المقالات

بابكر يحي :يكتب براءة (السلطان) ؛ ما وراء المحاكمة..!!

صفوة القول

*كان الناس ينتظرون إدانة السلطان محمد يوسف كبر ، كان بعضهم يجهز لاحتفالات ضخمة تجوب شوارع السودان ؛ كانت قنوات (الحدث) و(العربية) ؛ تتأهب لتصنع من الموضوع حدثا مهما ؛ تنسج فيه التقارير الإخبارية وتبين للناس شيئاً من فساد (الإخوان) في السودان ؛ كان الغوغائيون ينتظرون أخبارا تجلب لهم السعادة تأتهم من محكمة (الديم) لتشفي شيئا من غيظهم ؛ وتشبع بعضاً من هوى نفوسهم المريضة ؛ نفوسهم التي تعشق (الضلال) وتكره (الحق) ؛ نفوسهم المغرمة بالخيال و(الكارهة) للواقع..!!*

*فشلت هيئة الاتهام في أن تقدم دليلاً واحداً تدين به السلطان محمد يوسف كبر رغم اعتقاله لعامين ؛ كما فشلت كل هيئات ومجموعات البحث التي شكلتها قحت ؛ بل فشلت كل المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية في العثور على جريمة ؛ (أي جريمة) ؛ فشلوا جميعاً في أن يجدوا (سبة) لكل رموز الإنقاذ لذلك حاكموهم بالرأي العام؛ حاكموهم عند الجهلة الذين لا يعرفون معنى الآية الكريمة (وقفوهم انهم مسؤولون)؛ حاكموهم عند الذين يرتهنون لتفكيرهم (الرغائبي)؛ فالسلطان كبر وعلى الرغم من أنه قضى ثلاثة عشر عاما واليا على شمال دارفور ؛ إلا أنهم لم يجدوا شيئاً يحاكمونه به فقد نقبوا حتى في (الأنقاض) ولم يجدوا جريمة ؛ بل لم يجدوا (شبهة فساد) ؛ ولم يجدوا شيئاً يقدمونه (لغوغائهم) المتلهفين لسماع أي شيئ حتى ولو كان (كذباً) ، فالكذب يسعدهم ويجعلهم في منتهى الغبطة والسرور.!!*

*لا أدر كيف تعتبر (نثريات المكاتب) (أمانة) ؛ فالأمانة يشترط فيها (عدم التصرف) ، ونثريات المكاتب تأتي خصيصاً (للتصرف) ! ولا أدر كيف تعتبر النثرية عند (محمد الفكي) (حلالا طيباً) ؛ وعند السلطان كبر جريمة يعاقب عليها القانون ؟! ؛ هذا هو منطقهم ؛ وهذه هي عدالتهم الكسيحة ..؟!*

*فمن الذي يفكر لهؤلاء؟ ومن الذي يقدم لهم النصح ؟ بل من أين أتى هؤلاء ؟ فقد غيبوا عن قصد (المحكمة الدستورية) وسيسوا مؤسسات العدالة ؛ وعطلوا حتى تشكيل مجلسهم التشريعي ؛ ولم يهتموا بأبسط( الشكليات) ناهيك عن (الموضوعية) ؛ الموضوعية حتى في الانتصار لذاتهم..!!*

صفوة القول

*خرج السلطان كبر بريئا مما وجه إليه من تهم ؛ والحمد لله رب العالمين ؛ وخروجه يعطي (بصيص أمل) بأن قضاءنا السوداني ما زال بخير ؛ ما زال هنالك شرفاء يخشون من الوقوف بين يدي العزيز الجبار في يوم الحشر العظيم ؛ ما زال هناك عظماء لا يخشون في الحق لومة لائم ؛ ولا يخافون إلا من الله – شكراً للقاضي النبيل الذي تولى هذه المحاكمة ؛ فقد كان مرجواً منه أن ينقل المحاكمة من (مسرح العدالة والقانون) إلى (مسرح السياسة) حيث التشفي والظلم كما تفعل (لجنة العسكر) المسماه (لجنة التمكين ) ؛ لكنه اختار أن ينحاز إلى جانب العدالة والقانون ؛ اختار أن يقابل ربه بقلب سليم ؛ اختار أن يكون مع من يراه حقا؛ والحق أحق أن يتبع ؛ والله المستعان.*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى