تحقيقات وتقاريرغير مصنف

تحذرات امريكا لرعايها بعدم السفر للسودان … خطوة لإحكام الخناق

تطلب الولايات المتحدة الامريكية من مواطنيها عدم السفر للسودان ، وتعتبر هذه الخطوة تعبيرا عن حقيقة الموقف الامريكي تجاه السودان ، ويمثل التحذير الامريكي إشارة لبقية دول العالم بان السودان اصبح دولة غارقة في الدمار والفوضى ومكبات للنفايات مع تعاظم الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، ومن المفارقات ان الولايات المتحدة الامريكية تريد ان تستحوذ علي موارد السودان الغنية لصالح اقتصادها ، وبل تذهب ابعد من ذلك بتقمص شخصية الاب الروحي الذي يقدم النصيحة وإن كانت النصيحة تؤدي الي تفاقم ازمات البلاد وما يمظهر من الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها السودان مؤخرا، والانصياع للسياسات التي تاخذ آخر الأموال من جيب المواطن، ويصبح الفقر عنوانا عريضا يسهل امامها مزيدا من التركيع والخنوع .

ويقول المحلل السياسي الطيب حسن الطيب، ان السياسة الامريكية تقوم علي تحقيق مصالحها الخاصة علي حساب مصالح شعوب دول العالم الثالث، وبالتالي يظل الموقف الامريكي مرتبطا بتحقيق مصالحه الذاتية وحتي لو تدفع الدول كل ما تملك لتحقيق المصالح الامريكية ، واعتبر التحذير الذي اطلقته الولايات المتحدة الامريكية لرعاياها بعدم السفر للسودان يعتبر بداية راس جبل الجليد، وهذا التحذير يعني ضمنيا عدم تشجيع اي استثمارات دولية او اقليمية في السودان ، وهذا يعني تكريس المزيد من المعاناة التي يعيشها السودان بعد إجراءات رفع الدعم عن المحروقات، وينعكس سلبا علي كل العمليات الاصلاحية التي تسعي لها الحكومة الانتقالية ، واعتبر الحسن الموقف الامريكي يحمل الكثير من الضغوط علي سياسة السودان الخارجية ، ويكشف عن العقلية التي تريد ان تفرض اجندة اضافية علي القرار الوطني وتحقيق المزيد من المكاسب السياسية علي ارض الواقع، واشار الي ان المرحلة تحتاج الي معادلة مرنة لتلافي صدمة القرارات الاخيرة ، لاسيما ان الولايات المتحدة الامريكية تقود صندوق النقد الدولي عبر ازرعها الاقتصادية وبالتالي تصبح سياسات الصندوق عبر عن الرؤية الامريكية ومصالحها الاصيلة ، ويضيف الطيب ان للولايات المتحدة الامريكية تبذل قصاري جهدها في استثمار دول العالم الثالث وكسب موارده وفي ذات الوقت تعمل علي افقاره وتحويله لمجتمعات بائسة تحتاج للمعونة والمساعدات الدولية ، مشيرا الي ان عدد كبير من دول العالم لاتزال تتارجح في الفقر والحاجة بفضل سياسات صندوق النقد الدولي والخزانة الامريكية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى