بكري المدني يكتب : مع المكون المدني ولكن -!

الطريق الثالث
الصراع المعلن بين المكونين العسكري والمدني وبعيدا عن الصراع داخل المكون المدني نفسه وبعيدا عن أسباب هذا الصراع وذاك فلقد انقسم الناس والقوى السياسية حوله بين مؤيدين للمكون العسكري ومنتظرين ومشجعين له لإتخاذ الخطوة الأخيرة والكبيرة و بين مصطفيين خلف المكون المدني ومعلنيين عن استعدادهم الدائم والكبير لمقاومة الخطوة المتوقعة
هذا الواقع يطرح جملة من الأسئلة الملحة وان افترضنا جدلا ان كل ما يسوقه أنصار المكون المدني صحيح وان المكون العسكري يتمنع عن دعم حكومة الفترة الإنتقالية من خلال الشركات التى تتبع للجيش وأنه يتهاون – بل يساند احتجاجات الأطراف التى تخنق الحكومة بالحصار وقطع الطرقات وما الى ذلك من الكثير من المقولات القابلة للنقاش ومع التسليم ايضا بأن المكون العسكري شريك فرضته الظروف التى استجابت لها ذات قوى سلطة الثورة نفسها ومع التمثيل في إنها هي -اي القوة المدنية الحاكمة – جاءت تمثل الشعب بالتفويض الذي منحته لنفسها مع كل هذا وذاك وغيره من الافتراضات فإن من الأسئلة الملحة أمام أنصار المكون المدني اليوم ما هو الإنجاز الذي يحسب لأي من اعضاء هذا المكون في المجلس السيادي كلهم او أي أحد منهم طوال فترة المجلس المذكور؟! بل ما هو الإجتهاد المرصود في سبيل اي إنجاز وفي أي ملف تكليف لهم بالجملة أو على مستوى الأفراد؟!
فيما عدا الحراك السياسي والإعلامي للسيد محمد سليمان الفكي -أين هم أعضاء المجلس السيادي من المكون المدني من المؤسسات العامة ومن الولايات بل ومن المناسبات الخاصة لأسماء وشخصيات وجهات ارتبطت بالعمل العام ؟! أخشى أن السؤال عن أسماء هؤلاء الأعضاء الكرام انفسهم قد لا تكون إجابته سهلة وميسورة بالنسبة للكثير من الناس ومن بينهم بعض أنصار المكون المدني أنفسهم !
ان تجاوزنا السؤال عن أعضاء المكون المدني في المجلس السيادي وسلمنا بأن مهامهم تشريفيه وان لم تكن الحقيقة كذلك حسب ملفات التكليف وتجاوزنا أي جدل في هذا الأمر وسألنا عن التنفيذيين في جهاز الدولة خاصة السادة في مجلس الوزراء فما هو الإنجاز او الإجتهاد في إنجاز اي عمل من أعمال المؤسسات العامة والوزرات والذي يمكن لأجله تفهم تمسك أنصار المكون المدني بهم ؟!
اي وزير او مسؤول على رأس مؤسسة عامة يقدم خلال الفترة الجارية ما يمكن الشفاعة له أمام أنصار المكون المدني وفي أي وزارة او مؤسسة عامة؟! أين هم أعضاء مجلس الوزراء ومسؤولي الدولة الكبار في الشق المدني من مؤسساتهم وادوارها المفروضة وأين هم من مسرح الأحداث العملية ولم لا يراهم الناس حيث يجب ان يكونوا في الخرطوم او الولايات ؟!
أخشى أن السؤال عن أسماء الوزراء ورؤساء المؤسسات العامة وعدد وتفصيل هذه الوزارات وتلك المؤسسات أن طرح اليوم على العامة من أنصار الحكومة في شقها المدني لن يجد إجابة كاملة صحيحة ولن ينجح فيه أحد!
ان الأولى -في تقديري-بالدعوة والعمل لتغيير الحكومة الحالية خاصة في شقها المدني هم أنصار الحكومة أنفسهم وقبل غيرهم من خصومها السياسيين سواء ان كانوا (فلول)او (قحاتة)زعلانين!
ثم – سؤال أخير -هل ان ما تم تثبيت اعضاء المكون المدني الحالي في مجلسي السيادة والوزراء وتم تغيير اعضاء المكون العسكري وبأي طريقة جاءت هل يثق أنصار المكون المدني في مقدرة الأخير على العبور بالبلاد فيما تبقى من فترة ام ان الأزمة ستظل قائمة لعطب حقيقي في المكون المدني؟!
ان المدنية نظام دولة وحكم وليس أسماء ناس أو شخصيات محددة ولا حتى أحزاب بعينها او هذا هو المفروض !