بابكر يحي يكتب : صرعهم (فضيل) ؛ ولم تسعفهم (فزاعة الكيزان) ..!!

صفوة القول
نعم صرعهم فضيل ومجموعته، وهزمتهم الفكرة المتهالكة التي ينطلقون منها ؛ ولم تدركهم فزاعة الكيزان التي يستندون عليها في كل فشل وبؤس؛ هزمهم فضيل بمجرد انتاجه لمقطع درامي لا يتجاوز الأربعة دقايق ، فضرب زيفهم في مقتل ؛ وشلع كل ما ظلوا يبنون فيه منذ عامين ؛ لأنهم بنوه على غير تقوى ورضوان من الله فانهار بهم في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين..!!*
مجرد مقطع صغير جعل صراخهم وعويلهم يصخب الآذان؛ ويزعج الأسماع ؛ ففروا هاربين إلى فزاعة الكيزان لكنها لم تدركهم هذه المرة ؛ وبحمد الله وجدوا أن عدد الغوغائيين قد تراجع ؛ وأن الاستنارة قد بدأت تدب على (أجساد) كثير من الرجرجة والدهماء الذين كانوا يملؤون لهم الدنيا هرجلة وضجيجا..!!
هزمتهم مجموعة فضيل لأنها تحدثت بلسان كل أهل السودان ؛ بلسان أهل البادية والحضر ؛ بلغة البيان والبساطة ؛ هزمتهم مجموعة فضيل لأنها استندت على منظومة قيم سودانية راسخة؛ هزمهم فضيل ومجموعته لأن هذا الشعب محب لدينه ؛ منحازا لثقافته وأعرافه ؛ هزمتهم مجموعة فضيل لأنها انطلقت من روحانيات إيمانية ؛ ويقين صادق وحسن ظن بالله سبحانه وتعالى ؛ وما أجمل أن يرتبط العمل بالله وما أحلاه من يقين ؛ (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز) ..!!
جهل هؤلاء الغوغائيون وعدم معرفتهم بأهل السودان – جعلهم يتحدثون عن امرأة لم يعرفوا عن وجدانها شيئاً فهم يريدونها (جسدا للمتعة) ! والله يريدها (روحا وجسدا وعقلا وقلباً ) لذلك كلفها كما كلف الرجل ؛ وأنزل بحقها قرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار وسمى باسمها سورتي (النساء، ومريم) بل جعلها تعيش كل حياتها دون أن تشكو ظلما أو قهراً – (إلا بواسطة من ليس له دين ؛ ومن ليس له دين ليس له سيداو أيضاً!!!)- لذلك إن المرأة عندنا لا تشعر بالنقص أو الانتقاص ؛ ولا تحتاج من يزرع لها حقداً وكراهية في أبيها أو أخيها أو زوجها أو بقية أرحامها ؛ فبالتالي إن المنطق المعقول هو (خذوا سيداوكم فنساءنا لا تحتاجها في شيئ) ..!!
صفوة القول
كنت مولعا بمشاهدة الأعمال الدرامية ومتابعا لحركة المسرح لفترة ؛ ولم أشعر بسعة صدر الإسلاميين في تحمل النقد إلا بعد حادثة فضيل هذه الأيام ؛ بل أقول إن الثورة ما كان لها أن تنجح لولا صناعة المسرح ؛ ما كان للناس أن يكرهوا الإنقاذ لولا سخرية المسرح ؛ ما كان للشباب أن يعرفوا السياسة لولا لمز وغمز وهمز المسرح ؛ كان المسرح قائم على السخرية من الحكومة وتقبيح وجهها ورسم صورة سالبة عن المسؤول الحكومي ؛ وكان المسؤول الحكومي يحضر ويشاهد ويرعى ويدفع ويرضى بما حدث من باب تجرع حنظل الحريات ؛ واسألوا أهل المسرح إن كنتم لا تعلمون؛ -فهل يمكن مقارنة ما مضى بما يحدث اليوم بعيداً عن المزايدة والهراء ومنطق التخوين والتخويف والاحتقار؟ – قطعا لا يمكن مقارنة ذلك؛ فلذلك هنؤوا فضيل ومجموعته وادعموا أعمالهم التنويرية ورجائي هنا للوطنيين الخلص ؛ والله المستعان.