
بكري المدني:كباشي-الإنجاز هو ما لم يفعله!!
الفريق اول شمس الدين كباشي كان آخر مسؤول فارقته قبيل الحرب حيث كنت ضمن المدعويين لإفطاره الرمضاني يوم ٢٣رمضان
كان افطارا محضورا ولم يغب عنه سوي النائب وقتها المدعو محمد حمدان دقلو!
حرص كباشي أن يبقى حتى انصراف كل المدعويين وفي الخواتيم اقتربت منه وقلت له ملاحظة الحضور والحب الكبير فنظر للأرض وقال لي-دي مسؤولية إن شاء الله نكون قدرها!
عدت في ذات لليلة لكتابة مقال تحت العنوان *تحليل الصيام مع كباشي* ابديت فيها ملاحظات حول حال البرهان الحاضر ليلتها وقلت إن لم يتعجل الرجل الأحداث فسوف تعاجله -!!
للأسف لم تكن تلك الساعات كافية لإتخاذ قرار من البرهان وفي صبيحة اليوم التالي- ٢٤ رمضان- انفجرت الأحداث عاصفة !!
شيء من تلك الذكريات مرت على خاطري والناس تحتفي بالإنجاز العسكري للفريق أول كباشي وهو يشرف على عمليات محور النيل الأبيض وصولا الى سنار
عد الناس ما تم إنجازا كبيرا للكباشي -وهو كذلك-ولكن الإنجاز الأكبر -في تقديري – هو ما لم يفعله كباشي !!
كنت قد عرفت كباشي بشكل أكبر عندما شاركت في تغطية زيارته التاريخية لجبال النوبة لمدى أسبوع كامل
هنا وهناك وحتى مشاركتى في تغطية تخريجه لقوة بلاك تايقر الدفعة الأولى بالقضارف عرفت كباشي أكثر فأكثر و الأكثر وقوفي على حب الناس الكبير له وهو ما يعده مسؤولية !!
بعد عودتنا من زيارة جبال النوبة تلك كان الكثير من الناس يتواصلون معنا برجاء دعوة كباشي لزيارة مناطقهم خاصة في شمال السودان!!
أحبت الناس كباشي جدا والبعض في وقت سابق كان ينتظر منه القيام بخطوة ما نحو السلطة !!
كباشي يقدر الحب لكنه يقدر المسؤولية أكثر ومن هذا التقدير حساب كل خطوة في هذا الوقت الاستثنائي من حياة الناس و-السودان !!
صرف كباشي كل إشارات التشجيع والتحريض وركز على وحدة القيادة -ووحدة البلد في هذه المرحلة الصعبة والتى يمكن أن تؤدي أي خطوة غير محسوبة فيها الى كارثة !!
التقدير السليم للكباشي جعله محل ثقة أكبر من أكثر الناس ومن القائد العام الفريق اول البرهان شخصيا والذي اختار مكتب الكباشي أول مكان يلجأ إليه بعد أن غدر به حميدتى في بيت الضيافة !!
الجميع أيضا لاحظ فرحة البرهان بوصول الكباشي بسلام من القيادة العامة بالخرطوم الى بورتسودان تعبيرا عن الحب الكبير للكباشي والثقة به !!
لهذا وذاك وغيره مما يمكن أن يقال وما لن يقال في يوم من الأيام – أقول إن أكبر إنجاز للفريق أول شمس الدين كباشي هو ما لم يفعله وليس ما فعله بفتح هذا الطريق أو ذاك أو غيرها من الأعمال!!