بكري المدني يكتب : اعتصام القصر-هايد بارك الخرطوم

الطريق الثالث
الإعتصام الذي تقيمه قوى الميثاق الوطنى حول القصر الجمهوري هذى الايام مسالة جيدة في تقديري كون انه يقدم نشاطا سياسبا مختلفا لأكبر القوى المنظمة له وهي الحركات المسلحة لا سيما حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة السودانية بعد أن كان نشاط هذه الحركات حتى قريب قائم على العمل المسلح
* من الجيد إذا ان ترى حركات مسلحة كانت في الماضي القريب تقاتل القوات النظامية وإذا بها اليوم جزءا من العملية السياسية تشارك في الحكم وتعمل على اصلاحه من خلال وسائل سياسية لا سلاح فيها ولا قتال
* أعلاه النصف الممتلئ من الكوب بصحن القصر الجمهوري والنصف الآخر الممتلئ أيضا هو تجسيد السودان في جموع الحاضرين سواء ان كانت قوى سياسية أو إدارات أهلية أو طرق صوفية -شباب وطلاب ومراة تختلف سحناتهم ويتفقون على هدف ومبدأ
* الالتزام والأمان وروح الجماعة والمشاركة في كل شيء روح إيجابية أخرى في إعتصام قوى الميثاق الوطنى والشعور الدافئ بأنك في بلدك ووسط ناسك – الهتافات والاهازيج والرقصات الشعبية و المدائح النبوية والنم والفخر الحميد كلها ترسم لوحة سودانية خالصة
* ان كان ثمة ملاحظة أخرى حول هذا النشاط السياسي الإيجابي فهي حول المكان وبما أن الثورة أتاحت للكل حرية ممارسة النشاط السياسي فأرى أن من الأفضل للجميع تحديد أمكنة لا يضار منها ناشط أو مواطن أو مسؤول وفي حال الخرطوم أحسب أن الساحة الخضراء(ساحة الحرية) مكان مناسب جدا للنشاط العام يمكن لأي جهة ان تستغله لطرح أفكارها ومعتقداتها بكل حرية
* ان إحياء الساحة الخضراء بالنشاط العام من شأنها ان يحيلها الى واحدة من أهم المواقع بالعاصمة الخرطوم وبما يماثل -مع الفارق -هايد بارك لندن – تقوم فيها وحولها حياة كاملة الكل يفيد منها في طرح ما يليه بلا ضرر ولا ضرار ويجد فيها كل قادم اليها ما يريد وتكون فوق ذلك ملتقى للأسر والأصدقاء والروابط والأحزاب السياسية ويتيح حصر النشاط فيها حرية الحركة والعمل في غيرها من الأمكنة والشوارع
* بما ان السلطات من قديم لا زالت مصرة على ان تبقى الوزرات ومجلس الوزراء والقصر الجمهوري وحتى القيادة العامة للجيش في امكانها حيث تعيق الحركة فإن على النشاط العام ان يترك لها المكان !