستويات الشعبية والسياسية والعسكرية الدبلوماسية وذلك من حيث توقيتها أهدافها وابعادها.

في هذه المساحة نحاول تسليط المزيد من الاضواء على هذه القضية من خلال الأسئلة التالية التي طرحناها على عدد من الخبراء المحللين والمراقبين السياسيين :

اولا :

ماحقيقة وطبيعة الهدنة (الاممية) التى وافق عليها البرهان؟

الهدنة (الأممية).. بين مبررات الرفض.. ومنطق (القبول)! 

ثانياً:

لماذا رفضت الحكومة هذه الهدنة سابقآ ووافقت عليها الآن.. وماهى مبررات هذه الموافقة خصوصا انها تواجه رفضاً شعبياً؟

ثالثاً:

من المستفيد من هذه الهدنة؟

وما الذي تريده الأمم المتحدة من الهدنة وما هى مطلوباتها وفرص نجاحها؟

مبررات الهدنة (الاممية)..!

بداية.. تحدث (لتسامح نيوز) سعادة الفريق الركن محمد بشير سليمان الخبير العسكري والاستراتيجي قائلاً :

لا شك أن البرهان قد وافق على طلب الهدنة الاممية التي تقدم بها قوتيرش الامين العام للامم المتحدة من خلال قراءته ومعرفته بالواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه مواطنوه بإقليم دارفور بصفة عامة والذي تعيشه ولاية شمال دارفور بصفة خاصة ،

حيث يعيش انسانها مأساة كاملة من حيث انعدام السلام والأمن اولا ، ومن حيث البعد الإنساني السيئ في جوانبه الصحية والغذائية ، وانعدام مطلوبات الحياة الأخرى من مياه وخدمات وغيرها ، لذا وبهذا الموقف اللاانساني الحرج والمعقد وغير الآمن لأسباب الانتهاكات اللا إنسانية التي تمارسها مليشيا الدعم السريع ،

الهدنة (الأممية).. بين مبررات الرفض.. ومنطق (القبول)! 

وما تفرضه من قيود على وصول المساعدات الإنسانية لمدينة الفاشر ، ما كان لقائد أن يتردد في الموافقة على طلب كهذا مهما كانت المهددات الأمنية التي يواجهها من جراء الممارسات اللااخلاقية والبعيدة عن مرتكزات العمل الانساني عند الحروب التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها متجاوزة كل قواعد الاشتباك التي نص عليها قانون الحرب ،

رسالة إلى المليشيا..!

ويعتقد سعادتو محمد بشير ان في ذلك أيضا رسالة لداعمي مليشيا الدعم السريع وللعالم ، وبما يبين الموقف الإنساني للدولة السودانية وقيادتها ، وقوفا مع شعبها في ظل هذه الكارثة الإنسانية . واخيرا .. إذا كانت القيادة تأتي من باب كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، تحديدا لتحمل المسئولية

، فلا ننسى وفي ذات الشأن هنالك من الأعداء من العملاء ومستهدفي السودان في البيئتين الإقليمية والدولية من يبحث وينتظر أي خطوة تتخذها القيادة ومهما كانت مطلوبة في إطار الحفاظ على الأمن القومي ولا تتوافق مع أهدافهم السالبة تجاه السودان إلا أنها سوف يتم اتخاذها زريعة لاستهداف للدولة السودانية .

اما لماذا رفضت الحكومة هذه الهدنة سابقآ ووافقت عليها الآن.. وماهى مبررات هذه الموافقة خصوصا انها تواجه رفضاً شعبياً؟ .

لماذا رفض البرهان (الهدنة) سابقاً..!؟

وأكد سعادة الفريق محمد بشير ان استجابة الحكومة وموافقتها الحالية لطلب الهدنة الاممية بهدنة تسمح بدخول وإيصال الإغاثة الإنسانية لإقليم دارفور ، فلا شك أنها تملك الأسباب الجوهرية التي أدت بها لرفض الهدنة الإغاثية سابقاً والتي تتمثل في الآتي :-

اولا :- ضعف واحيانا عدم توفر وسائل وآليات الضبط والتحكم في توفير الإغاثة وتوزيعها لمستحقيها عبر المعابر الحدودية بين دولتي السودان وتشاد ، مما يضاعف بل يجعل الإغاثة تذهب لغير مستحقيها من النازحين داخل الدولة السودانية .

الهدنة (الأممية).. بين مبررات الرفض.. ومنطق (القبول)! 

ثانيا :- وفقا لما سبق أعلاه فقد كانت مليشيا الدعم السريع وبتهاون واحيانا التنسيق مع الكثير من المنظمات تحول الاغاثات الإنسانية لصالحها ، أو للمناطق التي تسيطر عليها ، دون اعتبار مراكز ومعسكرات النازحين في المعسكرات الأخرى .

ثالثا :- استغلال الشأن الاغاثي لنقل مواد تموين القتال لمليشيا الدعم السريع (التأمين اللوجستي) في موقف يتنافى والأبعاد والقيم الإنسانية عند الحروب من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وبتواطؤ من دولة تشاد والمنظمات الإغاثية . وبما يهدد الأمن القومي السوداني .

رابعا :- لم يكن الموقف الإنساني ، خاصة بمدينة الفاشر عامة وولاية شمال دارفور خاصة ، يعيش الكارثة الإغاثية والإنسانية الماثلة الآن في كل جوانبه الصحية والمعيشية ، والخدمية الأخرى ، ولكن الحالة الكارثية الماثلة الآن تتطلب موافقة القيادية بأهمية الهدنة لإدخال الاغاثة ودون تردد والا لأصبحت الفاشر مدينة أشباح بعد حين من الزمن .

