المقالات

بابكر يحي يكتب : خسروا جميعاً ؛ وكسب الاسلاميون..!!

صفوة القول

ليس غريب على نشطاء السياسة الذين أتى بهم المجلس العسكري للحكم أن يفضوا إفطار شباب التيارات الإسلامية – فهم من حيث المبدأ ضد (دين الإسلام) وآزانهم الصدئة لا تحتمل سماع ( التكبير والتهليل) ؛ وهم من حيث المبدأ ضد الحريات ؛ وليس لديهم في ذلك أدنى سقف أخلاقي أو إنساني أو حتى موضوعي يتحاكمون عليه – لذلك توقعنا منهم هذا السلوك البربري فهو يليق بهم ويشبه تاريخهم القبيح..!!

ليس غريب أيضاً على الفريق شرطة عزالدين الشيخ وزير داخلية حكومة حمدوك أن ينفذ تعليمات لجنة قالت عن نفسها انها( لجنة سياسية) مكونة من متطرفي اليسار ؛ ليس غريب على عزالدين الشيخ أن يأتمر بأمر لجنة تفكيك التمكين فقد هتف معهم من قبل (أي كوز ندوسو دوس) والتاريخ لا يرحم..!!

بل غريب على جهاز شرطة قومي طيب السمعة ناصع التاريخ أن يمطر على الركع السجود بوابل من البمبان والغاز والهروانات ؟ في الوقت الذي كنا فيه نتوقع من الشرطة أن تصلي مع المصلين وتحتفي معهم بذكرى معركة قادها نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ذكرى ليلة بدر الكبرى ! لا أن تضربهم – لطالما إنهم لم بخالفوا القانون وظلوا يكنون لها كل التقدير؛ ويساندونها في مهامها؛ ولم يهتفوا في يوم من الايام (كنداكا جا بوليس جرا )؟ بل كيف للشرطة أن تفض إفطار لصائمين كانت تقيم مثله في مشروعها الكبير (افطارات الريان) – هل نسي قادة الشرطة كل هذا التاريخ الجميل..؟!

الإسلاميون الذين تجمعوا لم يهتفوا مطالبين بسقوط حكومة السفارات ؛ ولم يطالبوا بنتائج لجنة فض الاعتصام ؛ ولم يتحدثوا عن الفشل والتردي وحالة الفوضى والبؤس والفقر الذي تشهده البلاد اليوم ؛ ولم يهتفوا ضد اتفاقية سيداو ! وإجازة أكثر من ٢٥ قانون من غير مجلس تشريعي؛ وخارج نطاق صلاحيات الفترة الانتقالية ؛ بل لم يهتفوا مطالبين بتشكيل المحكمة الدستورية المعطلة لعامين كاملين؛ بل قالوا (لا إله إلا الله )، و(الله أكبر ) وتجمعوا من أجل إفطار رمضاني هدفه معلن وعناصره من عموم الإسلاميين وشارك فيه كل أهل القبلة ولا علاقة لهم بحزب المؤتمر الوطني المحلول من ذات اللجنة السياسية..!!!

صفوة القول

ما زلنا نعول على جهاز الشرطة وشرفائها ونطالبهم بالمحافظة على المهنية فقد ظلت الشرطة وستظل مؤسسة عريقة حظيت ببناء قومي متين واحتشدت بأصلب العناصر وأصدقها؛ واكتسبت سمعة مشرفة طيلة الحقب الماضية؛ بل إنها لم تتدخل لفض كل الاعتصامات والمظاهرات السلمية في الفترة الماضية والتزمت بحدود القانون – حيث كان تدخلها مربوطا بانتهاك القانون المتمثل في حالات الشغب وإتلاف المؤسسات العامة وفيما عدا ذلك كانت الشرطة ملتزمة الحياد لدرجة انه لم يتهمها أحد – مجرد اتهام بفض اعتصام القيادة العامة، فهل ستمحو الشرطة كل ذلك التاريخ المشرف من أجل إرضاء نشطاء سياسيين همهم الأول والأخير سحق خصومهم والانتصار لذاتهم؛ أم أنها ستعود لتطبيق القانون بعيداً عن قضايا السياسة وتجاذباتها؛ -والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى