المقالات

بدرالدين حسين علي✍️..بعد الغروب.. متلازمة مدنية وتسقط بس..!!

* عقب الاستقالة التى دفع بها حمدوك دخلت الازمة السياسية في البلاد نفقا جديدا، بعد ان اضاع رئيس الوزراء المستقيل زمنا في لاشى، فعاد بالمشهد السياسي الي مربع ما سماه البرهان بالخطوات التصحيحية.
* ومشهد الحراك الثوري في الشارع السوداني لم يتوقف نبضه اذ ظل مواصلا الحراك ماقبل الاستقالة فتباينت مطالبه ما بين رافض لاتفاق البرهان حمدوك، ومابين مؤيد لاتفاف البرهان حمدوك غير انه رافض لاستمرار العسكر في الشراكة، وما بين ثالث وهو صاحب الصوت الأعلى رافضا الاتفاق ورافضا وجود العسكر مناديا بالمدنية.
* وبذات الحراك الذي ذهب بالبشير بعبارة( تسقط بس) فان دعاة المدنية يطالبون بها دون رؤية واضحة وفي ظل غياب قيادة معلومة تريد انتاج نفس الحالة السياسية التي وقع فيها السودان ما بعد سقوط نظام البشير، ولعل الوضع هنا سيكون اسوأ لان مطالب المدنية تدعوا لخروج الموسسة العسكرية من دائرة الفعل في هذه المرحلة، والمؤسسة العسكرية هي التي خالفت تجاربها السابقة وخضعت للدخول في الشراكة مع المدنيين مما جعلها امام مسئولية تاريخية عقدت موقفها في المشهد السياسى الراهن.
* ليس هنالك مخرج من هذا المشهد المأزؤم غير المضي في طريق اختيار رئيس وزراء كفاءة وطنية وتكوين حكومة كفاءات وطنية ذات مهام محددة لتقود البلاد لانتخابات تاتي بمن يحكم البلاد.
* هذا الخيار قطعا لن يجد القبول من قبل الجهات الداعمة لمليونيات الشباب وسوف يمارسون ضغطا متزايدة لافشال خيار الذهاب إلى الانتخابات باعتبار ان الانتخابات تشكل اكبر خطر عليهم، خاصة وان الشباب في الحراك الثوري معظمهم لا يؤمن بافكار هذه الاحزاب.
* ولكن يبقى على شباب الحراك الثوري ان يعلم ان الدولة المدنية التي يبحثون عنها والتي تحقق لهم مبدأ المواطنة القائمة علي عدم تعريف الفرد بمهنته او دينه او اقليمه او سلطته، وانما تعرفه تعريفا قانونيا اجتماعيا بانه مواطن، فان هذه المدنية لا تقوم الا بتداول السلطة فيها سلميا.
* وهذا التداول السلمي طريقه الاوحد هو الانتخابات والتفويض، والذي بموجبه تمنح الحقوق بناء على المواطنة وينظر من خلالها لرجال القوات النظامية بمختلف مسمياتهم كمواطنين لا يملكون سلطات اضافية في الحكم والتشريع.
* فكيف ترفعون شعار المدنية وانتم تريدونها بغير انتخابات وتريدون ان تصلوا اليها دون تفويض شعبي؟ فان كانت هنالك رؤية للمخرج من هذه الازمة السياسية التي عصفت بالبلاد لماذا لا يطرحها الشباب الثوري بدلا من تعطيل الحياة يوما بعد يوم، ولا بصيص امل لحل سياسي يلوح في الافق، وعلي ذات نهج (يسقط بس) يطالب الشباب بالمدنية التى تبعد الموسسة العسكرية عن المشهد السياسى، ولكن ان حدث ذلك ما هو برنامج فترة ما بعد خروج العسكر، حتما لن تكون هنالك رؤية، فيسقط الوطن في مستنقع الاختطاف الاسن، وعندها يكون تدارك المعالجة مستحيلا.
* الشباب الذي ظل صوته يعلو، ( الحصة وطن) الان جاء الوقت المناسب لاسقاط الشعار علي الواقع المازوم فهل يعبر الشباب بالوطن الي بر الامان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى