
لم تكن حركة المستقبل للإصلاح والتنمية حديقة خلفية للمؤتمر الوطني كما يقال ، ولم يكن حزب المؤتمر الوطني العملاق بحاجة إلى وضع حديقة خلفية له، فهو حزب يتنفس عزة وكبرياء ، فقد تزود بمجد كبير وتاريخ مجيد، تاريخ يجعله يتفاخر بكونه حزب الأغلبية ، وحزب التنوع الأول في السودان ؛ وحزب الإنجاز الأول في السودان ؛ ولا ينكر ذلك إلا جاحدا أو مكابرا ، هو أول حزب سياسي سوداني يجمع بين المسيحي والمسلم، ويجمع بين كل طوائف المجتمع السوداني بكل ثقافاتهم وتنوعهم في منصة واحدة ، فبالتالي هو أكبر (بيت سوداني) يجتمع فيه السودانيون في مائدة واحدة، فهو لن يحتاج لأن يتنكر لهذا التاريخ..!!*
*أما حركة المستقبل – فهي لم تأت لتستولي على تركة المؤتمر الوطني أو تركة الحركة الإسلامية، وهي لا تريد أن تكن ندا لاحداهما أو كليهما ، هي لم تأت لتكون منافسا لأي حزب إسلامي أو أي تيار وطني أو إسلامي آخر، هي لم تأت لتفرق الصف الإسلامي أو لتشتت كلمته، هي لم تأت لتكون مكانا لصراع (الداخل الداخلي) ، أو (الخارج الخارجي) ؛ هي لم تأت لتكون (الأفضل) لأنها لا تريد أن تنافس ذاتها ! هي لم تأت لتعلن عن برنامج (حداثوي) يقاطع التاريخ، هي لم تأت لتكون لبنة لحزب (الرجل الواحد) أو لدعم (الفكرة النشاز) ! هي لم تأت لتحقيق مكاسب (ذاتية ضيقة) ، أو من أجل أن تدعم سلطة قائمة ؛ كما لم تكن هي أداة لنزع سلطة سابقة ؛ هي نشأت بعد انقلاب اللجنة الأمنية المشؤوم ولم يكن لمنسوبيها (خيمة في ميدان الاعتصام) ! كما لم يكن لهم دور في أزمة الدقيق أو الكاش أو أي أزمة من الأزمات الأخرى..!!*
*هي نشأت في ديسمبر من العام ٢٠١٩، بعد نقاشات مستفيضة، وبعد مشاورات واسعة، وقد فكر القائمون على أمرها في ذلك بعقل مفتوح ؛ وبافق متسع وبخيال خصب ، وقد أعانها على ذلك انشغالها بتفكير المستقبل ؛ وتجاوزها لتفاصيل (العمل اليومي) ، وقد ترفع الذين كانوا يتناقشون وقتها عن كل الصغائر، ترفعوا عن (من يكون) ؟ وركزوا على سؤال كيف نكون؟ ترفعوا على كل ما يقودهم إلى الصراع وانخرطوا جميعاً للإجابة على سؤال المستقبل، وليس في ذلك هروبا من الماضي أو شفقة لمستقبل قريب، مستقبل يعيد الماضي، إنما التفكير في مستقبل يصحح أخطاء الماضي..!!*
♦️صفوة القول
*حركة المستقبل للإصلاح والتنمية هي منصة جديدة تتسم بالمرونة ، وهي تحمل تصورا جديدا لإدارة الفعل السياسي في البلاد وتسعى جاهدة لاستيعاب كل الذين يؤمنون بأهدافها دون (سيولة فكرية) ولا (شطط فكري) ، دون أن يتنكر منسوبيها لماضيهم القديم ، ودون أن يفرضوا على أنفسهم أو على من يريد اللحاق بهم حمولة الماضي، هي حركة تركز على المستقبل وما يعينها على ذلك دراستها للتاريخ – (ومن درس التاريخ عاش في قرون لم يعشها)؛ هي حركة وسطية، اختارت موقعها المناسب الذي يوائم بين الفكرة والمنهج، وبين الوفاء والتقدم ، وليس فيها انحراف فكري أو حضاري ؛ لم تأت حركة المستقبل لتنافس أحدا ولم تقم إلا على أساس التوافق والرشد، وأسست على نهج الشورى ، وخرجت من ابتكار عقول ناضجة – تحتاج فقط إلى أن تعود إلى منصة التأسيس وأن تكون قبلة لكل من يبحث عن الوسطية والاعتدال، والله المستعان.*