بابكر يحي يكتب : خطاب الحركة الإسلامية ؛ ماوراء التكليف..!!

صفوة القول
من الناحية (الأخلاقية) لم يذكر خطاب الأمين للحركة الإسلامية السودانية علي أحمد كرتي سوءات الحكومة الحالية بصورة مختلفة مما هي عليه الآن ؛ بل وصفها وصفا دقيقاً ومتوازنا ولا (يخلو من الكرم) ؛ ولم يتنكر الخطاب للاشكالات الموضوعية التي تعيشها حكومة حمدوك ؛ ولم يتشفى في الشراكة بين (العسكر) و(المدنيين) رغم ما عليها من (أخطاء إستراتيجية) ارتكبها العسكر ؛ ولم يظهر بغضا زائدا ؛ كما لم يظهر كراهية كالتي أظهرتها قحت (بصورة قبيحة) ؛ فقد اكتفت الحركة الاسلامية بإشارات بسيطة في خطاب يفيض حسنا وأخلاقا ؛ في واقع هو (الأكثر بؤسا) على امتداد (التاريخ) و(الجغرافيا) ..!!
ومن الناحية (الدعوية) جاء خطاب الأمين العام للحركة الإسلامية مفعما بالمعاني القرآنية ؛ وجاء مكلفا لكل السودانيين ؛ كل الذين يؤمنون بأهمية الدين في حياة (الفرد) و(الجماعة) ؛ كل الذين يؤمنون بأهمية تماسك منظومة القيم في المجتمع السوداني ؛ كل الذين يرون في العلمانية معصية وبعدا عن الله ؛ كل الذين يؤمنون بمكارم الأخلاق ؛ داعيا لهم بالخروج لإسقاط هذه الشرذمة ؛ بل شمل الخطاب حتى السفهاء متمنياً لهم العودة إلى الصواب ومفارقة (الضلال) ..!!
ومن الناحية (السياسية) ؛ اختار الأمين العام لخطابه توقيتا دقيقاً ؛ واختار له أن يكون معبراً عن الجميع ؛ جميع (الأحرار) ؛ في وقت تسلمت فيه بعثة (اليونتاميس) مهامها ؛ وفي وقت يجري فيه ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط بطريقة جديدة ؛ وفي وقت عرف فيه المجتمع السوداني من هي أحزاب قحت ؟ ومن هم قادتها ؟ في وقت عرف فيه الشعب السوداني من هم العملاء ؟ من هم الفاشلون والمخربون؟ من هم العجزة الذين لا يملكون سوى (الأعذار) ولا يستطيعون أن يحركوا ساكنا ؟ من هم الذين جوعوا الشعب السوداني وأفقروه وقادوه إلى الجحيم ؟ من هم اللصوص الذين يسرقونه نهاراً جهارا ؟ من هم الذين أذلوا الشعب السوداني وصمموا ميزانيتهم لعامين كاملين على (المنح والهبات والدعومات) ؟ من هم الذين أوصلوا التضخم إلى ٣٠٤٪ بعد أن وجدوه أقل من ٥٠٪ ؟! ؛ اختارت الحركة الإسلامية هذا التوقيت ولم تترك للمنافقين والمرجفين لسانا ينطقون به ؛ إلا من أراد أن يصنع من (الواقع) (خيالا) ومن (الخيال) (مستحيلاً) ..!!
أما من الناحية (الروحية) فقد اختار أن يخاطب الأمين العام عضويته بموروثهم الفكري والثقافي ؛ اختار أن يذكرهم بأدبيات الحركة ومنهجها التربوي ؛ لذلك كلفهم بألا (يغلقوا طريقا) و(ألا بتلفوا ممتلكا) (عاما) أو (خاصاً)؛ وكلفهم بأن يكونوا (حراسا) وحماة للناس من (الإرهاب) ؛ وأن يعملوا على (طمأنينتهم) و(أمنهم) و(سكينتهم) ؛ ولم يجنح الخطاب للاستفزازات و(دعاوى الكراهية) التي ظل يرددها الناشطون الذين سطوا على السلطة في البلاد (بليل) ..!!
صفوة القول
ها هي الحركة الإسلامية السودانية تؤكد للعالم أجمع أنها ستخوض معركتها بأخلاقها لا بأخلاق خصومها ؛ وأنها مع إرادة الله في ذهاب السلطة؛ وأنها زاهدة في المشاركة في الفترة الانتقالية ؛ وأنها قادرة على (ردع) خصومها و(بطشهم) (بيد من حديد) ان أرادت ذلك!! وأكدت الحركة الإسلامية للعالم أجمع أن صدرها أوسع من استفزازات اليسار ؛ وأنها (أشد بأسا) إذا أرادت المواجهة ؛ لكنها مع استقرار البلاد وأمنها ؛ وقد أكد أمينها العام أن (عضويتهم) ستخرج من كل (فج عميق) يعبرون عن ضمير الأمة وعن شرفها ؛ ولن يستطيع (أحد) أن يرهبهم لطالما أن (الجهاد سبيلهم) و(التضحية والفداء منهج حياتهم) ؛ ولا شك أن الأيام القادمات حبلى بالعديد من المفاجآت ؛ والله المستعان.