
الرادار .. إبراهيم عربي:(جبل موية) … أهمية المكان والزمان ..!.
تصاعد سهم منطقة جبل موية إعلاميا ليس من فراغ بل لقوة النزال بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع المتمردة فبها ، فقد أثبتت الحرب أن منطقة جبل موية والتي تقع غرب مدينة سنار وتتبع لها منطقة إستراتيجية أمنية مهمة .
ولذلك ظلت تشهد كرا وفرا بسبب أبناءها المجندين في مليشيا الدعم السريع والخلايا النايمة والطابور الخامس ، وبالطبع من يسيطر عليها يقطع طريق الإمداد عن الآخر لا سيما الآليات لوقوعها على الطريق القومى الرابط بين (سنار – وربك) ..!.
وبالتالي فإن السيطرة علي جبل موية عسكريا يعني قطع الإمداد والتشوين عن الحكومة مدنيا وعسكريا لا سيما ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور وتهديد مباشر لسنار والنيل الأزرق والجزيرة والنيل الأبيض ، ولذلك فإن منطقة جبل موية هي منطقة تربط بين الولايات الثلاثة الجزيرة عند المناقل ، والنيل الأبيض عند ربك وكنانة والجبلين وهي منطقة زراعية رعوية منبسطة وعبور من الخرطوم حتي حدود السودان مع دولة جنوب السودان ..!.
وعليه فإن السيطرة على جبل موية بالكامل من قبل القوات المسلحة يعني السيطرة علي العمليات العسكرية في وسط البلاد وتحرير الجزيرة بكاملها وتوصيل الشريان لولايات الغرب ، وقطع شريان الإمداد عن مليشيا الدعم السريع من شرق النيل وود الحداد ومنطقة مصنع سكر غرب سنار عبر الجزيرة ، وجبل أولياء وأم درمان للقادم من تشاد عبر المنطقة الفاصلة بين مناطق غرب الجزيرة وشرق النيل الأبيض ..!.
فالسيطرة علي جبل موية يعني فصل أوصال مليشيا الدعم السريع بمناطق حواضنها الإجتماعية في مناطق الدالى والمزموم حتي حدود الجنوب وأبوحجار وود النيل ، وبل الفصل بينها وقواتها الموجود في سنجة والدندر والسوكى ، وبالتالي تصبح جميعها في (كماشة) وتصبح صيدا ثمينا للقوات المسلحة (زردية ومفك ..!) .
في الواقع ماكان أهل السودان بعرفون عن جبالها (موية ودود وبيوت) إلا إنها محطات صغيرة للقطار مابين سنار التقاطع وكوستي ، ينتظره أهلها للتزود بالمياه من شدة العطش حتي أولتها حكومة أحمد عباس إهتمامها بمد خط للمياه من النيل إليها سويا مع مناطق الدالي والمزموم ،
فالمنطقة زراعية رعوية غنية بمحصولاتها لا سيما الذرة والدخن والسمسم ومعروفة بمطاميرها البلدية الكبيرة كمخزون إسترتيجي ..!.
علي كل فإن سلسلة جبل موية بها عدد من الجبال (موية، دود ، بيوت ، الأعور ، البليجاب ، سقدي ، كمر الناير وغيرها) ولكنها ليست بسلسلة جبلية مترابطة كتلة صماء عصية عسكريا مثل سلاسل جبال النوبة (99) جبل ولكل منها حكايات وتاريخ وإرث وثقافة وحضارة لأكثر من (500) عام ، ولازالت تعيش حربا متصلة لاكثر من (40) عاما بين القوات المسلحة وتمرد الحركة الشعبية ..!.
وليست مثل سلسلة جبل مرة الشاهقة التي يتجاوز إرتفاعها (ثلاثة) آلاف قدم وتتخللها وديان وسهول وشلالات وجناين يعتبرها البعض (جنة الله في الارض) ، وتقع سلسلة جبال مرة في ولاية وسط دارفور وتربط بين ولايات دارفور (شمالا وجنوبا وغربا) وهي منطقة وعرة ولا تزال تعيش تمردا من قبل قوات عبد الواحد نور ..!.
وبالتالي في تقديري الخاص فإن منطقة جبل موية ليست بالمنطقة العصية عسكريا علي القوات المسلحة بتاريخها الطويل، ولكنها بلا شك منطقة فيها بعض التعقيدات ،وجعلتها الحرب ذات خصوصية بسبب وجود أبنائها بالدعم السريع فأصبح أهلها حاضنة إجتماعية للمليشيا التي إتخذتهم دروعا بشرية بلا شك صعبة المهمة ..!.
علي العموم حسمت القوات المسلحة المعركة في جبل موية لصالحها ولكنها لازالت تطارد بقايا المليشيا من أبناء المنطقة الذين يعلمون دهاليزها ومخارجها ومداخلها ، فرا وكرا بينها ومصنع سكر سنار
وحتما تحسمها القوات المسلحة نهائيا وسيعلن الجيش رسميا عن تحرير ونظافة جبل موية وخلوها من عناصر مليشيا الدعم السريع المتمردة ..!.
الرادار .. السبت الخامس من إكتوبر 2024 .