المقالات

بابكر يحيى يكتب: حرب العطاوة .. ما هو أكبر من الهزيمة العسكرية ..!!

الخرطوم_ تسامح نيوز

 

صحيح أن العطاوة لم ينتخبوا هذه المجموعة لخوض حرب باسمهم ، صحيح أن سفهاءهم هم الذين قادوهم إلى هذا الحريق ، صحيح أن صوت السفهاء غلب على صوت العقلاء ؛ صحيح إن غالبية اداراتهم الأهلية قد بايعوا آل دقلوا وأعلنوا عن وقوفهم معهم في هذا الخراب ..!!

صحيح أن هؤلاء جهلوا طبيعة هذه المعركة لأنهم تعاملوا معها بتفكير لحظوي ولم يضعوا حسابا للهزيمة العسكرية ، بل لم يتحروا السمعة (الشينه) التي ستلحق بمكوناتهم حتى وإن انتصروا عسكرياً.. !!

نعم جهل قادة الإدارة الأهلية والسفهاء الذين معهم أن كاتب التاريخ سيوثق لهم هذا القبح مثلما وثق للتتار والمغول ؛ لم يظن هؤلاء أن أياما أكثر سَوادا تنتظرهم وأن هناك حربا اجتماعية سيواجهونها لمئات السنين مع المجتمع السوداني ؛ لم يدرك هؤلاء بعد أن الهزيمة الأخلاقية أكبر من الهزيمة العسكرية..!!

صفوة القول

الإفادة الجريئة التي قدمها الأستاذ النير الصادق الرزيقي تفتح الأذهان لطبيعة أثر هذه الحرب على مكون العطاوة الاجتماعي ، كلمة الرزيقي تؤكد أن الأثر الأكبر على هذه القبائل أكبر من الهزيمة العسكرية التي يتلقونها الآن في كل مكان ، فقد تنتهي هذه الحشود القبلية إلى جحيم في الدنيا وفي الآخرة وسيصلون في لظى الجيش وكتائب المجاهدين وهيئة العمليات ومنها إلى نار سقر بإذن الله ؛ وقد أدخلت هذه القبائل نفسها في مأزق تاريخي سيكتوي بنيرانه أبرياء من مكوناتهم ويمتد الأثر لعشرات الأجيال وسيظل ملمح هذه الحرب حاضرا في كتب التاريخ لمئات السنين، وهذا ما هو أكبر من الهزيمة العسكرية ، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى