عصام الدين محمد صالح يكتب : امريكيا فى حوض النيل.. جدل الوصول الى اتفاق قانونى ملزم

بعد نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتى برزت الولايات المتحدة الامريكية كقوة مهيمنة على السياسة الدولية وموثرة على مجريات الاحداث ومسارات العلاقات الدولية ومايترتب على ذلك على تاثير او تدخل فى الدول وتعد الولايات المتحدة الامريكية كاهم لاعب فى السياسة الدولية ولها تاثير قوى على المجتمع الدولى بعد تقييد القوة الصاعدة فى العالم كالصين وفرنسا وهى الوريث الشرعى للاحادية القطبية التى اجتاحت العالم بعد تلاشى قوة الاتحاد السوفيتى فى تسعينيات القرن السابق والذى كان يمثل التوازن على مستوى علاقات الدول والحامى لها وذلك بانشغالها بقضاياه الداخلية والاقليمية وياتى الاهتمام الامريكى بمنطقة حوض النيل باعتبارها إحدى أبرز المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية فى العالم وفقًا للمنظور الأمريكي حيث تشير بعض الاوراق والوثائق المنشورة عن وزارة الخارجية الى اعتبار امريكيا موضوع المياه من المواضيع التى تهدد الاستقرار والتنمية فى المنطقتين العربية والافريقية وان قضايا المياه احد اسباب الحروب والتوترات الحالية او القادمة على مستوى شرعية نظم الحكم او على مستوى العلاقات المتبادلة بين دول الجوار .
موخرا وصل الى العاصمة السودانية الخرطوم وفد من الكونغرس الامريكى بقيادة السناتور كريستوفر كونز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ورفقة السناتور كريس لاجراء مباحثات مع القيادة السودانية فى شان عدد من القضايا المحلية و الاقليمية والتى على راسها قضيتى سد النهضة والحدود مع الدولة الاثيوبية التقى الوفد من خلالها بوزير الرى والموارد المائية بروفسير ياسر عباس وحضور اعضاء الوفد السودانى المفاوض لمناقشة تعثر الوصول الى اتفاقية قانونية ملزمة بين الدول الثلاث فى شان سد النهضة الاثيوبى خاصة فى مل وتشغيل سد النهضة المستقبلى فى ظل تاثر السودان باضرار جسيمة فى حالة عدم التوصل الى اتفاقية قانونية ملزمة .
عليه فان زيارة وفد الكونغرس الامريكى الى الخرطوم ولقاءه مع الجانب السودانى يمكن قراءته على النحو التالى
– التحرك الدبلوماسى والفنى الذى قامت به الدولة السودانية على اعلى المستويات فى شرح ابعاد قضية سد النهضة الاثيوبى على المستويين الاقليمى والدولى خاصة بعد اعلان الدولة الاثيوبية المل الثانى لخزان بحيرة السد باتفاق مع دولتى السودان ومصر او دون اتفاق مما يعد ضرر لخزانات الدولة السودانية وتاثر 20 مليون مواطن يقطنون اسفل النيل الازرق.
– الاهمية الاستراتجية لمنطقة حوض النيل فى ظل التنافس الدولى للسيطرة على المناطق الاستراتجية الهامة فى العالم خاصة وان منطقة حوض النيل توجد بها العديد من المصادر المائية المختلفة .
– محاولة السيطرة على النزاعات والحروب فى المنطقة فى الدولة الواحدة او بين دولتين خاصة فى الدولةالاثيوبية المرشحة للانفجار نتيجة للصراع بين القوميات المختلفة خاصة بين الامهرا والتقراى ولضمان عدم توسعها وتاثر الاقليم ككل لاعتبار عدم تاثر المصالح الامريكية فى اقليم حوض النيل .
– اظهار قوة وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية والادارة الجديدة على السياسة الدولية وقدرتها على حل جميع النزاعات باعتبارها قوة عظمى وارسال رسائل الى بور ومناطق الصراعات والنزاعات فى العالم بقدرة الولايات المتحدة الامريكية فى التدخل والوصول الى حلول.