
تابعت مساء أمس ولأول مرة منذ نحو 35 سنة (أي منذ ان كان عمري 4 سنوات) مباراة متلفزة في كرة القدم- تلك التي كانت بين الارجنتين وفرنسا، وكنت أريد للأرجنتين ان تفوز، ليس حباً في علي (الأرجنتين) ولكن كرها لمعاوية (فرنسا)، وربما لأننا نحن أهل نصف الكرة الجنوبي نتعاطف مع فرق نصف الكرة الجنوبي في أمريكا الجنوبية وافريقيا، وبنا نفور غريزي من الغرب الاستعماري العنصري العنجهي،
وبالأمس أدركت لماذا توقفت عن متابعة كرة القدم وتشجيع نادي المريخ، فقد وجدت نفسي أتشنج وارفس وانط واصيح: دا شنو يا غبي.. ضربة جزاء شنو يا حكم الله لا كسبك
المريخ الذي كنت متعلقا به لم يكن أقل مستوى من ارسنال أو توتنهام الإنجليزيين اليوم، وكذلك كان حال الهلال والموردة، فقد كانت في السودان كتيبة من عباقرة الكرة: برعي وسينا وصديق منزول وجكسا ودريسة وجقدول وسبت دودو وماجد وقرن شطة وعمر التوم ومحمد حسين كسلا وكمال عبد الوهاب، وعلى قاقارين والدحيش وبشارة وعمر النور وسليمان فارس وغيرهم،
ثم اتخذ جعفر نميري قراره الأهوج بحل الأندية الرياضية وتدشين ما أسماه بالرياضة الجماهيرية ومنذ يومها لم تشم الكرة السودانية العافية، وعندما بدأت تسترد بعض أراضيها جاء انقلاب الكيزان وخرب الرياضة كما خرب كل مجال بما في ذلك الذمم
المهم انني وبعد ان تابعت مجريات كاس العالم 2022 من المنزل أعلن “اعتزالي” الكرة حسب اتفاقي مع ليونيل ميسي، رحمة بأعصابي بعد ان وجدت نفسي خلال الأيام القليلة الماضية منفعلا بمباريات الفريق المغربي فرحا ثم إحباطا، وأتذكر هنا حجة الإسلام والسياسة والفكر ماني اركويت مناوي الذي سمع ان المغرب صعد الى دور الأربعة فقال: يعني بقى 4 ركعات بدل 3؟ وتقول سي ان ان أن الرجل سيرسل 6000 خروف افتراضي الى الولايات المتحدة عندما تستضيف منافسات كاس العالم في 2026.