الهندي عزالدين :الحِصة وطن .. الحِصة جيش

المجهر السياسي
شهادتي لله
الهندي عزالدين
الحِصة وطن .. الحِصة جيش
تخوض القوات المسلحة السودانية هذه الأيام معركة التحرير الكبرى لاسترداد الأراضي السودانية المحتلة بواسطة دولة إثيوبيا ، على طول الشريط الحدودي بين البلدين.
فقد ظل آلاف المزارعين الإثيوبيين يزرعون لسنوات طويلة نحو (مليوني) فدان من أرض السودان في منطقة “الفشقة” و ما حولها ، محميين من قوات إثيوبية تتبع لإقليم “أمهرا” ، بينما ظل النظام السابق يتساهل مع تمدد الإثيوبيين على أرضنا بحجة أن المعتدين عصابات من “الشفتة” ، و أن الحكومة الإثيوبية بريئة من هذا العدوان براءة الذئب من دم ابن يعقوب !!
و ظلت وفود الحكومات الإثيوبية المتعاقبة تصل الخرطوم و القضارف طوال العشرين عاماً الماضية للتباحث مع ممثلي حكومة السودان بهدف ترسيم الحدود ، فتنعقد الاجتماعات العبثية و تنفض دون تحقيق المهمة . آخر اجتماع مشترك بين الدولتين احتضنته الخرطوم هذا الأسبوع ، و لم يتوصل فيه الطرفان لحل حاسم لمشكلة تغول الإثيوبيين على الأراضي السودانية .
ساهم بعض مزارعي ولاية القضارف في صناعة هذه الأزمة المستفحلة بالسماح لمزارعين إثيوبيين باسئجار آلاف الأفدنة في مواسم الخريف ، منذ خمسينيات و ستينيات القرن الماضي ، ما أدى بمرور الزمن إلى رسوخ اعتقاد سائد لدى قومية “الأمهرا” بأن “الفشقة” بعضٌ من أرضها و تاريخها !!
أخطأ النظام السابق في السودان بتهاونه في هذه القضية الوطنية بالغة الأهمية .. شديدة الحساسية ، بتغليبه لحسابات سياسية تاكتيكية ، أسقطت الاستراتيجي في العلاقات مع دول الإقليم ، ما أدى إلى تمدد الأحباش على نحو (مليوني) فدان ، يرويها المطر كل موسم خريف ، فتخرج منها آلاف الأطنان من السمسم و الذرة و عباد الشمس !!
لم يكن مقبولاً و لا معقولاً استمرار هذا الوضع المعيب الجارح لسيادة السودان و أمنه القومي ، فحان موعد الحسم و رد الحقوق المنهوبة ، و ردع المعتدين .
اليوم .. و في ديسمبر 2020 انتهى عهد (الاستهبال الحبشي) بأمر الرئيس الفريق أول “عبدالفتاح البرهان” ، فاستعاد الجيش السوداني أرضنا العزيزة الطاهرة في “الفشقة الكبرى” و”الصغرى” ، و طرد القوات الإثيوبية التابعة لاقليم “أمهرا” المسنودة بالجيش الفيدرالي ، فغضبت “أديس أبابا” التي كانت تدعي البراءة وعدم الاختصاص ، واستدعت سفير السودان لديها ، و أبلغته احتجاجها على تحركات الجيش السوداني ، و لم تبلغه تعازيها و أسفها على استشهاد ضابط سوداني برتبة (رائد) و ثلاثة جنود من أبطال قواتنا المسلحة قتلتهم القوات الإثيوبية الآثمة المعتدية .
إنها معركة الصمود و التحدي و قهر المعتدين ، معركة التحرير و الكرامة .. كرامة كل سوداني وطني أصيل (راجل ود رجال) ، معركة كل سودانية “مهيرة” .. حُرة عزيزة و شريفة ، هي معركة كبرياء شعبنا العظيم ، و لا مجال للتراجع عنها و الاستسلام و الخنوع .
لا مجال للهزيمة .. إما النصر يا “برهان” و حماية أرضنا و عِرضنا .. أو النصر ، فليمض جيشنا بكل قواته و عتاده ، طائراته .. و دباباته .. و مدفعيته الثقيلة ، مدافعاً عن حدودنا المعروفة و الموسومة في وثائق الأمم المتحدة قبل استقلالنا المجيد .
كل أموال الدولة و مقدراتها يجب أن تُسخّر للجيش ، كل الشركات العامة و الخاصة منقولاتها و امكانياتها للجيش ، كل الإذاعات و القنوات و الصحف تعبئةً للجيش .
الحِصة وطن .. الحِصة جيش ، و مَن يخالف نداء الوطن عليه أن يعود بجوازه (الأجنبي) إلى حيث أقسم بالولاء لغير عَلَم السودان .
جيشنا الباسل (الحارس مالنا و دمنا) .. لن يترك أرضنا و حدودنا .. مهما طال الزمن ، لا شمالاً في مثلث “حلايب” .. و لا شرقاً في “الفشقة” ، ستعود كل الحدود ، فليعلم الطامعون و المتربصون أن أحفاد “بعانخي” و “تهراقا” قادمون لا محالة .. و لن تسقط حدودنا بالتقادم .