المقالات

بابكر يحي يكتب : إلى دكتور جبريل ؛ (الشفافية) أولاً ..!!

صفوة القول

أخي الدكتور جبريل إبراهيم ، تحية وسلاما، وكل الأمنيات لك بالتوفيق والنجاح في هذه المهمة العسيرة – المهمة التي توليتها بعد (خراب ودمار) بمعنى الكلمتين ؛ وأطمئنك انك لن تجد نظاما مالياً كالذي وجده البدوي ؛ ولن تجد (أوراقا وخططا) ؛ ولن تجد (هيكلا فاعلاً) ؛ ولن تجد موظفين لديهم خبرة في العمل ؛ فستجد (متدربين) في (وظائف خبرات) ؛ وستجد (أجسام مشوهة) تتحدث عن أي شيئ بلا أدنى شيئ ؛ ستجد (لجانا تصول وتجول) تشعرك وكأنك في (نادي عام) أو (مقهى) ؛ ولن تشعر بأنك في وزارة للتخطيط الاقتصادي ؛ وهذا من حيث البيئة الداخلية..!!

أما من حيث البيئة العامة؛ وهي مسرح عطاءك و(شاشة إنتاجك)، فإنك ستجد عملة وطنية في الحضيض ؛ وستجد دولارا ب ٤١٥ جنيها ؛ وستجد مواطنين (يسرقون) (الدقيق) و(الزيت) ولا يستحون حتى من (عدسات الكاميرات) ؛ ستجد ثورة جياع متقدة في كل السودان ؛ ستجد مسغبة وبؤسا وفشلا وترديا لم تعرفه البشرية من لدن عصر ما قبل التاريخ وحتى الآن ؛ أقول هذا للتاريخ ؛ وللتوثيق ؛ لعل مقالتي هذه تكن مرجعاً إذا مرت الأيام وتغيرت الأحوال..!!

ومن حيث البيئة الاجتماعية أشير إلى أنك توليت حقبة المالية في عصر عم فيه (الجحود) ؛ وفسدت فيه (الذمم) ؛ وأصبح من الطبيعي أن يتنكر الناس لما يعرفونه يقيناً ؛ أصبح من الطبيعي أن يكتم (الشيخ الكبير) الشهادة ؛ لذلك لا تعتمد على منطق الأشياء ؛ فقد تحتاج إلى (منطق القوة) ؛ لا (قوة المنطق) ؛ ومنطق القوة هنا أن يعرف الناس حقيقة الأشياء بكل الوسائل فيما عدا السلاح..!!

ومن حيث البيئة السياسية فإن الواقع لا يتحدث إلا عن تشظي ؛ عن انقسامات ؛ عن هشاشه ؛ عن فساد سياسي ؛ عن تهافت ساسة موتورين ؛ فهم عطالى بلا عمل ؛ وكسالى بلا نشاط ؛ أميون بلا علم ؛ وجهلاء بلا معرفة ؛ ووسط هذه البيئة الفاسدة يكون عمل الاقتصاد قاسيا ومرهقا وتضعف كل الوسائل التي تقود إلى النجاح..!!

وصيتي للدكتور جبريل إبراهيم أن يكن (شفافا) ؛ فالشعب يحتاج إلى الشفافية ؛ الشعب يتشوق إلى معرفة كل صغيرة وكبيرة عن قضايا الفساد ، وعن (الواردات) وعن المنصرفات) ؛ وعن (مرتبات الوزراء) ؛ وعن المرتبات (الدولارية) التي يتعاطاها مستشاروا حمدوك و(جوغة) مكتبه..!!

صفوة القول

الشعب يريد أن يعرف أين ذهبت أموال الكورونا؟ وأين ذهبت أموال القومة للسودان ؛ وأين ذهبت موال مؤتمرات أصدقاء السودان ؟ الشعب يريد أن يعرف أين ذهبت أموال الذهب؟ وأين ذهبت أموال الخليج ؟ بل يريد الشعب أن يعرف هل وجد هؤلاء احتياطي نقدي في بنك السودان ؟ وهل وجدوا ذهبا؟ أم أنهم وجدوا (مديونية) ولم يجدوا مليما واحداً في خزانة الدولة؟ حدثنا عن (تفاصيل التفاصيل) فالشفافية وحدها من يجعلك ناجحاً ؛ الشفافية وحدها من يجعلك (محترما) و(مهابا) و(مقبولا) عند الشعب السوداني ؛ فبالشفافية كل شيئ وبدونها لا شيئ ؛ والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى