
حاج ماجد سوار : لماذا تقفون هذا الموقف ؟
الخرطوم – تسامح نيوز
طرح علي أحد الأصدقاء الأسئلة التالية طالباً مني الإجابة عليها بكل (شفافية) على حد قوله :
– لماذا تقفون كإسلاميين مع القوات المسلحة و تدعمونها في الحرب ضد الدعم السريع ؟
– و من أجل ماذا تفعلون ذلك و قياداتكم كانت في السجون منذ أبريل 2019 بأمر المجلس العسكري و لم يخرجوا منها حتى أصبحت خالية من المسجونين و حراسهم بعد مرور أكثر من أسبوع من إندلاع الحرب؟
– و هل قدمت لكم قيادة القوات المسلحة أي وعود و ضمانات تتعلق بمستقبلكم السياسي و هل وعدتكم بالمشاركة في مشهد ما بعد الحرب؟
– و لماذا تدفعون بخيرة شبابكم للموت في هذه المحرقة ؟
لماذا تقفون هذا الموقف؟
هذا تلخيص مختصر لأسئلة صديقي الذي ظل يحاورني عبر الهاتف لأكثر من نصف ساعة و أنا أرد عليه ، و قد وعدته بأنني سأنقل ما دار بيننا لكل الذين ربما تدور بأذهانهم نفس الأسئلة و للرأي العام و هأنذا أفعل .
يا صديقي إن موقفنا الداعم و المساند للقوات المسلحة و هي تخوض معركة الكرامة دفاعاً عن الوطن و ذوداً عن حياضه في مواجهة مؤامرة إقليمية و دولية كبرى كانت تستهدف تغيير كل شيئ خدمة لأجندة لا علاقة لها بمصالح بلادنا و شعبها هو موقف مبدئي يمليه علينا إنتماءنا لهذا الوطن العزيز و لشعبه العظيم و دونك مواقفنا عندما دخلت قوات حركة التمرد بقيادة جون قرنق الكرمك و كانت تقف على تخوم الدمازين و كادقلي و كوستي و في ذلك الموقف الصعب خذلتها حكومة الصادق المهدي و وقفنا نحن إلى جانبها رغم أننا كنا حزب المعارضة حينها ، و دونك مواقفنا و دعمنا لها و هي تخوض حرب الجنوب منذ عمليات صيف العبور و حتى توقيع إتفافية نيفاشا في 2005 حيث قدمنا آلاف الشهداء من أبناء الحركة الإسلامية مهراً و فداءً للوطن دون منٍّ أو أذى .
نحن يا صديقي و رغم إعتقال قياداتنا و رموزنا و بقاءهم في السجون من غير أي مسوغات قانونية منذ أبريل 2019 و حتى بعد إندلاع الحرب و رغم ما لحق بنا من ظلم شديد من قبل المجلس العسكري و حكومة قحت على مدى السنوات التي تلت سقوط حكم الإنقاذ نقف مع قواتنا المسلحة و ندعمها لعلمنا التام و من واقع ما يتوفر لنا من شواهد و معلومات موثقة بأن هذه الحرب هي حرب وجودية تستهدف الوطن كله فبعدها إما أن يبقى السودان أو لا يبقى .
إن وقوفنا مع قواتنا المسلحة لم يكن أبداً بمقابل أو ضمانات إنما هو موقف وطني أصيل دفعنا لأن ننسى مراراتنا و آلامنا و نضعها جانباً و نتحمل مسئولياتنا كغيرنا من القوى الوطنية الشريفة دفاعاً عن الدين و الوطن و عن شعبنا في وجه البغاة المعتدين المجرمين و المساندين لهم في الداخل و الخارج .
إننا يا صديقي نعلم أن حرية ممارسة العمل السياسي هي حق أصيل تقره كل المواثيق و الدساتير لنا و لغيرنا – إلا العملاء و المجرمين – و لن تستطيع أي جهة مهما أوتيت من قوة أن تحول بيننا و بينه و في سبيل تثبيت هذا الحق لا نحتاج للدخول في تسويات مع أي جهة بل نحن قادرون على انتزاعه عنوةً و اقتداراً و لكننا على يقين تام بأن أوضاع ما بعد الحرب ليست كما قبلها .
أما شبابنا الذين يقاتلون الآن جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة و يقدمون الشهيد تلو الشهيد و يمضون على ذات الدرب الذي سار عليه إخوانهم على عبد الفتاح و صحبه فهم أطيب و أحب ما عندنا لذلك ننفقهم في سبيل الله فداءً للدين و الوطن و من أجل شعبنا الذي يستحق .
يا صديقي لا يستطيع أحد أن يزايد على مواقفنا الأصيلة في الدفاع عن وطننا و شعبنا و دعم قواتنا المسلحة في الماضي و الحاضر و المستقبل لأن في ذلك ضمان لبقاء الوطن و سلامة أراضيه و وحدته .