المقالات

بكري المدني يكتب : ماذا تخبئ الأيام للسودان-؟!

بتظاهرات 30نوفمبر وأخريات قادمات لا شك وبافتراض – ولو بعيد- إنها نجحت في إسقاط السلطة الحالية (البرهان و حمدوك) فإن الوضع القادم سيكون له شكلين لا ثالث لهما

الوضع الأول – تشكيل حكومة مدنية كاملة بنسبة 100%وإخراج العسكر كلية من المشهد ما تبقى من الفترة الإنتقالية أي إبعاد قيادة القوات النظامية من جيش ودعم سريع وشرطة ومخابرات إضافة للحركات التى صنعت وأيدت التغيير الأخير وعلى رأسها حركتي مناوى وجبريل ولكن خروج هذه القوات لا سيما النظامية من المشهد لن يكون خروجا من السلطة فقط ولكنه سيكون خروجا من الخدمة أيضا وترك الشوارع والأحياء والمدن صيدا سهلا للصوص ونشاط العصابات وبإجابة (دي المدنية الدايرنها-!)و (امشوا افتحوا بلاغ فى الحرامية)وهو الشكل الذي لن تستطع معه السلطة المدنية الكاملة الإستقرار والاستمرار وسوف تنهار سريعا وربما تنهار معها البلاد هذه المرة وسيكون الحل المطلوب عندها تشكيل سلطة عسكرية كاملة للفترة الانقالية وبنسبة 100% لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج بأقل الخسائر!

الوضع الثاني – يقوم على تشكيل سلطة مدنية بشراكة جديدة مع العسكريين (مدنية نص كم -)وهي إما ان تكون مع قادة القوات الحاليين وهم البرهان وحميدتي وبقية أعضاء المكون العسكري إضافة إلى قادة الحركات المسلحة مناوي وجبريل وهذا يعني فقط إلغاء قرارات 25 اكتوبر وإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل ذلك التاريخ مع غموض حول مصير حمدوك السياسي هذه المرة ومع إعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل 25اكتوبر يتوقع ان تعود ما صاحبته من أزمات في الأمن والخدمات والسياسة وذلك بعودة تتريس الطرق القومية وعزل الخرطوم وربما انفصال بعض الأقاليم عمليا هذه المرة وفي مقدمتها الشرق

هناك شكل آخر للشكل الثاني وهو ان تضغط قوى الحرية والتغيير للحصول على شراكة مع قيادة جديدة للقوات أي الإبقاء على الشراكة مع المؤسسة العسكرية في الفترة الإنتقالية من دون قيادتها الحالية وذلك بإجبار الأخيرة هذى على التنحي على طريقة فريق أول عوض بن عوف او بتحريض وحمل ضباط آخرين على الانقلاب عليها وخطورة هذا الشكل من التغيير سيكون في عدم مقدرة السلطة الجديدة والشراكة الجديدة بين القحاتة القدامى والعسكريين الجدد-خطورة هذا الشكل من التغيير ستكون فى عدم السيطرة على البلاد خاصة الأقاليم وعلى القوات (جيش -دعم -حركات الخ )

في كل السيناريوهات أعلاه سيكون المجتمع الدولي حاضرا بسفاراته العربية والغربية في الخرطوم وسيكون حاضرا أيضا في حال قدر – مع الوقت -إبدال هذه السفارات بقوات في السودان!!

ثم ماذا بعد هل هناك سيناريو آخر -؟! أعتقد -نعم وهو إكمال التغيير الحالي بناءا على قرارات 25اكتوبر وهذا سيكون بعدد من الأشكال أيضا أعود إليها لاحقا إن شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى