حرس البشير السابق يكتب: حباب دولة (البحر و النهر)

تسامح نيوز – الخرطوم
دولة_البحر_والنهر
كنت اعتبرها دعوة غريبة.
ولكن المتتبع للمسار بعد انقلاب إبن عوف وما تلاه من اصطفاف وتماهي مع رغبات الخارج من خلال مكون عسكري بالسيادى ومكون سياسي باسم قحت استقوي كل منهم بالآخر من خلال تحالف فصارت قحت حاضنة للمكون العسكري بررت له وشجعته على محاربة الديمقراطية بعدم سعيها الجاد لبناء مؤسساتها تحت دعاوي عدة وسعيها لإطالة فترة الانتقال وهي تعلن الإيمان بالديمقراطية شعارا ولكنها تكفر بها في الواقع وزاد الأمر بؤساً ومهانة أن قحت كانت تدّعي طويلاً تغنيها بالديمقراطية وضعت يدها في يد عسكريين وانتصرت بها على شباب الثورة فاضحت الديمقراطية المؤجلة باسم بناء الدولة وترسيخ المؤسسات وتفكيك نظام الانقاذ مما خرب نمو أطروحة سياسية راشده التي طالما تغنت بها ثم ما لبثت ان خانتها فى كل حركة وفعل فكان المنتوج توقيع اتفاق بجوبا حمل الشمال تبعات لا تحتمل .
هذا الواقع يحيلنا بالقوة إلى نتائج الفعل على أرض الواقع فلاجيش واحد لحفظ كيان الوطن ولا اطروحة سياسية راشدة واضحي الشريط النيلي محارب باسم وزريعة الكيزان لندفع ثمن غبن لاذنب لنا فيه بربكم من أجل من يتمزق الغد فى بلادي من أجل يجني الأسى اولادي .
هذا الواقع القاتم ولد قدراً من الخيبة التي غطت كل إنجاز الشباب وثورتهم وطموحهم لذا لا بد من فعل واعي مضاد لهذا الواقع قادر على إعادة التوازن محافظ على النسيج الاجتماعي لاهل الشمال التي تمزقت بفرية قحاتي وكوز لندرك خطورة الوضع الذي صرنا فيه والمهدد لوجودنا من الاساس مات فيه الحلم واصبح وطن يسكننا يتأبى علينا السكنة فيه .. وحتي لا نظلُّ أسرى مثل هذه التقلُّبات فنعيش في قبَّة مشاعرنا السَّلبيَّة الموهنة لعزائمنا لوضع بلادنا المنكوبة التى نأسى لحالنا ننهش لحم بعضنا فيتضخَّم حجم المصيبة في حسِّنا، حتَّى صرنا لا نكاد نرى غير المآسي من سوء الوضع وثقله فهاجر البعض بحثا عن وطن بديل والبقية في حيرة .
لذا لابد مما ليس منه بد ومن باب الفراق بمعروف اقول حباب دولة البحر_والنهر
وإلا ماذا ننتظر من حصاد حصرم الحقد والتشفي سوي الاقتتال في ظل وجود أكثر من جيش في وطن واحد ..
عقيد ركن معاش
عائد الملك