بكري المدني: الشعبي -قص الأجنحة والإبقاء على الرأس !
على عكس ما تردد من عزم شورى المؤتمر الشعبي اختيار أمين عام جديد خلفا للدكتور على الحاج المحبوس على ذمة قضايا سياسية والمنتهية ولايته -على عكس ذلك مددت الشورى للدكتور على الحاج فيما قامت بإسقاط عضوية أهم أنصار الأمين العام في الحزب وابرزهم الدكتور كمال عمر والدكتور الأمين عبدالرازق والأستاذ عبدالعال مكين وآخرين
خطوة شورى الشعبي في ظل الصراع الدائر لا تخلو من تدبير تنظيمى متقدم فهي أبقت على الأمين العام الدكتور على الحاج فيما عزلته بمنصبه من أهم أعوانه والتدبير هنا يظهر في امتثال الشورى لحقيقة ان أمر الامبن العام من اختصاص المؤتمر العام للحزب المزمع عقده في العام القادم ولكن حتى ذاك -والله أعلم -يظل الدكتور على الحاج منشغلا بقضاياه الخاصة في حبس لا يعلم احد نهايته ومحكمة لا يعرف مصيرها بينما تم التخلص من أعوانه في الخارج والذين كانوا يديرون التنظيم السياسي
التزمت الشورى إذا بحق المؤتمر العام بشأن الأمين ولكنها أزاحت من على طريقها من يمثلون الدكتور على الحاج ويناصرون خطه السياسي وأصبح بالتالي الطريق ممهدا أمام جماعة الشورى والرؤية الأخرى لتسيير الحزب وفق رؤاهم حتى أجل المؤتمر العام القادم في العام القادم !
رؤية جماعة شورى الشعبي تتمثل فى التقارب مع جماعة التيار الإسلامي العريض وتنظيماته الإسلامية على حساب رؤية مجموعة الدكتور على الحاج المتقاربة من أحزاب قوى الحرية والتغيير والمتنافرة مع المجموعات الإخوانية
رغم خطوة شورى الشعبي الكبيرة والتى قد تنتهي بالتناصر على اختيار أمين عام جديد يطابق رؤاها خلفا للدكتور على الحاج إلا إنه من الصعب الجزم الآن بتحقيق الشورى لنصر كامل والأيام حبلى بالمفاجآت وذلك لأن المجموعة المقالة من الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لا يمكن الاستهانة بقدراتها السياسية والتنظيمية فوق أنها لا تعدم مؤيدين داخل الشعبي وانصارا خارجه من قوى الحرية والتغيير وخصوم الجماعات الإسلامية عموما
المعركة الأكبر المتوقعة ستكون على مواعين المؤتمر الشعبي في دوره المختلفة إضافة للتحدث بإسمه وكلها وغيرها ستكون محل صراع قادم الأيام وتجارب المفاصلة كشفت ان صراع الإسلاميين بينهم يكون الأعنف مقارنة بصراعهم مع الآخرين ما لم تختلف هذى المرحلة رحمة بهم من خلال أصوات عاقلة وشخصيات متزنة تقدر حال الجماعة والبلاد عموما والتى ما عادت تحتمل مزيدا من الصراع والشقاق
