المقالات

بابكر يحيى: إلى جنجويد دار الريح؛ هذا أو الطوفان!

الخرطوم - تسامح نيوز

بابكر يحيى: إلى جنجويد دار الريح؛ هذا أو الطوفان!

بابكر يحيى.

في البدء لا بد من فهم طبيعة المنطقة جغرافيا واجتماعيا وأشير هنا إلى تواجد المليشيا بمناطق دار الريح وتحديدا مناطق ( بارا وأم قرفه وجبرة ) ، هذه المناطق ذات طبيعة رملية كثيفة تعيق سرعة العربات ؛ ولا توجد بها جبال أو مرتفعات ؛ ولا مبان عالية إذ أن أعلى مبنى في هذه المناطق لا يتجاوز الطابق أو الطابقين وهذا يعني أن عوامل الطبيعة تحيد عمل القناصين ؛

بابكر يحيى: إلى جنجويد دار الريح؛ هذا أو الطوفان!

والقنص من أهم الأعمال الدفاعية التي اعتمدت عليها المليشيا في حربها على الدولة السودانية ؛ فلولا القناصين لما استمرّت هذه الحرب داخل المدن لما يقارب العامين ..!!

المجتمع الذي يوجد بهذه المناطق ( أعني مناطق دار الريح ) لا يشكل حاضنة اجتماعية للمليشيا وليس له علاقة بمشروعها العنصري أو حتى السياسي – فهذه المناطق بها قبائل (المجانين والكبابيش ودارحامد والبزعه والجوامعه والجوابره وبني جرار والركابيه والهواوير والكواهله وزغاوة كجمر والجبال البحرية ) ،

فهؤلاء جميعا بعيدون كل البعد عن خطاب المظلومية الأجوف الذي ظل يردده (بعض الممقوتين )في أطراف كردفان ودارفور ؛ فبالتالي ليس لهذه القبائل تعاطف وجداني أو روحي مع دعاوى محاربة دولة ٥٦ ؛ أو غير ذلك من الشعارات الرعناء ؛ وهذا يعني أنها لن تساعد الجنجويد على التخفي والالتفاف عندما يهاجمهم الجيش في الأيام القليلة المقبلة ..!!

بابكر يحيى: إلى جنجويد دار الريح؛ هذا أو الطوفان!

الأمر الذي يجب أن يعلمه جنجويد هذه المناطق أن المجتمع الذي صبر عليهم طيلة الفترة الماضية سيتحول إلى مقاومة شعبية مسلحة وسيصله السلاح الكافي بعد فك حصار الأبيض ولن يتمكن الجنجويد أن يتجولوا بأمان كما كانوا من قبل ؛

فقد كان المجتمع يقدر سياسة الأمر الواقع لذلك تحمل أذاهم وتعامل بحكمة مع تواجدهم ودفع لهم الأتاوات والرسوم الباهظة التي وضعوها كشرط أساسي كي يسمحوا بمرور العربات التجارية فقد بلغت الرسوم في بعض الأحيان إلى عشرات المليارات من الجنيهات … !!

كما أن فك حصار الأبيض يجعلهم في حالة تطويق إذا ما انفتح الجيش في الشمال الغربي فيمكن الإطباق عليهم من الخلف وحينها يصبح خروجهم إلى دارفور مستحيلا كما هو الحال إذا أرادوا الذهاب إلى أمدرمان ؛ قهذا الإطباق سيضيق عليهم الخناق فستصبح حركتهم مشلولة تماما ؛ فمن دار الريح يبدأ حزام الأمن القومي الاستراتيجي للعاصمة الخرطوم ..!!

صفوة القول

نصيحتي لأبناء هذه المناطق فيما عدا منسوبي الأحزاب السياسية وفي مقدمتهم أعضاء حزب الأمة القومي فهؤلاء أصيلين في مشروع المليشيا وغير معنيين بنصحي هذا – وما أعنيه هنا أولئك المحشودين (بلا وعي ) أنصحهم بأن يسلموا أسلحتهم ويعلنوا عن توبتهم ودعمهم للقوات المسلحة ،

وللقائد العام الحق في قبول توبتهم وإعفائهم من الحق العام أو لا ؛ أما الحق الخاص فلا أحد يصفح عنه وعلى كل مضرور التوجه لساحات المحاكم .. وإن لم يفعلوا فسيأتيهم الطوفان سريعا من كل جانب ، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى