المقالات

بابكر يحي يكتب : حسين خوجلي ..ثروة وطن ..!!

صفوة القول

*لو كان حسين خوجلي (مصري الجنسية) لنال لقب عميد الثقافة العربية ولأصبح مرجعاً للطلاب والباحثين عن الثقافة والحضارة ؛ ولو كان حسين خوجلي ينتمي للدول الأوربية لأصبح مزارا لكل دول العالم مثله مثل أي مؤسسة علمية عريقة يزورها الناس للتزود من ثروتها المعرفية ؛ لكن الأقدار جعلت من حسين خوجلي أن يكون (سوداني الجنسية) ؛ والأقدار جعلتنا أمة لا تحسن التعامل مع علمائها ومثقفيها ومفكريها ؛ ولنا في الطيب صالح والفيتوري وعبدالله الطيب أسوة حسنة ؛ فجميع هؤلاء لم يجدوا تقديراً في بلادنا ولم نحسن الاستفادة من ثروتهم الأدبية والمعرفية حتى ماتوا ؛ والمؤسف حقا أن بعضهم ظل (منفيا) إلى أن توفاه الله بينما حملة السلاح وأرباب الفساد هم من يجدون التقدير في هذه البلاد..!!*

*نحن أمة مات قائد ثورتها التحررية إسماعيل الازهري مقتولا في السجن ؛ بينما الخونة مكرمون يجدون الثناء والتقدير من المجتمع ويتصدرون الحديث في مجالس الأنس والسمر ؛ لذلك سنظل في مربع الفشل والانحطاط وتظل مشكلاتنا في الخبز والمحروقات إلى أن تقوم الساعة ؛ سنظل جوعى رغم إننا نمتلك أكبر مساحة زراعية في العالم وسنظل فقراء رغم أن بلادنا من أغنى البلدان من حيث الثروات والموارد الطبيعية – نعم يحدث كل ذلك لطالما إننا بلاد يذل فيها العلماء ويعظم فيها الجهلاء..!!*

*حسين خوجلي واحداً من أقطاب هذه البلاد وهرما ثقافياً فيها ونموذجا متفردا في الفلسفة والثقافة والفكر؛ ويشهد له التاريخ بأنه وثق لكل رموز الأدب بلا استثناء ؛ تناول أشعارهم بكل حياد؛ وثق لحياتهم الفنية والعادية وعرف الأجيال برموزهم الأدبية ؛ حضرت له حلقة أيام تناول فيها أشعار ابوآمنه حامد تحدث فيها عن ابوآمنه الشاعر، وابو آمنه الإنسان، وابو آمنه الجمال، وربط الأمر بشرقنا الحبيب ورغم أن الحلقة كانت محصورة في شاعر واحد إلا أن الأدب السوداني كان حضورا بل حضرت السياسة والاجتماع وكل شيئ؛ مما يؤكد قوة بداهة الرجل وقدرته على الإمتاع وصناعة الجمال..!!

صفوة القول

*حسين خوجلي ثروة وطن ؛ ينبغي أن يعامل مثل ما نتعامل مع مثله مثل الأمن القومي بما يحمله من مدلولات؛ حسين خوجلي لا ينتمي لأي حزب ، ولا يتقيد بقيود أي كيان إنما ينتمي فقط للتيار الوطني الإسلامي العريض ؛ مثله مثل أي مثقف يؤمن بأهمية الدين في حياة الناس ؛ ويهتم ببناء وتعمير بلاده وفقا لما يراه متسقا مع أفكاره ورؤاه ذات المنطلق العام والمرن ؛ وفوق ذلك كله تبقى الأسئلة حاضرة بأي ذنب يعتقل حسين خوجلي؟ هل يحمل سلاحاً؟ هل درب جندا؟ هل جهز عتادا حربيا؟ هل غزا دولة أجنبية؟ ما ذا يمتلك حسين خوجلي غير اللسان والقلم ..!!*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى