المقالات

بابكر يحي يكتب: المشكلة ليست في الحلو ؟!!

صفوة القول

نعم المشكلة ليست في الحلو ، ولا فيما يقدمه من طرح، فهو مواطن عادي مثله مثل ٤٠ مليون آخرين لديهم آراء ومن حقهم أن يعبروا عنها بشتى السبل بما في ذلك العمل المسلح ، إن كان هو السبيل الأوحد للتعبير.. !!

الحلو متمرد يحتل محلية ضمن ٢٤ محلية أخرى ، في ولاية واحدة بين ١٨ ولاية أخرى ، ويسيطر على مدينة واحدة في محلية واحدة ضمن عشرات المدن، ولم نسمع أن المدينة التي يسيطر عليها قد أقام فيها مؤتمرا للمشورة أو الانتخاب لاكتساب شرعية ما ؛ ولم نسمع أن كيانا اجتماعيا أو قبليا قد بايعه على السمع والطاعة، ولم نسمع أن كيان النوبة قد أعطاه شيكا على بياض كي يمثلهم في أي فعل سياسي أو حتى عسكري..!!

فهل يستحق الحلو كل هذا الزخم ؟ هل يستحق الحلو كل هذه الضجة ؟ هل يستحق أن نناقش مقترحاته مجرد نقاش في مجالس أسمارنا وعلى صفحات تواصلنا الاجتماعي؟ هل يستحق أن نوقف له كل الحركة السياسية والاقتصادية وننتظره حتى يقتنع بالسلام، ثم من بعد ذلك نبدأ في تكوين دولة سودانية جديدة..؟!

ماهو مصدر قوة الحلو حتى يقدم هذه المقترحات المتطرفة ؟ ومنذ متى كانت كاودا جذء من النظام الإداري في السودان؟ هل زارها عبود؟ هل زارها نميري وعين عليها حاكما؟ هل زارها سوار الذهب ؟ هل زارها الصادق المهدي؟ هل زارها البشير ؟ هل زارها البرهان؟ قطعاً جميع هؤلاء لم يتمكنوا من زيارتها ؛ فقد زارها فقط عبدالله حمدوك ؛ زارها بغطاء دولي ؛ وبرعاية دولية؛ وتم استقباله كرئيس وزراء لبلد شقيق ؛ أو بلد مجاور ؛ وتم وضع علمين عند استقباله، علم السودان وعلم الحركة الشعبية؛ فبالتالي هي من ناحية عملية ليس جذء من هذا البلد وهي بحاجة إلى إعادة دمج قبل أن تنخرط في عملية السلام وما تطلبه من إجراءات..!!

صفوة القول

*ولطالما أن الحلو لا يمثل إرادة شعب النوبة ، ولا يمثل إرادة أهل جنوب كردفان ؛ ولا يمثل في طرحه أي قبيلة من قبائل السودان ؛ ولا يمثل أي مكون ديني أو اجتماعي ، بل لا يمثل حركته الشعبية عند الرجوع إلى منفستو تكوينها وانشائها ؛ فهي قامت على أساس مطلبي وبخطاب جهوي مستند على لغة التهميش ولم تقم على أساس فكري أو عقدي ؛ وعليه تصبح المشكلة ليست في الحلو ؛ المشكلة في من يفاوضه ويتحدث باسمنا كأغلبية صامتة فنحن لم ننتخب احدا ولم نفوض أحدا ؛ وعليه تبقى الأزمة في من يفاوض الحلو ويفرض على الشعب السوداني مشروعه الإقصائي المتطرف كما فرض عليه من قبل الوثيقة الدستورية !! وللحلو الحق أن يقول ما شاء فقوله لا يعنينا ، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى