تفاصيل الوقيعة بين قيادات الشعبي

تسامح نيوز – الخرطوم
يبدو ان المقولة التي اطلقها الراحل الترابي بُعيد مفاصلته الشهيرة مع البشير بعد أن كان يتزاوره المتعاطفون معه من جماعة القصر بالليل وهم متخفون وحينها اطلق الشيخ مقولته المشهورة في وصفهم بقوله: “هؤلاء جيوبهم مع البشير وقلوبهم معنا” ولربما تكون هذه المقولة حاضرة في اطار الصراع الخفي الذي كان يدور داخل حزب المؤتمر الشعبي بين جماعة الأمانة والتي يمثلها الأمين العام للحزب د.علي الحاج بجانب أمناء الأمانات المتخصصة بالمركز وأمناء الولايات والتي كانت تنظر إلى احداث الخامس والعشرين من اكتوبر بانها انقلاب كامل الدسم ، بينما كانت ترى قيادات الحزب الاخرى الموالية لهيئة الشورى تحت قيادة ابراهيم السنوسي والتي يمثلها د.بشير آدم رحمة وعمار السجاد بان قرارات البرهان تصحيحية بحيث ان المجموعة الاخيرة هذه يبدو ان قلوبهم مع الشعبي ولكن جيوبهم مع العسكر !
تجدد المواجهة
وبحسب مجريات الأحداث فإن وتيرة الخلافات داخل أروقة حزب المؤتمر الشعبي تصاعدت هذه المرة حول مسودة الدستور الانتقالي الذي أعدته لجنة تسييرية نقابة المحامين الذي بموجبه وضع خارطة المواجهة مرة أخرى أمام هيئة الشورى والأمانة العامة الأمر الذي جعل رئيس هيئة الشورى إبراهيم السنوسي يهدد بفصل أي عضو يوقع على الدستور المقترح …فمن هو الذي حمل صحن المديدة الحارة ووضعها امام السنوسي وهو في محبسه بسجن كوبر …ومن الذي وضع المايكرفون امام كمال عمر ليتحدث عن ” كلام القلة الجابو منو “!
نيران تحت الرماد
وفي ذات الاتجاه حيث يرى مراقبون أن الصراع الذي كان يدور رحاه بين الأمانة العامة وهيئة الشورى رغم ان بركانه قد خمد في الفترات السابقات ، إلا أن نيرانه لاتزال قابعة تحت الرماد في انتظار من ينفث فيها الروح مجدداً، ومن هذا المنطلق من الذي يعمل على حياكة وغزل الصراع بين الشورى والأمانة؟ ومن هو المستفيد من الوقيعة بين مؤسسات الحزب …؟
حديث الوقيعة
يمضي للاجابة على هذا التساؤل الأمين السياسي للحزب كمال عمر الذي أقر بوجود جهات سياسية مناوئة لحزبه قال إنها تسعى للوقيعة بين مؤسساته وشق صفوف الشعبي ،مشيرا الى ان جماعة ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول شغالين في انهم يقسموا الشعبي، لافتا الى أن المؤتمر الشعبي حزب زاخر وثابت برجاله، واضاف: ” نحن ما دايرين نخسر ولا واحد في الشعبي” في وقت وجه فيه اتهامات بوجود موالين من داخل حزبه للمؤتمر الوطني ،وقال عمر لـ(الحراك):” نحن عارفين الزول القلبو على الشعبي ما بيرضخ للمؤتمر الوطني” وتابع : “أما المنافقين و العاملين فيها انهم شعبي وهم شغالين مع النظام السابق وجيوبهم مع الوطني نقول لهم امشو المؤتمر الوطني مبروك وعديلة عليكم ” .
بروز الصراع
من الواضح ان مشاركة الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي المناوئة لهيئة الشورى في مداولات الورشة التي عقدتها اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، والتي انتجت مسودة الدستور الانتقالي بتأييد قوى الحرية والتغيير والمجتمع الدولي هي التي مضت إلى بعث الصراع بين مؤسسات الشعبي من مرقده، ولكن ربما تكون هذه الفرضية تمثل النصف الفارغ من الكوب.
تناغم المؤسسات
وبحسب رأي بعض المحللين فان انعدام مبدأ المحاسبة واغفال العمل بالمؤسسية داخل حزب المؤتمر الشعبي كان هو الدافع والمحرك لكل الخارجين عن سلوك الخط العام للحزب وقراراته في القضايا المطروحة في الساحة، بما يشير الى ان الحزب يعمل الآن دون تناغم بين مؤسساته مما قد يعرضه الى شبه الانشطار ..فماهي التعويذة الواقية التي ترك صكوكها الراحل الترابي للحيلولة دون حدوث ذلك …بجانب ماهي الخطوات المترتبة على مستقبل الحزب عطفا على ذلك؟ …
مخالفة خط الحزب
وفي ذات السياق اشار المحلل السياسي استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين د. حسن الساعوري الى أن تباين الآراء داخل مؤسسات الحزب مهما تباعدت في التعبير عن خط الحزب إلا ان هنالك خطوة مهمة تفضي بهذه المؤسسات الى الركون والخضوع الى قرار الاغلبية في الاخير وإلا سيجابه الخارجون عن طوع اجماع الحزب بآليات المؤسسات العقابية .. واكد الساعوري ان الاختلاف في الرأي داخل الاحزاب ليس مشكلة ولكن تكمن المشكلة حينما يتم اتخاذ القرار من المكتب القيادي او هيئة الشورى ويضحى هذا القرار خط الحزب الاساسي في القضية المعنية وينبري البعض الى مخالفة ذلك ..و اضاف بالقول :ان الذي حدث في الشعبي ان المؤسسات العليا في الحزب والمتمثلة في مجلس الشورى اتخذت مواقف معينة من الدستور مثار الخلاف في مقابل المباركة التي حظى بها من قبل الأمين السياسي للحزب كمال عمر له ،وبالتالي فان مواقف الأمين السياسي تُقرأ بأنها مخالفة لخط الحزب