المقالات

بابكر يحي يكتب : إلى جبريل إبراهيم ؛ لقد خاب فيك ظننا..!!

صفوة القول

ما كنا نظن أن رجلا عاش حياته في الريف السوداني؛ ولديه أهل وأقارب من عامة الناس ؛ وحارب من أجل المهمشين ، ما كنا نظن أن رجلا بهذه الخلفية يقسو على الشعب السوداني بهذه الطريقة ويسحقهم بسياسات صندوق النقد الدولي من غير رحمة ..!!

ما كنا نظن أن (الملمح السوداني) في جبريل إبراهيم قد تغير لهذه الدرجة التي جعلته يستمر في سياسات البؤس والفشل ويصبح ذراع حمدوك الأيمن في افقار الشعب وإهدار موارده واهلاكه ومحوه من الوجود بروشتة صندوق النقد الدولي..!!

ما كنا نظن أن رجلاً (إسلاميا) تربى في كنف حركة تحرر إسلامية مجيدة ومشرفة ؛ وتتلمذ على يد الشيخ المجدد العلامة المفكر الشيخ حسن عبدالله الترابي (عليه رحمة الله ) ما كنا نظن أنه سيتماهى مع اليسار (الرجعي) (المتخلف) لهذه الدرجة وينفذ سياساته بكل قسوة ويتجاوز عن سيئاته بكل غفلة ..!!

ما كنا نظن أن رجلاً كان يتحدث عن (الأرقام) وقت أن كان معارضا للنظام ؛ يأتي ليحدثنا اليوم عن السياسة وهو وزير معني بإصلاح الاقتصاد السوداني ؛ كنا نتوقع منه أرقاما دقيقة ؛ كنا نتوقع منه خطط وبرامج ؛ كنا نتوقع منه مسارا لحركة الإصلاح ، كنا نتوقع منه لغة تبشير وتفاؤل لا لغة إحباط وهروب وشكاوي فارغة..!!

ما كنا نتوقع أن يصبح جبريل إبراهيم رسولا للبؤس والفشل والتردي ، ما كنا نتوقع أن يتحدث جبريل وكأنه معين بواسطة برلمان منتخب وليس جاء حاملا للبندقة عبر اتفاقية حولت العاصمة إلى ثكنة عسكرية..!!

أصبح جبريل يتحدث أكثر مما يعمل ؛ أصبح صديقا شخصيا للبائس خالد سلك ؛ أصبح جبريل منفذا لإخراج سياسات رجل المنظمات عبدالله حمدوك وبذلك تحول من مشروع الأمل الجديد إلى مشروع إحباط الشعب والأدهى والأمر انه لا يميز بين ما يسعد الناس وبينما يحزنهم بدليل انه حصر موارد الدولة في ثلاثة، البترول والذهب وجيب المواطن ..!!

جبريل إبراهيم أصبح تحدث عن زيادة الضرائب والجمارك كأنها منجزات خارقة ؛ تحدث عنها البارحة وكأنها حلول إبداعية خرجت من عقل مفكر ؛ أصبح جبريل يقول للشعب إنه (لا بديل لكم غيرنا ولا حلول لكم غير حلولنا)- (ما أريكم إلا ما أرى وما اهديكم إلا سبيل الرشاد)..!!

صفوة القول

لقد خاب فيك ظننا يادكتور جبريل – ونعتذر للقراء الذين منيناهم في مقال سابق عن شخصك وقلنا لهم أن بحكومة الثورة شخص (سوداني) ، (سوداني مؤمن بسماحة السودانيين وداعم لأخلاقهم) ومساند لمنظومة القيم السودانية ، لكننا وللأسف تفاجأنا بشخصية مختلفة وأصبح لا فرق بين خالد سلك اليساري المتطرف وجبريل ابراهيم ، أصبح لا فرق بين نصر الدين عبدالباري رجل أمريكا الذي ألغى قوانين شرع الله وجبريل ابراهيم الذي كنا نظنه من الأخيار ، أصبح لا فرق بين جبريل وبين عموم البائسين في حكومة رجل المنظمات عبدالله حمدوك بل هو أولهم ، لقد خاب فيك ظننا يادكتور، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى