بكري المدني يكتب : تحركات القبائل -هل تسقط المركز؟!
الطريق الثالث
في اي دولة من دول العالم هناك مراكز للقوى ومن مراكزها في السودان القبائل وإدارتها الأهلية وللقبيلة في بلادنا حضور كبير ومؤثر في العمل العام وكم من معادلات سياسية وتنفيذية خلطتها قبيلة وكم من مواقف فرضتها على الواقع !
* السياسي النابه هو الذي يقدر حساب مراكز القوى ويتجنب مصادمتها ما استطاع الى ذلك سبيلا وواحد من أسباب طول عمر النظام السابق استنصاره بالقبائل ومراضاتها من خلال العزف على هذا الوتر وضبط ايقاع العمل السياسي على الواقع الأهلي
* من أكبر أخطاء النظام الحالي إهماله للمجتمع الأهلي بل والتعامل معه في كثير من الأحيان على اساس انه جزءا من النظام السابق وعليه يستوجب إسقاطه أيضا على الأقل من حسابات الاعتبار والتقدير !
* لم تمض حكومة الثورة طويلا في شوط مفاوضات جوبا إلا وبرز أمامها الناظر ترك زعيم الهدندوة وعظيم البجا والذي خلط الأوراق كلها بعد ان أخرج والى كسلا المعين من اللعب تماما وتمدد نفوذ الناظر ترك من كسلا إلى سكنات حتى لفت انتباه جوبا وأجبر الخرطوم على الركوع !
* مؤخرا نشطت قبيلة البنى عامر وهي ترى تطاول حبس أبنها المهندس ابراهيم محمود بلا تهمة واضحة واجبرت السلطات على إطلاق سراحه دون تصريح !
* اليوم ينشط مجلس شورى الجعليين في ولاية نهر النيل بمطلب اقالة الوالى واختيار والى بديل بترشيح منه والله وحده يعلم الى أين يمكن ان يصل سقف مطالب الجعليين!
* انتبهت قبيلة البرتي في دارفور إلى مجريات الأحداث فتنادت للمطالبة بإطلاق سراح ابنها الدكتور عثمان محمد يوسف كبر نائب رئيس الجمهورية في النظام السابق والمحبوس على ذمة الاتهام في قضية تبديد (نثرية مكتب )!
* بالأمس انتشر بيان في الاسافير حمل توقيع منسقية شباب قبيلة الكواهلة وهو ينادي بإطلاق سراح أبنائهم المحبوسين من قبل السلطات القائمة وبلا تهم واضحة حتى الآن وعلى رأسهم البروف ابراهيم غندور
* الغريب ان سلاح القبائل الذي ترفعه اليوم في وجه السلطات هو ذات السلاح الذي استخدمه الثوار في اسقاط النظام السابق والمتمثل فى قطع الطرق و (التتريس)والاعتصامات !
*وقد يقول قائل- وهو صادق – ان البعض يستغل القبائل في العمل السياسي ولكن متى غابت القبائل وقياداتها عن ميدان السياسة ؟!
* المطلوب فقط اعادة النظر في معادلات الواقع السودانى واعتبار أوزان القوى من دون القفز على الحقائق