خامساء :- لعل استغلال النقل الجوي للإغاثة يمثل وسيلة افضل من النقل البري ، حيث تسهل السيطرة والمراقبة للمنقولات الإغاثية من حيث حقيقتها ، حيث تتحدد المنقولات ويضعف فيها نقل مواد لوجستية لمليشيا الدعم السريع ، كما يتم وصولها لمستحقيها مباشرة وحيث ما هبطت طائرات نقل الإغاثة .

وأحسب هنا أن الحاجة الإنسانية العاجلة هنا ، خاصة في مدينة الفاشر تتجاوز الرفض الشعبي الذي أشرت إليه بالرغم من كل المبررات .

وفي رده على السؤال الثالث حول من المستفيد من هذه الهدنة؟ وما الذي تريده الأمم المتحدة من الهدنة ؟ وما هى مطلوباتها وفرص نجاحها؟ .

كارثة الفاشر..!

يرى سعادة الفريق انه وبحكم الواقع الإنساني الكارثي الماثل الآن في إقليم دارفور على وجه العموم وبولاية شمال دارفور على وجه الخصوص ، وبمدينة الفاشر بالاخص ، أقول إن الذي من المفترض أن يكون المستفيد الأول هو الانسان الذي يكاد فاقدا للأمل في بقائه في الحياة ، أن لم يكن الكثير من الناس قد فقده حقيقة . ولعل هذا يأتي في دائرة مقاصد وما تريده الامم المتحده بحسب واجباتها المؤسسية ،

اللهم إلا تجاوزت ذلك والشفافية التي تمثل أهم مبادئها ، هذا مع إسناد هذا بالمطلوبات المعلومة تجاوزا لسلبيات ما يتم في العمل الإغاثية الذي تم ويتم بالمعابر ، بحيث يتم العمل تأكيدا على وصول الإغاثة لمستحقيها الحقيقيين وبأسبقية الحاجة ودون تمييز ، وفي ذلك لابد من منع كافة استهداف مليشيا الدعم السريع للإغاثة ، أو استغلالها لنقل مواد ومرت عسكرية ، أو الاستيلاء عليها وتحويلها لصالحها ، وذلك ما يقع على عاتق الأمم المتحدة من حيث الاستلام والنقل والتوزيع . ولعل الأهم في ذلك السيطرة ومنع مليشيا الدعم السريع من الاعتداء على الإغاثة التزاما بالهدنة الإنسانية حتى تصل الإغاثة لسكان والنازحين بمدينة الفاشر .

(عبقرية) الإسقاط الجوي للإغاثة..!

اما الاستاذ عثمان ميرغني الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فقد ذهب في ذات الاتجاه بأن هذه (الهدنة) مقصدها ايصال المعونات الاغاثة التي تتركز في الغذاء والدواء الى مدينة الفاشر بملحقاتها من معسكرات بعد ان بلغت فيها الاوضاع أسوأ ما يمكن تخيله،

ولكن استاذ عثمان أكد في افاداته (لتسامح نيوز) ان رفض الحكومة السودانية للهدمة التي دعا لها مجلس الامن في رمضان قبل السابق لان الحكومة كانت قادرة على ايصال المعونات الانسانية عبر الإسقاط الجوي، و رغم سوء الأحوال الا ان المدينة والمعسكرات كانت في وضع افضل .

اما الان فقد تغير الوضع كلياً بعد نشر بطاريات الدفاع الجوي التي اسقطت طائرة امداد جوي قبل عدة اشهر وتوقفت بعدها عمليات الاغاثة الجوية.

من المستفيد من (الهدنة)..؟

وأشار الاستاذ ميرغني إلى أن المستفيد من الهدنة هو المواطن لأن المجاعة تفاقمت والسلع الضرورية نفدت و ماتبقى ارتفعت أسعاره بصورة لا تصدق.

ولذلك فإن التحدي الاكبر في إيصال المساعدات الانسانية حتى ولو وافق الدعم السريع على الهدنة.

سبق نهب شحنات اغاثة و استغلالها بدلا عن السماح بوصولها للمستهدفين.

قصر مدة الهدنة، اسبوع، قد لا يكفي لإنقاذ المواطنين لكن مع ذلك الامل ان توافق الاطراف على تمديد الهدنة.

الرافضون للهدنة..!

اللواء (م) محمد ابراهيم الكباشي محلل عسكري وخبير في إدارة الأزمات يقول ان الهدنة المطلوبة لأغراض إنسانية بهدف ايصال المساعدات الانسانية لمدينة الفاشر التي يضيق عليها الحصار من قبل قوات الدعم السريع و موافقة الحكومة علي هذه الهدنة تحت مقولة مجبر أخاك لا بطل لأن مدينة فاشر تعاني من نقص مريع في الغذاء و الدواء .

وأضاف : ليس هناك رفضاً شعبياً لهذه الهدنة إلا من قبل أطراف لا يهمها حياة المواطن السوداني و إن كان هناك جهة يحق لها أن ترفض الهدنة فهي قوات الدعم السريع لانها تعتبر أن دخول المساعدات للفاشر سيطيل فترة الحصار و ذلك ليس في مصلحة موقفها العملياتي ، لانه يتوقع بعد دخول المساعدات للمدينة و إنتهاء فترة الهدنة ان يكون القتال أشد ضراوة بسبب وصول معينات الصمود للقوات المحاصرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى