المقالات

بكري المدني يكتب : الجاكومي -البحث عن فردة خفي حنين !

الطريق الثالث

(نحن في كيان الشمال ترفعنا أثناء مفاوضات سلام جوبا عن الصغائر ، ولم نركض أو نتشبث بالمواقع الزائلة لأننا نعرف حجم الدمار الذي حاق بالوطن، لكننا أمام حالات السعار التي نراها الآن ، لانترجى من احد لكننا نطالب بحفظ حقوق أبناء إقليم الشمال كاملةً غير منقوصة، ويقيننا أننا نعلم الكثير مما يحاك في الخفاء، لكننا نرصد ولا نسهوا أو نغفل ونستطيع إنتزاع حقوقنا، وعشمنا ان تحسم من الآن قضايانا التي لازالت معلقة)ما بين القوسين جزء من مذكرة بعث بها أيام العيد السيد محمد سيد احمد سرالختم
رئيس كيان الشمال للسادة في مجلسي السيادة والوزراء وهي الفقرة الأهم والتى لا تعبر حقيقة عن اعتراض على عدم تنفيذ أي بند من بنود اتفاق مسار الشمال في اتفاقية جوبا للسلام و إنما تكشف ان ليس هناك شيئا ذا بال كان قد تم الاتفاق عليه وهو الأمر الذي كنا قد جادلنا وجالدنا فيه السيد سرالختم على الهواء بعيد عودته من جوبا وهو يتأبط اتفاق ليس فيه شيء يذكر سوي بعض فقرات عن واجبات ومهام اي حكومية إقليمية !

* لقد اجتهد السيد محمد سيد سرالختم حقيقة في ان يرفع لافتة مسار الشمال في جوبا وللرجل اجتهادات قديمة منذ حياة الراحل الدكتور جون قرنق ولكنها تظل اجتهادات فردية مثل لاعب كرة يلعب وحده وعندما يصل المرمى يكون مجهدا وفاقدا للتركيز فيضع الكرة بسهولة خارج الثلاث خشبات!

* ان ما أضعف نتاج سرالختم وعائده من اتفاق جوبا غياب المجهود القبلي والتفويض الذي كان من المفترض ان يحصل عليه من الشمال قبل ذهابه للجنوب وذلك الأمر كان يتطلب منه جهدا ووصلا من الجيلي الى حلفا لا ان يكتفى ببضع لقاءات في أندية بعض أبناء الشمال في الخرطوم والذين وان منحوه تفويضا حسبما ذكر الا أنهم لم ينصحوه بما يكفي لخوض التفاوض مع قيادات وحركات خبرت هذه الدروب وعرفت لسنوات من أين تؤكل الكتوف!

* على أية حال عاد السيد محمد أحمد سرالختم ليكتشف انه يحمل فردة واحدة من (خفي حنين) وهو يبحث اليوم في الخرطوم عن الفردة الأخرى والتى أخذها الأخوة في حركة كوش وكليهما أي كيان الشمال للسيد سرالختم وكوش لصاحبها السيد محمد داؤد لم تأتيا للشمال من اتفاق جوبا بشيء غير خفي حنين (الجوز) !

* على مستوى شخصي انا من أنصار اتفاقية جوبا للسلام واعتقد انها تصلح قاعدة لحلحلة كل مشاكل السودان لسببين الأول لروح المرونة التى اتسمت بها و لقابليتها للمعالجة المستمرة إضافة وزيادة كلما تطلب الأمر ذلك وهي ليست نصا جامدا والشيء الثانى اجتهادها في معالجة قضايا السودان المختلفة من خلال ابتداع منهج المسارات الذي ناقش قضايا كل اقليم على حدا وذلك لخصوصيات قضايا الاقاليم تحت القضية القومية او ضمنها حقيقة ولذلك لست مع الأصوات التى ترتفع هنا وهناك بإلغاء هذا المسار او ذاك وإنما أرجو أن يكون أي مسار قاعدة تقوم عليها المعالجات والمراجعات المطلوبة

* اخيرا نحن مع السيد محمد سرالختم فى عودته المجيدة تنازلا وليس ترفعا عن المناصب كما قال بإسم الشمال فالتنازل في هذه المرحلة هو المطلوب لمنح الآخرين حقا كاملا في إدارة هذا البلد الشيء الذي لطالما كان على أيدي أبناء من الشمال أما المطلوب بشدة ودون أي مساحة للترفع او التنازل فهو نيل الشمال مع بقية أقاليم السودان حقوقا متساوية في نسبة قسمة موارد الأقاليم وهو الطلب الذي يجب ان تفتح له قاعة الصداقة بالخرطوم وليس اي قاعات أخرى وبجلسة واحدة يترأسها الدكتور الهادى إدريس رئيس الجبهة الثورية ويكون حضورا فيها الوسيط الجنوب سوداني تحت رعاية حكومة الفترة الإنتقالية ولا بأس يومها ان وقع عن الشمال سرالختم او برطم او السيد أشرف الكاردينال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى