*بينما يمضي الوقت*أمل ابو القاسم تكتب: نطلع من “حفرة” نقع في” نقيرة “

تسامح نيوز – الخرطوم
*او كما يقول المثل المصري الذي يجسد فعليا واقع تأريخ السودان السياسي منذ عدد من العقود التي مرت بها الحكومات المتعاقبة بيد أن (حفر زمان ) كانت أقل عمق ووعورة، وبالتقادم ومن خلال ضربها بمعاول صدئة تهدم لا تبنى انهارت تماما وبات الخروج منها ضرب من الإعجاز سيما في هذه الفترة من عمر تأريخ السودان السياسي الذي ضربت فيه الفوضى باطانبها.*
*دعكم من التاريخ البعيد ولنرجع فقط لثلاث أو أربع سنوات خلت عندما أسقطت ثورة ديسمبر أعتى نظام شمولي مر على السودان حوى ما حوى من مخالفات ومغالطات وفساد ومحسوبية ووو .. إلى آخر السلبيات، فاستبشر السواد الأعظم بهذا النصر على أمل استقبال صباح أكثر إشراق إلا شخصي الضعيف ضمن آخرين، حيث كنت أنظر ومن خلال معطيات وقتها بعيدا وارى رأى العيان ما هو ماثل الآن بل إن قراءتي وعلى ما يبدو كانت أكثر إيجابية وهذا ليس أسفا على ما قضي عليه بل العكس، لكنا كنا نمني النفس بأن يكون التغيير سلاما وامنا ورخاء على البلاد بأيدي بنيه الشرفاء الحاديين على مصلحته ومصلحة إنسانه لا مصلحته.*
*وما يحز في نفسي أن وقتها كنت أردد عكس شعارات الثورة التي كانت تنادي ( مدنيااااو) بينما كنت أردد ( عسكريااااو) و حاشاني ليس رغبة في حكم العسكر الذي تجرعت البلاد مراره لسنوات مديدة، وليس رفضا للمدنية لكن ليس بصورتها التي تبدت، كنت انشد الأمان بحسبان أن الجوع على ألمه أهون بكتير من إنفراط الأمن الداخلي والقومي وكل المؤشرات وقتها تشي ينذر فوضى أمنية تجسدت فعليا، ومن أسف تحت مرمى بصر الأجهزة الأمنية التي توسمنا فيها خيرا.*
*ودعوني التمس لبعضها العذر باضعافها وتعمد كسر شوكتها حتى باتت الساحة السودانية ميدانا للفوضى والسرقة والنهب والاغتصاب، أحداث يومية تجرى في رابعة النهار، ومن من ؟ من ذات الأفراد الذين افترضنا فيهم توفير الأمن وقد كانوا حتى وقت قريب حماة البلاد والعباد نستجير بهم في أي وقت وعند اي حدث فيكونوا عند الموعد. يظل حديثي هذا الذي بنيته وفقا لمقاطع فيديو وصور دامغة قائما حتى تنفي الجهات المعنية المتهمة بهذه الأفعال البشعة التي تجرد المجتمع السوداني من أهم قيمه التي تميز بها بين بلدان العالم، تنفى ما يتردد ويشاهد، ولا ادري لم الصمت وكأن خلف الأمر أمر آخر.*
*أما الإنقلاب ( إسم الدلع تصحيح) الذي نفذه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان” فكان ثالثة الاثافي والقشة التي قصمت ظهر المجتمع برمته وعلى كافة الصعد وجسد بذلك المثل ( جاء يكحلها عماها) والبلاد منذ ٢٥ اكتوبر تعيش في فراغ شامل دستوري وسياسي واداري وتنفيذي وأمني ، وقد بلغ الجوع والمسغبة بالمواطن مبلغا جراء سياسات فاشلة وعقيمة ،ومن اين لها التنفيذ السليم واغلب من اؤتى بهم محض ( كومبارس) لا يملكون قرارا ولا رؤية، يعلمون أنهم في أي وقت ذاهبون أليسوا مكلفين وهذه آفة هذه الفترة التي سيطرت عليها هرجلة التعيينات، وكل حكومة مؤقتة منذ الإنقلاب تعمل بنظرية الاحلال والإبدال كيفما اتفق.*
*مضافا إلى الحكومة السيادية والتنفيذية ( بلا رئيس) فإن المجتمع السياسي لا يقل خطورة وهو يضرب أيضا مستخدما آلات تتسق بما يمور به جوف الساحة، وترفع سلاح الشائعة في وجه المواطن لا الحكومة أن كانت تدري لكنها طبعا لا تدري كل ما يهمها انتصارها لذاتها وحزبها _ أعني كل الأحزاب بلا استثناء_.*
*سيدي رئيس مجلس السيادة ونائبه وأعضاء المجلس من العسكريين وحيث انكم تتحكمون الآن في مقاليد البلاد أدركوها فقد باتت غاب قوسين أو أدنى من الانهيار الكلي، جهودكم وحدها غير كافية في ظل تحديات جسيمة ، ليتكم تتنازلوا لترقوا لاحتياجات المواطن الفعلية وهذا لا يتأتى إلا باستصحاب كل أطيافه ( دون تمييز ) ودون الوان فحواء السودان ولود ، والأهم من كل ذلك تعيين رئيس للحكومة التنفيذية ( القاعدة في السهلة) وهي لعمري أس الداء الذي نحن فيه، أدركوا قبل كل ذلك أمن المجتمع فقد هتك عرضه واستبيح ، وتفرق ماء وجهه ايدي سبا، فعلوا الأجهزة الأمنية القادرة على الحسم فعليا وبالطرق القانونية وليس الوحشية، للحق لا ندري من أين أتى هؤلاء فهذه ليست الشرطة التي نعرف.*