المقالات

بكري المدني يكتب : الأيام الحاسمة -انقلاب حمدوك!

الطريق الثالث

في الوقت الذي كانت قيادات المكون العسكري والقوات النظامية تؤكد أن لا أحد يمكنه الانقلاب العسكري على السلطة القائمة وان زمن الانقلابات قد ولى ولن يعود فاجأ الجميع اللواء بكراوي برجل واحدة وهو يسيطر على المواقع الإستراتيجية والأكثر حساسية في البلاد ممثلة في القيادة العامة للجيش وسلاح المدرعات ولمدى ثلاث ساعات متصلة كسر من خلالها اللواء بكرواي الشفرة الأمنية وسر الليل وأصبحت البلاد عند الفجر تحت قبضته التامة وهو يملئ شرطه بالتفاوض وهو ما قد كان وكأن اللواء بكراوي أراد من بين الرسائل التى أراد إيصالها التأكيد على ان الانقلاب ممكن وفي أي وقت وقديما جدا قال الرئيس النميري انه لو كان يعرف سهولة الانقلاب لنفذه منذ ان كان طالبا بمدرسة حنتوب الثانوية!

* كل قيادات المكون العسكري والمدنى عادت لتؤكد حقيقة ما تم في 21سبتمبر وقد أكد الفريق أول حميدتي في مناسبة عزاء بمحلية شرق النيل ان ما وقع كان (انقلاب مكتمل الأركان )!

* ان كان الانقلاب العسكري ممكن فإن الانقلاب المدنى أسهل منه وهذه الأيام تستشعر كثير من القيادات السياسية خاصة داخل التحالف الحاكم وكثير من المراقبين السياسيين ان ثمة انقلاب مدنى يجري الإعداد له بمباركة وربما مشاركة من المكون العسكري يستهدف تفكيك الجهاز التنفيذي للسلطة وابدال اعضاء السيادي من المدنيين والوزراء وكبار مسؤولي الدولة بآخرين مع توسيع القاعدة السياسية للحكومة بتكوين جسم موازى لقوى الحرية والتغيير يضم عددا من قوى الثورة والحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام وكل ذلك برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك !

* الجسم الموازي لقوى الحرية والتغيير ويحمل ذات الإسم برئاسة القائد مني اركو مناوي قد أصبح حقيقة واقعة خاصة بعد ان ضم إليه حركة العدل والمساواة أحد أقوى حركات الجبهة الثورية وضم كذلك العديد من أحزاب قوى الحرية والتغيير الموقعة على إعلان التحالف وغير الممثلة في السلطة اليوم ومنها مجموعة اللجنة الفنية لإصلاح قوى الحرية والتغيير!

* التحدى الأكبر الذي سيواجه انقلاب الدكتور عبدالله حمدوك حال وقوعه ليس في صراعه المحتمل مع المنقلب عليهم في قوى الحرية والتغيير ولا الشارع ولا حتى المجتمع الدولى وإنما التحدى الأكبر في ايجاده إجابات سريعة وعاجلة لقضايا الساعة ممثلة في (المعاش والخدمات) فالوقت لا ينتظر فإما انقلاب حمدوك وإما (جوك جوك) !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى