
من جديد تنطلق المنشورات والشعارات والهتافات بل وحتى المواقف المؤكدة على تأييد الجيش مما يطرح السؤال لماذا هذا الإجماع أو قل الغلبة على أقل تقدير في تأييد الجيش؟!
السبب المباشر لأن هذا الجيش منذ أن كان والى الآن يمثلنا جميعا في السودان وان كان هو كذلك في الماضي فإنه في الحاضر -ربما-بقى آخر جسم متماسك وواقف يمثلنا جميعا
وليست هناك قوة تجمعنا اليوم -لا سياسية ولا عسكرية ولا حتى اجتماعية وانما فقط هو -الجيش.
الأحزاب مختلفة حتى على الثوابت والتحالفات متقاطعة في داخلها والقوى العسكرية كل منها براية خاصة بها والقبائل مفارقة وحتى القبيلة الواحدة لا توحدها إدارة وقيادة واحدة بينما بقى الجيش واستمر جيش واحد لشعب واحد!
في ظل الأزمة الراهنة الطاحنة والتى عصفت بكل شيء في السودان -جغرافيا وتاريخ وثقافة واقتصاد وعادات وتقاليد ظل الجيش واحد و عصي على الفرقة والشتات -كان ولا يزال هو جيش الشهيد اللواء ياسر الطيب ابن نهر النيل الذي حفر قبره بيده في فرقة نيالا العسكرية ودفن فيها وهو ذات جيش درموت و جودات وغيرهما الآلاف من المكون العربي من غرب السودان الكبير والذين يقاتلون المليشيا اليوم ببسالة مذهلة واولا هو جيش البرهان و كباشي و العطا وإبراهيم جابر و تحتهما كل الجنود من كل السودان.
طالما ظل هذا الجيش واحدا و قائما و متماسكا بقينا وبقي السودان وإذا ما تعرض هذا الجيش -لا قدر الله -لأي هزة أصبح السودان في خبر كان!!
تفويض الجيش إذا ليس للحكم ولا للحرب ولكنه تفويض للسودان!!