المقالات

بكري المدني يكتب : 3الى30-يونيو-حسم الشارع والقصر !

الطريق الثالث

ما ان انتهت مسيرة 3يونيو (امس) و التى تصدر الدعوة اليها الحزب الشيوعي السوداني على النحو الذي جاءت عليه إلا وبلغت مواقع التواصل الإجتماعي دعوة أخرى للتظاهر في 30يونيو تحت العنوان (أنقذوا السودان)!

لم يفصح الداعي للتظاهر في 30يونيو عن وجهه لكنه حدد المدعويين في( كل الأحزاب الوطنية والطرق الصوفية والإدارات الأهلية المعارضة لقوى الحرية والتغيير)وحدد إلى ذلك أماكن التجمع امام القصر الجمهوري بالخرطوم وامام الأمانات العامة لحكومات الولايات

فيما غلب على مسيرة 3يونيو الدعوة الصريحة لإسقاط الحكومة والقصاص للشهداء فلقد جاءت دعوة 30 للمطالبة بإنهاء الشراكة ما بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير وإلغاء الوثيقة الدستورية والعمل بدستور 2005م الإنتقالي

في الوقت الذي لم يقدم فيه الشيوعي تصورا قاطعا للحكم لما بعد دعواه إسقاط الحكومة ولا مدته فإن داعي 30يونيو حدد إدارة البلاد فيما بعد هذا التاريخ من خلال مجلس عسكري ولمدة لا تتجاوز عام واحد فقط يتم بعدها تنظيم انتخابات عامة

دعاة 3يونيو و30يونيو يتفقان – مع المفارقة -على ان ثورة ديسمبر قد تم اختطافها ويحاول اي منهما استقطاب الثوار بهذه القضية أما المفارقة فهي اتهام اي منهما للآخر باختطاف الثورة فجماعة30تتهم الشيوعيين بالاختطاف والاخيرون يقولون بأن للنظام السابق بقايا في أجهزة الحكم !

بينما وضع الشيوعي يده على بعض الواجهات وصنع أخرى وشق ثالثة (لجان المقاومة -تجمع المهنيين -أسر الشهداء )فإن جماعة 30يونيو نادت من وصفتهم بالثوار الحقيقيين للمشاركة بتصحيح الخطأ و الانضمام لأحزاب سياسية غير قوى الحرية والتغيير او تأسيس (حزب الثورة) ليعبر عنهم و إنتخاب قيادتهم التى تمثلهم للمشاركة في صنع القرار السياسي في السودان

المشترك الوحيد في هذى(الفنتازيا)هو وصول الجميع الى ضرورة إسقاط الحكومة القائمة او الوصول لقناعة بفشلها دون الإتفاق على هذا الهدف ولو مرحليا!

لا يتفقون على تشكيل المستقبل وإن كانت جماعة 30يونيو تسعي لفترة انتقالية عسكرية قصيرة بعدها انتخابات عامة ترفض مجموعة 3يونيو التصريح بقبول حكم عسكري وتتحاشي الحديث عن انتخابات قريبة قادمة!

المعركة الآن على (النت )وعلى( الأرض )معا ومن يكسب الناس يسقط الحكومة او تسقط حقيقه على يديه ويشكل المستقبل

تاريخ جماعة 30يونيو القريب لا يساعدها في الحاضر إذا انها ببساطة تمثل أحزاب وأنصار النظام السابق وواقع مجموعة 3يونيو لا يسعفها في الحاضر فالقائمة اليوم حكومتها وان تبرأت منها !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى