بابكر يحي يكتب :من لم يتعلم من طالبان فماله من معلم..!!

صفوة القول
لم تكن حركة طالبان هي تلك الحركة القديمة التي (كسرت) شاشات التلفزيونات ، ومنعت النساء عن مزاولة العمل والتعليم ؛ بل من الواضح أنها حركة تقدمية استفادت من وقتها في المراجعات والتجديد والتطوير ؛ يتضح ذلك من خلال خطابها العام ومن خلال منهجها الفكري المطروح؛ ومن خلال فعلها البسيط الذي ظهر بعد سيطرتها على الحكم في افغانستان..!!
حركة طالبان وفي أول تصريح لها أعلنت العفو العام ؛ وأعلنت عن( شرطة إسلامية) لحماية المدنيين وفي الخطوة الثانية لها تفقدت المؤسسات وأشادت بمن يستحق الإشادة ؛ وأعلنت الحركة عن (قضاء إسلامي) مستغل يتولى محاكمة المجرمين..!!
نعم فعلت كل ذلك في غضون يومين؛ فيما فشل رئيس وزرائنا الخبير الأممي عبدالله حمدوك على مدى أكثر من عامين أن يقدم (مجرد مبادرة) للم الشمل السوداني بل أصبح بعد كل هذه الفترة مهتماً بالشأن الداخلي للحرية والتغيير وكأنه الأمين العام لها وليس رئيساً لوزراء السودان..!!
لم تشكل حركة طالبان لجنة لتفكيك التمكين رغم مرور عشرون عاما على السيطرة الأمريكية وهذا وحده مبرر موضوعي لتعيين (وجدي أفغاني) ! لكنهم لم يفعلوا وتعاملوا برشد وعقلانية تستحق أن تدرس في المناهج التعليمية..!!
والأغرب من ذلك كله لم تقم حركة طالبان بمهاجمة عملاء أمريكا ولم تسلط شذاذ آفاقها لملاحقتهم في المطار ولم تطلق شعار (أي عميل ندوسو دوس) رغم أن العملاء يستحقون الدوس ؛ فمن نراهم متطرفون اختاروا أن ينحازوا للحد الأدنى من المشتركات وهو وجود عامل الانتماء الوطني ومحاولة جريئة منهم لتقديم دولة أفغانستان للعالم بوجه جديد وهم يطرحون نموذجاً سامبا في التسامح وحسن الخلق..!!
أما الدرس الذي يجب أن تتعلمه الحركات الإسلامية فهو درس قاس جدا – مفاده أن الإسلام دين العزة والقوة والكرامة والكبرياء ؛ فمن يريد الانكسار والهزيمة والخنوع عليه أن يصبح (يساريا) يلبي طلبات (البطن والفرج) ، ومن يريد أن يصبح إسلاميا فالطريق واضح ! فقد هزمت العقيدة أقوى دولة في العالم ؛ وانتصر (آلاف) من الجنود على (مئات من الآلاف) من جنود تم حشوهم بالرز الخارجي والتأهيل الفطير..!!
طالبان أكدوا أن السلمية ليس هي السلاح الأقوى ! وبرهنوا للعالم أن من يؤمن بدينه لن يهزم فهكذا كانت رسالتهم فمن مات منهم يحتسبونه شهيداً ، ومن عاش منهم (عاش مجاهدا مقاتلا في سبيل الله) ، فهكذا هي حياة المؤمن الحق ؛ فهل ستعي الحركات الإسلامية هذه الرسالة أم أن قادتها قد أغرتهم الحياة الدنيا وأصبحت أنفسهم لا تحدثهم عن الجهاد؟!! والله المستعان.