تحقيقات وتقارير

“ثمرات” ..أسئلة تبحث عن أجوبة

الخرطوم – تسامح نيوز

ما ان ازدات وطأة الاوضاع الاقتصادية بالسودان وتفاقمت معدلات التضخم لارقام غير مسبوقة وتصاعدت اسعار السلع والخدمات بصورة جنونية استعصى معها على المواطن السوداني توفير ابسط مقومات المعيشة خاصة بعد ان طبقت حكومة الفترة الانتقالية اجراءات اقتصادية جريئة وقاسية بدءا بتحرير سعر الصرف ورفع الدعم عن الوقود وزيادة اسعار الخبز .
غير ان الأسر السودانية تفاءلت خيرا بعد ان اعلنت الحكومة عن برنامج لدعم الاسر السودانية تحت مسمى “ثمرات”
يلزم الحكومة السودانية بدفع ما يعادل 5 دولارات أميركية شهرياً لكل فرد من الأسر المستهدفة دعم نقدي مباشر، عبر تحويلات مباشرة تتجه لنحو 80 %من الأسر لمساعدتهم على مواجهة آثار عملية الإصلاح الاقتصادي، بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي ، وتم تدشين البرنامج في فبراير من العام الحالي .
وفي الاثناء بدأت الشكوك تحوم حول ” ثمرات” خاصة وانه راجت كثير من الاخبار بوسائل التواصل الاجتماعي تشير الى ان المبلغ ليست 5 دولارات وانما 50 دولار ، غير ان ذلك لم يجد تأكيد من جهة، فضلا عن ان البعض شكك في ان البرنامج “ثمرات” لحقت به شبهة فساد
واثارت منظمة الشفافية السودانية، قضية اموال “ثمرات” بعد مطالبتها الجهات المعنية في الحكومة وعلى راسها وزارة المالية بتوضيح حقيقة برنامج “ثمرات” وكشف تفاصيل مصادر أموال البرنامج وحجمها مقرونة بتفاصيل مصارفها ونسبة التنفيذ في حجم الأموال التي تم صرفها للمستفيدين وعددهم ونسبتهم، على أن يتم ذلك بشفافية تامة وافصاح مبين وشدد في بيان صحفي على تأكيد ديوان المراجعة القومي على ذلك، كسبا لثقة شعبها والمانحين لتحقيق أهداف البرنامج.
وحتي اللحظة، ما تزال كثير من التفاصيل بشأن حجم الصرف وعدد المستفيدين فعليا طي الغيب، فيما اقر مسؤولو برنامج “ثمرات”، بوجود اشكالات تجري معالجتها.
وحسب بيان صادر عن “ثمرات” الاسبوع المنصرم، أن الدعم المالي المقدم يتبع الإجراءات والضوابط المالية التي تتبعها الأجهزة المصرفية الرسمية بما فيها الدفع عبر شركات الإتصالات المختلفة.
وقال البيان إن إدارة برنامج دعم الأسر السودانية ثمرات تعمل حالياً على معالجة جميع الإشكاليات الفنية التي تحول دون وصول الدعم المالي للأسر التي اكملت عملية التسجيل فعلياً، ولم تتلق أي دعم حتى الآن.
وأضاف البيان ببدء البرنامج فعلياً وعبر شركات الإتصالات في تحويل الدعم المالي للأسر التي تم تعديل بياناتها بمراكز التسجيل بالولايات المذكورة، وأكد البيان أن هناك بعض الحلول المؤقتة التي يسعى البرنامج لإستخدامها ليتمكن من تحويل الدعم لجميع الأسر المسجلة والمكتملة البيانات.
ويشكو مواطنين تم تسجيلهم منذ ابريل عدم تلقيهم اي مبلغ حتى الان ، ونوهوا الى ان المسؤلين عن الامر يبررون ذلك بمشاكل في شبكة الإنترنت وسوء خدماتها هي الأخرى، واعتبروها واحدة من مشاكل “ثمرات”، ما يؤدي لتأخير إدخال البيانات، فضلاً عن عدم وجود حسابات بنكية للكثيرين، أو حتى هواتف، وهو الأمر الذي تحاول السلطات حله بتوقيع اتفاقات مع شركات اتصالات محلية لتنشيط خدمات الدفع عبر الموبايل.
وبالامس صرح مسؤول ثمرات بان الدعم لم يصل مليون و 100 ألف اسرة مسجلة.
ونهاية الاسبوع المنصرم التأم ببنك السودان المركزي إجتماع مشترك بين برنامج دعم الأسر (ثمرات) والأجهزة المصرفية للتباحث حول حلول عاجلة لتسريع عمليات الدفع للمواطنين وتحديد مستويات الخدمة المطلوبة لتنفيذ البرنامج ومعالجة الصعوبات في إيصال التحويلات المالية للأسر.
وأكد مدير برنامج ثمرات د. معتصم أحمد إن هناك فارقا كبيرا بين عدد الأسر المسجلة بالبرنامج وهي(1,700) (مليون وسبعمائة ألف أسرة) بينما وصل عدد الأسر التي تلقت الدعم فعلياً إلى 527 ألف أسرة.
وقال إن الاجتماع يهدف لتذليل العقبات التي تواجه الأجهزة المصرفية حتى يتمكن البرنامج من تسريع عمليات تحويل المبالغ المرصودة إلى جميع الأسر المستهدفة وتهيئة الجهاز المصرفي لتقديم الخدمة المطلوبة التي تتناسب مع حجم وعدد المواطنين المستهدفين في المرحلة المقبلة بجانب التنسيق بين (ثمرات) وإدارات الأنظمة المصرفية الوطنية لطرح الخدمة المطلوبة لتسريع التحويلات المالية عبر كل القنوات الالكترونية للوصول لجميع المواطنين المسجلين بالبرنامج.
و أكد رئيس اتحاد المصارف السوداني د.طه الطيب ، جاهزية النظام المصرفي للتعاون لإنجاح برنامج ثمرات.
واقر مفوض مفوضية الامان والفقر بوزارة التنمية الاجتماعية عز الدين الصافي
بوجود بطء في تنفيذ البرنامج وعزا ذلك لعدم وجود سيستم وقاعدة بيانات متكاملة.
وذكر أن المانحين اشترطوا نظام دفع إلكتروني يقلل من الاختلالات ويمنع أي شبهة فساد ويحقق الشمول المالي.
غي وقت ياتي فيه لحماية المستلك رأي مغاير لعل ما رصده “تسامح” يؤكد ما اعتبره رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك د. ياسر ميرغني في خديثه ل”تسامح”، بأن برنامج ثمرات فيه إذلال وتركيع للمواطنين ، ورصد “تسامح” تدافع
للمواطنين وازدحام ادى لتخاشن وملاسنة بل وصل بعضها حد التشابك بالايدي في مراكز التسجيل والحصول على الدعم النقدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى