المقالات

بابكر يحي يكتب : (عمرة حمدوك)؛ الدولة العميقة تنتصر..!!

صفوة القول

لست من أنصار التدخل في خصوصيات الناس ؛ ولست من أنصار النفاق الذي كان يفعله بعض منسوبي النظام السابق (باسم الدين) ؛ فقد كانت بعض المؤسسات تغلق منذ العشرين من رمضان بحجة أن (المدير) ذهب إلى أداء العمرة ؛ والبعض استغل إمكانيات الدولة ليحج كل عام ويعمر كل رمضان ؛ يذهب هؤلاء بأموال الدولة ولا يسمحوا لأحد غيرهم بالحصول على الفرصة ؛ وفوق ذلك كله يعطلون مصالح الناس المرتبطة بوجودهم في مؤسساتهم..!!

وهذا السلوك جعل بعض الناس ينظرون إلى هذه الشعائر كمظهر اجتماعي ؛ القصد منها المباهاة والتفاخر لطالما أنها لا تؤثر على (الأخلاق) ولا (تهذب النفوس) ؛ لذلك كره (العوام من الناس) فكرة ارتباط الدين بالحياة العامة ؛ وتماهوا مع (مشروع فصل الدين عن الدولة) أو (المشروع العلماني) بكل حماس بحجة أن سلوك الإسلاميين لم يكن مشرفاً أو لم يكن مشجعا لقبولهم وتأييدهم ؛ فهؤلاء استغلوا هذا الجانب ولم يهتموا بالتصور الفكري الإسلامي ولا تشغلهم الأفكار المكتوبة التي يتحاكم عليها الإسلاميون ولا ينظرون إلى الإصلاح القانوني المتمثل في حماية نصوص الشريعة الإسلامية في الدستور والقوانين ؛ بل إن هؤلاء لا يميزون بين (سلوك الفرد) و(سلوك الجماعة) ولا يميزون بين (فردانية المسؤولية) و(فردانية النجاه أو العقاب) ؛ فالله سبحانه وتعالى حينما يعاقب الناس يعاقبهم فرادى ، فينجي الله بفضله ورحمته من يشاء ؛ ويعذب من يشاء ؛ والناس لا يحشرون باسم احزابهم وجماعاتهم وكياناتهم – إنما كل آتيه يوم القيامة فرداً..!!

صفوة القول

ليس من الدين في شيئ أن يحتفي انصار حمدوك بأدائه مناسك العمرة ؛ فإن كان مسلماً فهو ضمن أكثر من مليار ونصف مسلم يؤدون هذه الشعيرة من غير تشهير ولا تصوير، وإن كان قد أدى العمرة تحت ضغط الرأي العام الإسلامي الذي كان ينتظر منه هذه الخطوة منذ زيارته الأولى للمملكة فقد انتصرت الدولة العميقة ؛ انتصرت الدولة العميقة كونها أجبرته على أن يظهر إسلامه للناس ؛ ويمكن أن تكون هذه الخطوة بداية لأن يصل حمدوك لترديد شعارات (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)، ويردد (لا إله إلا الله ولا تبديل لشرع الله ) ؛ فإن فعل حمدوك هذه حققت الدولة العميقة آخر انتصاراتها ويصبح (حمدوك) (إسلاميا) كامل الدسم مثله مثل أي قيادي انقاذي يخطئ فيما يخطئ ويصيب فيما يصيب والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى