تحقيقات وتقارير

تحقيق تشادي يفضح الدور الإماراتي في حرب السودان

الإمارات تجند شباب صوماليين مرتزقة لجانب مليشيا الدعم السريع ضد السودان..

{500} دولار امريكي راتب شهري لكل مجند صومالي مرتزق..

عمليات تجنيد الصوماليين تتم في مدينة {بوصاصو} العاصمة التجارية لإقليم {بونتلاند}..

رحلات جوية لنقل الصوماليين عبر جنوب السودان ، وتشاد، وليبيا للوصول للمناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة مليشيا الدعم السريع..

كتب المحقق التشادي

عبر تتبع مستمر لخطوط الدعم الإقليمي لمليشيات الدعم السريع في السودان، وقفتُ مؤخرًا على تطور خطير يعكس مدى تورط الإمارات في تغذية الحرب السودانية، وهذه المرة عبر تجنيد شباب صوماليين كمرتزقة، ونقلهم سرًا من مدينة بوصاصو إلى قلب المعركة في السودان.

القصة بدأت حين تلقيتُ معلومات من اخ صحفي صومالي محلي يُدعى عبدالعزيز فرح سعيد، أخبرني أنه كان يتابع اختفاء عدد من الشباب بشكل غامض، حيث شاعت أخبار عن مغادرتهم البلاد بطريقة غير قانونية. لكن ما لم يكن يتوقعه أحد هو أن هؤلاء الشبان سيتصلون بعائلاتهم لاحقًا من داخل السودان، مؤكدين أنهم سافروا عبر مطار بوصاصو، وانضموا إلى مليشيات الدعم السريع.

الشباب الذين تحدثوا مع ذويهم كشفوا أنهم يتقاضون راتبًا شهريًا قدره {500} دولار أمريكي ، وقالوا صراحة إنهم “باشروا العمل”، في إشارة إلى انخراطهم في القتال إلى جانب الجنجويد.

عبدالعزيز لم يكتفِ بنقل المعلومة، بل زودني بعدد من الإفادات المكتوبة من أهالي المختفين. قرأتُ كلمات الأمهات والإخوة والآباء، وكلها كانت تحمل نفس النبرة: صدمة، ذهول، شعور بالخيانة. بعضهم ظن أن أبناءهم في طريقهم لتحسين أوضاعهم المعيشية، فإذا بهم يُستَخدمون وقودًا لحرب لا تخصهم.

هذه الإفادات سأخصص لها ملفًا كاملاً وتحقيقًا منفصلًا يُنشر لاحقًا، لأنها تستحق أن تُروى بتفاصيلها المؤلمة، لا كخبر بل كصرخة إنسانية.

وفق ما تبين لي من خلال تتبع خيوط القضية، فإن عمليات التجنيد تتم في بوصاصو، العاصمة التجارية لإقليم بونتلاند، عبر شبكة محلية وجهات رسمية في الإقليم على صلة بجهات إماراتية. يتم تقديم عروض مالية مغرية للشباب، ثم تُنقلهم رحلات جوية خاصة عبر مطار بوصاصو، الذي يرتبط بعقود تشغيل مع شركات إماراتية.

الرحلات غير مسجلة رسميًا، وتُستخدم فيها حيل لإخفاء الوجهة الحقيقية، لكن وجهتها النهائية هي جنوب السودان وكردفان أوتشاد وليبيا عبر المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرة مليشيات الدعم السريع، حيث يُستقبل هؤلاء المجندون ويوزَّعون على مناطق القتال .

ليست هذه المرة الأولى التي أتابع فيها نشاطًا إماراتيًا في تمويل الجنجويد. سابقًا، كشفت تقارير أن طائرات إماراتية نقلت أسلحة وذخائر إلى هذه القوات. لكن انتقال الدعم من المال والسلاح إلى البشر – عبر تجنيد مرتزقة صوماليين وجنسيات اخري – يكشف عن تحول نوعي في طبيعة هذا التدخل، ويؤكد أن الإمارات لا تكتفي بإشعال الحروب من بعيد، بل تُسهم في تصعيدها ميدانيًا.

أكتب هذا التحقيق والغصة في صدري. شباب صوماليون يُؤخذون إلى حرب لاعلاقة لهم بها مقابل فتات.؟ عائلات تُترَك لتعيش الصدمة في صمت. ودولة تواصل تغذية الدمار باسم النفوذ. هذه ليست مجرد قصة، بل جريمة مكتملة الأركان. وما خفي أعظم.

المحقق التشادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى