المقالات

بابكر يحيى يكتب:خطاب البرهان ما وراء الكلمات

تسامح نيوز | الخرطوم

لأول مرة منذ فجر انقلاب ١١ أبريل ٢٠١٩ يتحدث البرهان عن دمج الدعم السريع في الجيش بصورة واضحة ، فقد كان يحدث الناس بالقول (إن الدعم السريع جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة، وأن القوات الأمنية في كامل تفاهماتها، وأنها على قلب رجل واحد، وأنها عصية على دعاة الفتنة) ؛ هكذا كان يحدث البرهان السودانيون..!!

 

لكنه اليوم وبعد أن بلغت الروح الحلقوم ، وبعد أن تسرب الصبر من بين أيديه تحدث عن ضرورة دمج الدعم السريع في الجيش، يأتي ذلك بعد أن تمكن الأخير وأصبح وكأنه حزب ، نعم كأنه حزب سياسي – لأن لديه مواقف تشابه مواقف الأحزاب السياسية ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك موقفه من الاتفاق الاطاري..!!

 

فقد وقف الدعم السريع بشكل واضح وصريح وفي خندق واحد مع مجموعة الاتفاق الاطاري ، فقد قطع حميدتي القول بأنه ليس هناك مخرج سوى الذهاب في انفاذ الاتفاق الإطاري، وهذا الموقف جعله بعيداً عن الحياد ، جعله بعيداً عن الحياد في نظر من لديهم تصور مخالف لتصور قحت المركزية ..!!

 

البرهان ذكر عبارة مهمة في خطابه وهي أنه سمى القوى التي تعارض الاتفاق الإطاري ب (الكتلة الوطنية ) ، نعم ذكرها ثلاث مرات ، وكأنه يريد بهذه التسمية أن يقول إن هناك (قوة وطنية) وأخرى (غير وطنية) ، وهذا تطور إيجابي في الخطاب و(جدة) في التناول الموضوعي من قبل البرهان لتوصيف المشهد الراهن ، وهذا تقدم يشي بشيئ من التوسع في قبول الآخر ..!!

 

البرهان طالب السياسيين (بالانصاف) وفي هذا القول إشارة إلى أمرين مهمين – الأمر الأول هو تحذيري للمجلس المركزي لقحت، ومطالبة لهم بأن يبعدوا عن محاولات الكيل بمكيالين وعدم الاستقواء بأحد القوات الأمنية دون الآخر ؛ والأمر الآخر من جزئية إشارة الانصاف وجهها على بريد قائد الدعم السريع والمحتوى الذي أراده البرهان في رأيي هو ضرورة أن يكون محايدا في تعامله مع الفرقاء السياسيين ، بشكل مباشر طالبه بأن يقف على مسافة واحدة من الجميع..!!

 

فيما ذكر البرهان جزئية دمج الحركات المسلحة على سبيل توازن الخطاب وموضوعيته لكن ليس هناك مشكلة مع الحركات المسلحة لا في وجودها، ولا دمجها، بل هي الأقرب إلى الجيش الآن ..!!

 

*صفوة القول*

 

الرسالة الأهم التي ذكرها البرهان في هذا الخطاب هي أن الجيش لا يمكن هزيمته وأنه يقاتل منذ حوالي مئة عام وفي ذلك إشارة لخبرة الجيش ورسوخ تجربته واشارة إلى عقيدته وقوة تسليحه وفي ذلك تحذير وتهديد وتحد في نفس الوقت فهل وصلت هذه الرسائل على بريد من قصدهم وكيف استقبلوها، وهذا ما ستجبب عنه الأيام القادمات ، والله المستعان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى