المقالات

امل ابو القاسم تكتب: هل كان يكذب أم يتجمل… ما (تشيل) هم حقك محفوظ  

 

الخرطوم _ تسامح

 

لم يكن اسوأ المتشائمين يتوقع أو يخطر على باله ان تندلع حرب ما في السودان بين قوات الشعب المسلحة وقوات الدعم السريع رغم الارهاصات والتحرشات من قبل الطرف الثاني التي ظنها البعض الكثير انها محض مناورة أو كرت ضغط وابتزاز أو أي شيء من هذا القبيل. بيد انه وبين طرفة عين وانتباهتها صار الأمر واقعا حيا ومريرا يتجرعه المواطن صباح عشية.

 

 

اشتعلت الحرب حين بغتة من الزمان ومن أول وهلة شرعت في القضاء على الأخضر واليابس، والمتمردين يثيرون الرعب وسط الأحياء ما دفع الآلاف للخروج من العاصمة اما لاجئين أو نازحين نحو الولايات وحتى في ذلك عانوا ما عانوا لينجو بأنفسهم، اما من صمد ولزم داره فقد اذاقه التمرد كل الوان العذاب والإرهاب من استخدامهم كدروع بشرية داخل الأحياء، بل امعن في تعذيبه بمنعه من التمتع بكافة الخدمات وعلى رأسها الصحية.

 

وانا اتابع ما تقوم به مليشيا الدعم السريع التي كانت حتى قبيل اسابيع قوة شبه نظامية تمشي جنب قوات الشعب المسلحة وبين الناس بالحسنى أو كما بدى لنا وقتها حد تغزلنا في تقوم به وقائدها من أعمال إنسانية جعلها محل تقدير.

ومع استرجاع ذلك وما تقوم به الآن تطفر مئات الأسئلة والدهشة تقف حيرى. هل من يمنعون خدمات المياه والكهرباء هم نفسهم الذين كانوا يتصدون لكل مشكلة بالخصوص عندما ينبري قائدهم لحلها بشكل أو بآخر سوى في مناطق الخرطوم أو الولايات؟!

 

 

ترى هل هؤلاء الذين يحرمون المواطن من ابسط حقوقه وأهمها في العلاج بطرد المرضى وتحويل المشافي بما فيها مستشفى الولادة أم درمان في تصرف يخلو البتة من رجولة دعك من إنسانية، ويمنعونه من الوصول لمراكز الإمداد الدوائي هم نفسهم من شهدنا لهم بإرسال مئات بل آلاف القوافل الطبية الى الولايات المنكوبة عند كل كارثة حلت بالبلاد؟!

 

 

ترى هل هذه القوات التي تقتحم المحلات التجارية والبنوك والمنازل تسرق وتحرق وترهب الآمنين في منازلهم وتطرد الكثير منهم خارج بيوتهم هي نفسها التي كانت تدعى حمايتهم في كل المرافق والثغور؟!

 

 

وغير ذلك الكثير من المقارنات التي اسفرت عن وجهها الحقيقي بعد إزالة المساحيق لتلقى بالتساؤل (هل كان حميدتي يكذب أم يتجمل؟ ¡) ولم؟

 

اشتعلت الحرب وكالعهد به ابلى فيها الجيش السوداني بلا حسنا ومن المؤكد قدم فيها عدد من الشهداء مقابل ارتال من الطرف الآخر قضوا نحبهم بين نيران المدافع وتحت الانقاض مخلفين عدتهم وعتادهم، رغم ان الجيش تعامل بأقل امكانيات حفاظا على حياة المواطنين من المستخدمين كدروع بشرية وغيرهم ممن يخشى عليهم ان يصابوا بشكل أو بآخر الى جانب الحفاظ على البني التحتية سوى اكانت منازل أو مؤسسات بالغة الأهمية وضرب في ذلك اروع مثال لكيفية إدارة حرب المدن. ومع ذلك كان من الطبيعي كما هو معروف في هكذا حروب ان يسقط عدد من الشهداء وأن تتضرر بعض الممتلكات، وعليه لم تترك الجهات العدلية الأمر هكذا ليتحمله الضحايا فنزعت النيابة إلى التبشير والإعلان ان الأمر إذ انه وبحسب خبر نشرته منصة (عزة برس) سيتم تكليف ثلاثة وكلاء نيابة من القطاع يخصصهم السيد وكيل النيابة الأعلى لتقييد الإجراءات الجنائية في الأضرار و الشكاوى المقدمة من المتضررين جراء الأحداث الواقعة في الدائرة الجغرافية من تأريخ السبت الموافق 15 أبريل 2023

وذلك بمقر رئاسة قطاع نيابات الخرطوم شمال.. فور مباشرة العمل. وقبل ذلك بشر سعادة الفريق أول ياسر العطا بأنه ومن ما يغنم من ممتلكات آل دقلو سيجبر بها ضرر المواطنين.

 

اشتعلت الحرب وصدم بها الجميع نعم ولكن بعد اسابيع امتصت وبدأ التعامل معها كواقع قطعا سيغير بعضا من التأريخ ليدخل السودان وبعد ان تضع أوزارها تاريخا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا جديدا نتوقع ان يكون مشرقا فأبشر أيها المواطن (الوطني) المتحزب لوطنك فقط لا غير بطول سلامة قواتنا المسلحة، وسلامة بلادنا العزيزة بإذن واحد أحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى